ويوجد في ألمانيا حالياً أكثر من 66 حالة إصابة مؤكدة، في ولايات شمال الراين ويستفاليا، وبادن-فورتمبرج، وبافاريا، وراينلاند-بفالتس، وهيسن، وهامبورغ، وشليزفيج ـ هولشتاين، وتعتبر منطقة هاينزبرج في ولاية شمال الراين ـ ويستفاليا هي الأكثر تضرراً في ألمانيا، حيث بلغ عدد حالات الإصابة فيها حتى الآن 38 حالة.
وبدت الأرفف في العديد من المتاجر شبه خالية من الحليب والمعلبات والأرز وغيرها، كما كان الحال بالنسبة للمعقمات والكمامات في متاجر المستلزمات الصحية والصيدليات، وتحدث هذه الهيستيريا، التي تعرف في اللغة الألمانية بظاهرة «الهامستر» أو شراء الفزع، في بعض المدن التي لم تكتشف بها حالات الفيروس.
ويتحدث عدد من مسؤولي المتاجر عن ازدياد الشراء بنسبة 3 أضعاف لدرجة أنه في متجر «ريفيه» هناك طلبات متجددة من المورد للمياه والحليب 4 مرات يومياً، وأكد عدد من المتسوقين أثناء تجول «الرؤية» في أحد المتاجر أن عدوى الفزع هي التي دفعت الناس إلى هذا السلوك.
وقالت «إيلينا» وهي مدرسة، إن هناك حالة قلق واضحة من الفيروس ولكن ما يحدث من شراء بهذه الصورة يعد أمراً جنونياً وكأنها معركة من أجل البقاء، وأكدت أنها لم تجد ورق الحمام مطلقاً بعدة متاجر، مشيرة إلى أن الفزع أخطر من الفيروس نفسه.
بينما يرى آخرون ومنهم «أستريد»، مدربة رياضية في تصريحات للرؤية، أنه «لا ضرر من تحصين مستلزمات المنازل، لأن كورونا على بعد كيلومترات قليلة من الجميع، وهناك توقعات بتحوله لوباء».
وشكلت الحكومة الألمانية خلية أزمة تجتمع يومياً لمتابعة تطورات الفيروس في البلاد، وقررت عدة إجراءات منها تقوية المراقبة الشرطية على نقاط الحدود، وخطوط هاتفية ساخنة بكل مدينة للإبلاغ أو الاستفسار عن الفيروس، وبدء ما يسمي بـ«كارت النزول» في القطارات المتجهة إلى المناطق التي تربط ألمانيا بالمدن الأوروبية الأخرى.
وهذه الكارت يقوم بتعبئتها من يتم إخراجهم من القطارات في حال الشك في أي حالات بداخلها تحمل الفيروس حتى يمكن التوصل إليهم فيما بعد.
وصرح وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر بأنه لا يتوقع نهاية سريعة للفيروس المستجد، وقال زيهوفر لصحيفة «بيلد أم زونتاج» الألمانية الأسبوعية اليوم الأحد: «أتوقع أن يتوافر لدينا لقاح بحلول نهاية العام».
وأضاف أنه حتى يحين ذلك الوقت، يجب مكافحة فيروس كورونا «بكل الوسائل التقليدية للحماية من العدوى، يتعين علينا كسر سلاسل العدوى باستمرار»، ولم يستبعد الوزير إغلاق مناطق، أو مدن بأكملها، وقال: «هذا السيناريو سيكون الملاذ الأخير»، وصرح زيهوفر بأنه هو نفسه لم يعد يصافح أي شخص باليد، كإجراء احترازي، وقال: «لكنني أقول كل مرة إن ذلك ليس له أي علاقة بعدم اللياقة».