الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

ألمانيا.. تصاعد الجدل حول سيناريوهات الخروج المبكر من «خندق الفيروس»

ألمانيا.. تصاعد الجدل حول سيناريوهات الخروج المبكر من «خندق الفيروس»

جرافيتي على أحد الجدران في برلين يعبر عن الضجر من البقاء في المنزل. (إي بي أيه)

يعيش المجتمع الألماني حالة جدال تتصاعد يوماً بعد يوم حول ما يسمى باستراتيجية الخروج من حالة الإغلاق الحالية بسبب فيروس كورونا والعودة إلى الحياة الطبيعية.

وتنقسم الآراء بين مؤيد ومعارض لهذه الدعوات، فبينما يراها البعض سابقة لأوانها وتنشر آمال خادعة، ينظر لها آخرون على أنها ضرورة حتمية لإنقاذ الاقتصاد والمجتمع.

وسجلت ألمانيا حتى اليوم 62 ألف إصابة و583 حالة وفاة بحسب معهد روبرت كوخ الألماني.

وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، قد أكدت أنه لا تخفيف للإجراءات الحالية إلا بعد 20 أبريل عقب انتهاء عطلة عيد الفصح، وطالبت الشعب بالصبر، ويشاركها في ذلك الكثيرون، منهم وزير المالية أولاف شولتس ووزير الداخلية هورست زيهوفر ورئيس وزراء ولاية بايرن ماركوس سودر.

واعتبروا أن هذه الدعوات مخاطرة كبيرة لأن الأمر يتعلق بالحياة والموت وليس فقط بالآثار الاقتصادية، بينما يعتقد أصحاب الرأي الآخر مثل أرمين لاشيت رئيس وزراء ولاية نورد راين فستفاليا الذي كتب مقالاً بجريدة «فيلت أم سونتاغ» يدعو فيه للتفكير في خطة الخروج، معتبراً ذلك ضرورة حتمية.

هذا الجدل وصفته صحيفة «دير شبيغل» بالمعركة التي يحاول فيها كل طرف استعراض قدراته السياسية أو ما يشبه لعبة توزيع الأدوار، وأن المعركة ليست فقط في الأروقة السياسية والاقتصادية ولكنها بين قطاعات الشعب، حيث بدت بوضوح في وسائل التواصل الاجتماعي.

ويتساءل الألمان عما أسموه بـ«يوم إكس» أي أول يوم للعودة للحياة الطبيعية، وخاصة بعد تحذيرات خبراء من خطورة استمرار هذا الوضع حتى أواخر أبريل، حيث يتوقعون ارتفاع حالات العنف المنزلي والاكتئاب وربما الانتحار وضياع فرص العمل والمستقبل الاقتصادي الآمن.

ومن الأفكار التي طرحها الخبراء ضمن هذه استراتيجية الخروج، «التدرج» أي بدء التخفيف على مراحل ومستويات منها العودة لفتح بعض المدارس في شهر مايو في بعض الولايات التي تظهر نسب عدوى ووفيات أقل من غيرها.

وأيضاً فتح الشركات والمحلات بشروط وإجراءات ربما منها تأمين أكبر للمسافات وإتاحة وسائل الوقاية مثل الأقنعة وسوائل التعقيم، وكذلك السماح بعودة مباريات الدوري الألماني بدون جمهور ثم بجماهير محددة، وصولاً للعودة الكاملة.

والنقاط الأخرى تتمثل فيما يطلق عليه «المدينة أولاً» أي أن تحسب كل مدينة إجراءات عزلها أو تخفيف إغلاقها بحسب وضعها الصحي بناء على دراسات وتقارير الأطباء والسياسيين ورجال الاقتصاد فيها.

أما السيناريو الثالث فيتحدث عن خروج للشباب والأصحاء أولاً بشكل تدريجي، بينما يبقى كبار السن والمرضي في الحظر المنزلي، وهو السيناريو الأكثر إثارة للجدل، حيث رفضه الخبراء لكونه غير واقعي بالمرة وأنه ليس كافياً في وقت ينعزل فيه بالفعل كبار السن في دور للمسنين ومع ذلك يموتون.

ومن الأفكار الأخرى ازدياد حالات الفحص اليومية لفيروس كورونا لقطاعات كبيرة من الشعب.

وفي نفس الوقت صرح خبراء بمعهد روبرت كوخ الألماني أن ألمانيا على موعد مع عدد وفيات أكبر وربما موجة عنيفة قادمة للفيروس، خاصة في ظل عدم التوصل لمصل أو علاج.

كما حذّر أطباء من أن الفيروس لا يعرف عيد فصح ولن ينتهي بعده وأنه من المهم عدم التهوين من خطورة كورونا والدعوة للخروج قبل الأوان والمخاطرة بحدوث انتكاسة كبيرة، وأنه من المهم أن تتركز الاستراتيجية على مراقبة الموقف وتقييمه بشكل يومي، لنر هل ستخفف الإجراءات أواخر الشهر الجاري أم سيتم تشديدها وأن المعركة الآن هل هي مزيد من المصابين والموتى أم مزيد من التدهور الاقتصادي والضجر المجتمعي.