السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

«رئيس زمن الحرب».. كورونا يحدد هوية الرئيس القادم للولايات المتحدة

ذكرت صحيفة «الغارديان» أن وباء كورونا المتحور هو اختبار صعب للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي غيَّر موقفه من «ساخر» إلى «قائد أزمة»، إلا أن حالة عدم اليقين مما ستؤول إليه الأمور يهدد من فرصه في الفوز بولاية ثانية من الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل، ويزيد من فرص منافسه الديمقراطي - الأوفر حظاً – جو بايدن في الظفر بأصوات الأمريكيين.

وقالت الصحيفة البريطانية في تقرير لها، إن ترامب سخر في بادئ الأمر من فيروس كورونا، أما الآن فيبدو أنه مقتنع بأنه قادر على القيادة - وتأمين 4 سنوات رئاسية أخرى في انتخابات نوفمبر المقبلة.

واعتاد بيل كلينتون أن يشعر بالأسى من أن وقته كرئيس للولايات المتحدة كان سلمياً على نطاق واسع، وكان يفتقر إلى اختبار تاريخي لقوته.

لكن ترامب يعتقد أن فرصته قد جاءت عبر هذه الأزمة لقيادة دولة في حالة أشبه بحالة حرب.

وقال في البيت الأبيض هذا الأسبوع، وقد استوعب في مرحلة متأخرة الخطر الكبير لوباء كورونا، الذي أصاب في الولايات المتحدة وحدها أكثر من 19 ألف شخص وقتل أكثر من 200 آخرين: «أعتبر نفسي إلى حد ما، رئيس زمن الحرب». وأضاف: «أعني، هذا ما نحاربه».

وشهد العالم شخصيتين للرئيس الأمريكي: «ترامب» خلال أزمة كورونا، كان أحدهما يطمح في أن يكون رجل دولة، يطمئن الجمهور المنهك ويعبئ القوة الهائلة للحكومة الأمريكية. والآخر كان مألوفاً أكثر: «محارباً، مناهضاً للعلم، انقسامياً عنصرياً، ينشر الشكاوى ومشاعر الاستياء ويلوم الجميع باستثناء نفسه».

وبعد المماطلة في تفشي الوباء، استعاد ترامب مؤخراً زمام الأمور، وبدأ في كتابة رواية تهدف إلى إعادة انتخابه.

وتشمل محاولة الحصول على 4 سنوات أخرى في السلطة لغة لاستعراض القوة، وإبراز نفسه كزعيم في زمن الحرب، وجرعة من القومية في ضوابط حدودية أكثر صرامة وإشارات إلى «الفيروس الصيني»، وحرباً خاطفة على خصومه القدامى في وسائل الإعلام.

على الرغم من أنه لم يعد بإمكانه عقد تجمعات انتخابية، إلا أن ترامب يستمتع بدلاً من ذلك بالوسيلة التي يعرفها بشكل أفضل من خلال عقد جلسات إحاطة إعلامية يومية متلفزة من البيت الأبيض.

وقال كبير مستشاري البيت الأبيض السابق للشؤون الاستراتيجية ستيف بانون: «نحن في حالة حرب، والآن أصبح بالضرورة رئيساً في زمن الحرب. فرصة ترامب هنا، لاغتنامها أو خسارتها».

وحتى الآن ليس هناك ما يشير إلى أنه حتى هذه الصدمة (الوباء)، التي تسببت في غلق معظم أنحاء البلاد، غيرَّت الانقسام السياسي في أمريكا.

وهاجم الديمقراطيون ترامب بسبب تقليله من شأن تهديد كورونا - على الرغم من ادعاءاته الغامضة والمفرطة في التفاؤل - إلا أن أمريكا لا تزال تفتقر بشكل مؤسف إلى معدات وأدوات لاختبار الفيروس، ويمكن أن يغرق نظام الرعاية الصحية «المعيب» قريباً.

ومع ذلك، كما هو الحال في العديد من بؤر التوتر السياسي الأخرى على مدى السنوات الثلاث الماضية، لا يزال الجمهوريون موالين لترامب، ولا يوجد دليل على أن «قاعدته» تتخلى عنه.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة «إيه بي سي نيوز، وشركة إبسوس للأبحاث والدراسات» يوم الجمعة أن 55% من المستطلعين يوافقون على إدارة الرئيس لأزمة كورونا، بينما يرفضها 43%.

وقد تعكس النتيجة تغييراً ملحوظاً في موقف ترامب، بدءاً من يوم الجمعة 13 مارس، عندما أعلن حالة الطوارئ الوطنية، ثم توسيع قيود السفر على أوروبا وكندا والمكسيك، وإصدار إرشادات بمنع التجمعات لأكثر من 10 أشخاص، وأشار إلى دعمه للأمريكيين المتضررين.

لقد سحق الفيروس النظام السياسي لواشنطن، وأصبحت الانتخابات بشكل مؤقت عرضاً جانبياً حيث يسارع الكونغرس من خلال مليارات الدولارات في التحفيز لدرء الكساد الكبير على غرار الثلاثينيات.

ووجد ترامب بشكل عام أن الدعاية السيئة أكثر فائدة من عدم الدعاية على الإطلاق، لقد أعطته الأزمة الهيمنة على المنبر الوطني.

ولكن إذا قتل فيروس كورونا الآلاف، وألحق دماراً اقتصادياً، فقد يلجأ الناخبون إلى اختيار المرشح الديمقراطي جو بايدن «من أجل المثابرة والحكمة».