السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الألمان يواجهون كورونا بمبادرات تطوعية وشبكات للجيران

توقفت الحياة في ألمانيا بشكل شبه كامل بسبب انتشار فيروس كورونا المتحور، ولأن «الحاجة أم الاختراع» فإن الألمان لم يقفوا مكتوفي الأيدي، بل دشنوا مبادرات من شأنها المساهمة في مواجهة الوباء الذي أودى بحياة الآلاف حول العالم.

وأنشأ عدد من الطلاب في جامعة بون كغيرهم في المدن الألمانية الأخرى مجموعات على موقعي فيسبوك وتويتر تحت عنوان «مساعدة الجيران»، إضافة إلى وضع ملصقات على المباني وفي الشوارع يعرضون فيها خدماتهم مثل التسوق لكبار السن، ورعاية الأطفال للآباء والأمهات في ظل الإغلاق الكامل للمدارس والحضانات في ألمانيا.

وقالت آنا إيبلزهيوسر، طالبة في جامعة بون، إن مجموعتها التي أنشأتها على مواقع التواصل الاجتماعي ضمت أكثر من 1000 متطوع خلال 24 ساعة، وإنها تتواصل حالياً مع منظمات خيرية وعدد من الكنائس لتبنّي هذه المبادرة على نطاق أوسع، لإعطاء كبار السن والأهالي الثقة بالتعامل معهم.


وأشارت في تصريحات لـ«الرؤية» إلى أن ألمانيا بلد مليء بكبار السن الذين يشكلون الفئة الأكثر عرضة لخطر كورونا، ومعظمهم يعيشون بمفردهم في منازل أو دور رعاية المسنين.


وأوضحت أنها ترغب مع غيرها من المتطوعين في مساعدة هؤلاء في المنازل عبر شراء حاجياتهم من الأسواق أو الصيدليات حتى لا يضطروا للنزول إلى الشوارع، كما أن هناك سيدات يعشن بمفردهن مع أطفالهن، ومنهم أطفال مرضى، يحتجن لقضاء مشترياتهن أيضاً، بالإضافة إلى وجود أسر تبحث عن رعاية لأطفالهم في ظل إغلاق المدارس، ولذلك فالمجموعات تعرض ذلك دون مقابل.

وأضافت الطالبة آنا، أنهم سيرتدون قفازات وكمامات عند إيصالهم الطلبات للمسنين وسيضعونها أمام المنزل، مشيرة إلى أن المجموعات ستقسم نفسها بحسب مناطق سكن المتطوعين لتقدم الخدمة داخل شارعهم أو عماراتهم أو الحي السكني الصغير من حولهم، وذلك لضمان الأمان للعائلات والمسنين.

وانتقلت عدوى التضامن هذه إلى مجموعات مماثلة في كل المدن الألمانية ومنها كولونيا وبايرن وغيرها، وأشاد وزير الداخلية هورست زيهوفر ورؤساء البلديات المختلفة بالفكرة، مؤكدين أن هذا ما تحتاجه ألمانيا لعبور الأزمة.

وانطلقت أيضاً مبادرات من شبكات إعلامية بتقديم دروس على الإنترنت للطلاب من سن 7 إلى 12 عاماً تحت شعار «المدرسة في البيت»، بالإضافة إلى تبرعات مالية لمراكز «التافل» التي تعطي أطعمة للفقراء والمشردين البالغ عددهم 1.6 مليون شخص، والتي ستغلق أبوابها أيضاً، إلا أنها ستقوم بتوصيل المساعدات عبر متطوعين.

وأشارت وسائل إعلام ألمانية إلى ضرورة أن يتحول الفزع إلى حالة تضامن، وأن الفيروس فرصة وصحوة لإعادة بناء مجتمع متحاب ومتضامن من جديد بعيداً عن خطابات العنصرية والكراهية التي ظهرت بقوة في الفترة الأخيرة.

من جهتها، أشارت صحيفة «جنرال انتسيجر» في موضوع بعنوان «التضامن مطلوب وبشدة»، إلى أن هناك سلوكيات سلبية للغاية ظهرت في أزمة كورونا ومنها الشراء بشكل جنوني دون مراعاة الآخرين والتفكير فقط في الذات والخروج في الشوارع للتنزه بعيداً عن ملل الجلوس في المنزل، بينما نحتاج في الوقت الراهن إلى التضامن والتفكير في الآخرين لأنهم أداة إنقاذ للنفس.

وطالبت الصحيفة الشعب الألماني بتحمّل توقف الحياة، فكما قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إننا نمر بموقف لم نعهده من قبل.

وأشارت الصحيفة إلى أن الفيروس جاء ليعلمنا بعض ما عاشه اللاجئون من إغلاق لحياتهم بالكامل، وعلينا أن نتحمل الآن إغلاق المدارس وحمامات السباحة ودور السينما وغيرها.

وأعلنت ألمانيا، يوم الأحد، إغلاق حدودها مع دول مجاورة في إطار إجراءات أشد صرامة تجاه تفشي كورونا الذي وصل عدد المصابين به حتى الآن في البلاد إلى 4838 حالة و12وفاة، بحسب معهد روبرت كوخ الألماني .