الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

«واشنطن بوست» تكشف كيف تسبب ترامب في تفشي كورونا بالولايات المتحدة

ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» في تحليل مطول، أن حالة التخبط والإنكار التي لازمت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ساهمت بشكل أساسي في تفشي وباء كورونا المتحور في أنحاء متفرقة من الولايات المتحدة، وفاقمت من الأزمة التي تسببت في إصابة عشرات الآلاف ووفاة المئات.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أنه عندما تم تأكيد أول حالة إصابة أمريكية بفيروس كورونا، أكد الرئيس ترامب لشعبه أن الوضع «تحت السيطرة تماماً». وكرر مسؤولون في مجلس الوزراء ونائب الرئيس والرئيس ذلك طوال شهر فبراير.

ومع اتضاح الصورة، من الواضح أن الوضع لم يكن تحت السيطرة إلى حد كبير. في الواقع، أعطى الافتقار إلى إجراء اختبارات كورونا صورة خاطئة عن عدد الأشخاص المصابين في جميع أنحاء البلاد.

ومن خلال الوثائق الحكومية والشهادات والتقارير الإخبارية والمقابلات، أعاد فريق تحليل «واشنطن بوست» بناء الأحداث التي تركت الحكومة عمياء عن انتشار الفيروس، وفحص كيف فتحت هذه الأخطاء الباب لـ11 حالة مؤكدة لتتضخم إلى أكثر من 100 ألف في أقل من 6 أسابيع.

تم اكتشاف فيروس كورونا لأول مرة في أوائل ديسمبر الماضي في ووهان بالصين. وأبلغ المسؤولون الصينيون منظمة الصحة العالمية عن المرض الشبيه بالالتهاب الرئوي في نهاية الشهر ذاته، لكنهم تجاهلوا ذكر الأدلة المتزايدة على أن الفيروس يمكن أن ينتقل من شخص لآخر.

ومع تزايد التقارير حول الفيروس الغامض، حذرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكيين من السفر إلى الصين، وفعّلت أداة إدارة الطوارئ المستخدمة لتوجيه العمليات وتقديم الموارد وتبادل المعلومات.

وعلى الرغم من أجراس الإنذار وزيادة الإحاطات الاستخبارية، كافح وزير الصحة والخدمات الإنسانية أليكس عازار لجذب انتباه ترامب للأزمة لأسابيع.

ومن أول الأشياء التي تحتاجها أي حكومة لتتبع وإدارة انتشار أي مرض هي القدرة على اختباره، لأن (كوفيد-19) هو مرض تسببه سلالة جديدة من فيروس كورونا، وهذا يعني تطوير اختبار جديد.

وطورت الصين اختبارها الخاص، وتبنت منظمة الصحة العالمية اختباراً من باحثين ألمان ونشرت بروتوكولات اختبار في منتصف يناير الماضي، حيث يمكن اعتمادها من قِبَل دول أخرى لإنتاج اختباراتها الخاصة أو يمكن للبلدان استخدام الاختبارات التي تقدمها المنظمة.

وشارك مركز السيطرة على الأمراض تفاصيل الاختبار الذي صممه في 24 يناير - أي بعد 3 أيام - من تأكيد أول حالة إصابة بالفيروس في واشنطن.

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة كانت لديها حالات من خانة واحدة في أواخر يناير، إلا أن بعض مسؤولي الصحة العامة كانوا قلقين بشكل متزايد. وأشاروا إلى أن الحكومة كانت بحاجة إلى الاستعداد لإجراء الاختبارات للأمريكيين على نطاق واسع.

لكن الحكومة فعلت العكس تماماً، حيث أصدر مركز السيطرة على الأمراض توجيهاً محدوداً بشأن المرضى المؤهلين لإجراء الاختبار - فقط أولئك الذين سافروا مؤخراً إلى ووهان أو أولئك الذين اختلطوا بشخص مصاب.

في 31 يناير الماضي، أعلن الوزير عازار «حالة طوارئ صحية عامة»، معلناً قيوداً على السفر - بما في ذلك منع غير المواطنين الذين زاروا الصين مؤخراً من دخول الولايات المتحدة - في محاولة للحد من انتشار الفيروس داخل البلاد.

وبحلول الأسبوع الثاني من فبراير، كانت الولايات المتحدة قد أبلغت عن 11 حالة. وخفَّض هذا العدد من القلق لدى البعض في الإدارة الأمريكية. وقال ترامب عن تلك الأرقام: «نحن نقوم بعمل رائع في بلدنا. لدينا 11 حالة فقط، وكلها تتحسن».

ورغم توطُّن وانتشار فيروس كورونا في مجتمعات وبلدان أخرى، غرد ترامب مجدداً بقوله «فيروس كورونا تحت السيطرة تماماً في أمريكا».

في 3 مارس، أعلنت الولايات المتحدة وفاة 13 شخصاً بالفيروس.

وبحلول 28 مارس، كان عدد الوفيات في الولايات المتحدة 2198، وارتفع بسرعة، وتجاوز عدد الإصابات 100 ألف حالة.

وأمضى الرئيس ترامب ما يقرب من شهرين في إصدار إشارات مربكة ومتناقضة - تاركاً الجهاز البيروقراطي للحكومة الأمريكية - لرسم مسار الاستجابة للفيروس.

وحتى ذلك الحين، لم يكن الاختبار واسع النطاق متاحاً على الفور. وهذا يعني أنه قد لا يكون لدينا إحصاء حقيقي لعدد الأمريكيين المصابين بالفيروس، بحسب «واشنطن بوست».