الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

«كتالوج» العقوبات والمواطن «المخبر» حديث الشارع الألماني في زمن الكورونا

«كتالوج» العقوبات والمواطن «المخبر» حديث الشارع الألماني في زمن الكورونا

ألمان يتغلبون على المملل بالعزف من الشرفات. (أ ف ب)

تنشر المدن الألمانية المختلفة يوماً بعد يوم ما أسمته بـ«كتالوج عقوبات كورونا»، الذي يشمل الغرامات التي قد تصل في بعض الأحيان إلى 25 ألف يورو، وتنتهي بالحبس لخمس سنوات، وذلك في محاولة من الحكومة الألمانية لتشديد الإجراءات في مواجهة انتشار فيروس كورونا.

الأمر الذي امتدحه البعض بينما انتقده البعض الآخر من عودة ما يسمى بثقافة «المواطن المخبر»، ففي نهاية الأسبوع الماضي انتشرت صور كثيرة على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة تبعها بلاغات بالمئات لخروج مواطنين في عدة مدن ألمانية بأعداد كبيرة للاستمتاع بالشمس التي ظهرت مؤخراً وبعد طول انتظار، الأمر الذي قام على أثره عدد من رجال الشرطة وموظفي مكاتب الانضباط بفرض عدد من الغرامات معظمها لشباب ومراهقين وأخرى لبعض الأسر التي تجمعت بأعداد كبيرة في الحدائق.

ففي مدينة بون الألمانية قامت الشرطة بتحرير مخالفة لبعض الشباب الذين تجمعوا في فناء إحدى المدارس، وأبلغ عنهم بعض السكان لرفضهم الالتزام بالمسافات المقررة بينهم، ومخالفتهم قرار عدم التجمع لأكثر من شخصين.

وغرمت الشرطة كل شاب منهم بـ250 يورو، كما تلقت شرطة وبلدية بون اتصالات قدرت في الأسبوع الماضي بـ200 بلاغ من المواطنين، خاصة بعدما دعا رئيس بلدية بون «فولفجانج فوكيس» المواطنين للتحلي بالشجاعة والإبلاغ عن أي تجمعات تخترق القوانين التي وردت في كتالوج العقوبات، مؤكداً أنهم يساهمون بذلك في حماية المجتمع.

وفي مدينة ميونيخ تلقت الشرطة 171 اتصالاً خلال الأسبوع الماضي للإبلاغ عن تجمعات، فيما انتقد نواب ووسائل إعلام ألمانية هذه الدعوات برغم ضرورتها، ولكنها في نفس الوقت تثير مخاوف من عودة المواطن المخبر وانتشار ثقافة عدم الثقة في المجتمع.

وذكر موقع «دير شبيغل» أنه في وقت الأزمات والضغط النفسي يظهر المجتمع ثقافات مضطربة تشيع مزيداً من التوترات، كما انتقد في تقرير العقوبات لكونها بها بعض المبالغة، ففي التجمعات لأكثر من شخصين يدفع كل فرد 250 يورو، وفي حال التكرار 2500 يورو، ومن يخرج من المنزل دون سبب قوي يدفع غرامة 150 يورو، ومن يزور أحد أقاربه في دور المسنين يدفع 800 يورو.

ويرى بعض المراقبين أنه بالرغم من ضرورة فرض حالة من التخويف والعقوبات، إلا أن ألمانيا كباقي العالم تعيش أوقات نفسية صعبة ربما تخرج بالأمور من نطاقها الطبيعي، مثل البلاغ الذي تلقته شرطة ميونيخ من جيران اعتقدوا أن سيدتين في منزلهما يقيمان حفلة بسبب أصوات عالية صادرة من شقتهما.

ولكن الشرطة وجدت السيدتين بمفردهما يشاهدان التلفاز، ويطلقن الضحكات بصوت عال، الأمر الذي يرهق أيضاً رجال الشرطة ببلاغات كثيرة في هذا الوقت، إلا أن جريدة «جنرال أنتسيغر» أكدت أنه برغم أن كلمة عقوبات تجلب المزاج السيئ، إلا أنها ضرورية لأن الأمر يتعلق بالحياة والموت، وأن هناك فئة لا تلتزم ولا تخجل وتستخف بالأمر الخطير، وأن هذه العقوبات جزء من محاربة الفيروس حتى وإن لم تعجب البعض وبكاء البعض على عدم الخروج والاستمتاع بالحياة يعد سخافة في وقت لا يحتمل ذلك.

وسجلت ألمانيا حتى الآن أكثر من 57 ألف إصابة بفيروس كورونا ووفاة 433 شخصاً بحسب معهد روبرت كوخ الألماني.