الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

من الفلبين إلى بيلاروسيا.. أوامر رئاسية أثارت الجدل بسبب «كورونا»

من الفلبين إلى بيلاروسيا.. أوامر رئاسية أثارت الجدل بسبب «كورونا»

حددت بنما أياماً خاصة لخروج النساء وأخرى للرجال لوقف تفشي كورونا. أ ف ب

منذ اندلاع أزمة تفشي فيروس «كورونا» المستجد، تَسابق رؤساء الدول والحكومات حول العالم لإصدار القرارات، وإعطاء الأوامر بتنفيذ مختلف الإجراءات اللازمة لاحتواء الوباء.

إلاّ أنه ووسط الصرامة العالمية في مواجهة الفيروس، برز زعماء وضعوا بصماتهم الخاصة في هذه الأزمة عبر تصريحات، وقرارات، أثارت الكثير من الجدل بسبب غرابتها أحياناً، وشذوذها عن التوجه العالمي لمكافحة الوباء أحياناً أخرى.

ومن الفلبين إلى بنما وصولاً إلى البرازيل ومالي وبيلاروسيا، تصدرت قرارات وأوامر رئاسية عناوين الأخبار، خلال الأيام الماضية، نستعرض بعضاً من أكثرها غرابة وإثارة للجدل.

سأدفنكم !

في الفلبين، لم يفت رئيس البلاد المثير أصلاً للجدل، رودريجو دوتيرتي، فرصة حرب دولته ضد «كورونا» للبقاء خلف الأضواء، حيث عاد اسمه للتداول عالمياً، في الساعات الماضية، بسبب تصريح جديد حول كيفية التعامل المستقبلي مع مخالفي الإجراءات الحكومية أثناء فترة الحجر المنزلي.

وقال دوتيرتي، في خطاب تلفزيوني: «الأوضاع تسوء، لذا فإنني أخطركم مرة أخرى بخطورة المشكلة وعليكم أن تنصتوا، أوامري للشرطة والجيش هي أنه إذا كانت هناك اضطرابات، ورأيتم أن حياتكم في خطر جراء مواجهتهم لكم فاقتلوهم رمياً بالرصاص».



وأضاف موجهاً كلامه لمَن يخالفون التعليمات: «هل هذا مفهوم؟ القتل.. سأدفنكم بدلاً من أن تتسببوا في إثارة المتاعب».

من جهته، قال قائد الشرطة الوطنية، اليوم: إن الشرطة تدرك أن الرئيس يعبر عن جديته بشأن النظام العام، وإن القوات لن تطلق النار على أحد.

رصد الأوغاد

حتى الآن لا تزال مجريات الحياة في بيلاروسيا تسير على نحو عادي، كأن شيئاً لم يحدث، ولا يزال الناس يذهبون إلى أعمالهم، فضلاً عن استمرار إقامة مباريات بطولة الدوري الممتاز، وذلك رغم أن كافة بلدان أوروبا اتخذت إجراءات صارمة للحد من تفشي الفيروس المستجد.

ويعود الفضل في ذلك، إلى أوامر الرئيس ألكسندر لوكاشنكو، الذي يكرر منذ بدء الأزمة أنه لا حاجة لكي تتخذ بلاده أي تدابير وقائية.

وحسب تقرير لموقع «بي بي سي»، فإن لوكاشنكو، يعتقد بأن «الفودكا» والعمل الجاد في المزارع، يمكن أن يحمي من الفيروس، حيث قال: إن «المحاريث كفيلة بعلاج كورونا» ما أثار موجة سخرية واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي في بيلاروسيا.

وكذلك، أصدر لوكاشنكو أوامره لجهاز المخابرات في البلاد بـ«تعقّب الأوغاد»، الذين ينشرون الذعر بين الجماهير.



فصل النساء عن الرجال

وفي بنما، أعلن رئيس البلاد لورنتينو كورتيزو، اتخاذ إجراء غير تقليدي لمكافحة تفشي الوباء في هذا البلد، يقضي بفصل الرجال عن النساء، والحرص على عدم التقائهم ببعضهم البعض في الأماكن العامة لمدة لا تقل عن 15 يوماً.

وأفاد تقرير لشبكة «سي إن إن» الأمريكية، بأن القرار، الذي أثار جدلاً واسعاً في البلاد، دخل حيز التنفيذ الأربعاء، حيث سيسمح بموجبه للنساء بالخروج من منازلهن لشراء الضروريات، أيام الاثنين والأربعاء والجمعة، أما الرجال فتم منحهم أيام الثلاثاء، والخميس، والسبت.

أما يوم الأحد، فسيتعين «على الجميع البقاء في منازلهم»، بحيث لن يلتقي الجنسان في شوارع المدن، أبداً لمدة أسبوعين على الأقل.

إنفلونزا بسيطة

انتشر على شبكات التواصل الاجتماعي في البرازيل، رسم ساخر يظهر ديناصوراً يحدق في نيزك على وشك إبادة جنسه، ويقول: «تباً سيكون هذا سيئاً للاقتصاد»، في استهزاء واضح بطريقة إدارة الرئيس جايير بولسونارو لأزمة فيروس كورونا، بعدما رفض إجراءات التباعد الاجتماعي تخوفاً من تداعياتها الاقتصادية.

ومنذ بدء تفشي الوباء في البرازيل، يحرص بولسونارو، اليميني المتطرف، على مقارنة الفيروس الجديد بـ«الإنفلونزا البسيطة»، معتبراً أنه تسبب برد فعل «مبالغ فيه»، مشدداً على رفضه تدابير مثل إغلاق المدارس والأنشطة التجارية.

انتخابات رغم أنف «كورونا»

في دولة مالي بغرب أفريقيا، قرر الرئيس إبراهيما ببكر كيتا، تنظيم انتخابات تشريعية في عموم البلاد يوم 29 مارس المنصرم، وذلك على الرغم من تفشي فيروس «كورونا» المستجد في المنطقة، وتسجيل مالي عدة حالات إصابة.

وأثار القرار موجة جدل واسعة بسبب مخالفته للتدابير الاحترازية، وتعليمات التباعد الاجتماعي التي نصح بها الخبراء حول العالم، لوقف تفشي الفيروس.

وللمفارقة، فإن سلطات الانتخابات التي أصرت الحكومة على تنظيمها في ظل الظروف الحالية، كان قد تم تأجيلها مرات عدة بسبب تدهور الوضع الأمني، وخلافات سياسية في البلاد.