الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

"حرب الكمامات".. 6 عمليات سطو وقرصنة تنذر بنشوب نزاعات كبيرة بين دول العالم

تسببت الإصابات الكبيرة التي نجمت عن انتشار فيروس كورونا المستجد في أزمة كبيرة في المعدات والمستلزمات الطبية للعديد من دول العالم، حتى إن بعض الخلافات نشبت بين بعضهم، مما ينبئ بخطورة هذه القضية في حال استمرار الوباء في التفشي بهذه الوتيرة الكبيرة.

وفي خضم المعركة ضد «كوفيد-19»، ظهرت بوادر حرب دبلوماسية بين بعض الدول، تحركات وصفت بالعدائية تمثلت في السطو على سفن المستلزمات الطبية والوقائية من الفيروس مثل «الكمامات الطبية والمطهرات وغيرها».



تونس ضحية إيطاليا





في وقت سابق من الشهر الماضي، أعلن وزير التجارة التونسي، محمد المسيلينى، أن باخرة كانت متجهة إلى تونس محملة بكحول طبيّة سُرقت في البحر من طرف إيطاليين.

وقال وزير التجارة التونسي، محمد المسيليني، إن باخرة كانت محملة بالكحول الطبي تعرضت للسرقة في عرض البحر خلال إبحارها إلى بلاده.

ووصل عدد الإصابات في إيطاليا إلى 124 ألفاً، وكسرت حالات الوفاة حاجز الـ15 ألف حالة لتحقق بذلك أعلى نسبة وفاة بالفيروس في العالم.

واشتكت وسائل إعلام إيطالية في وقت سابق، من عدم وجود حالة تضامن بين دول الاتحاد الأوروبي أو كما وصفه صحفي إيطالي بأن الوحدة بين أعضاء الاتحاد هو «محض خيال».



التشيك وإيطاليا





وعلى ما يبدو أن المساعدات الطبية التي ترسلها الصين للدول المتأثرة بشكل كبير من تفشي فيروس كورونا، أصبحت مطمعاً وهدفاً للسطو من قبل البعض، حيث ذكرت وسائل الإعلام الإيطالية مؤخراً أن السلطات التشيكية استولت على شحنة أقنعة واقية أرسلتها الصين إلى إيطاليا.

ومن ناحيتها، نفت براغ الاتهامات، وأكدت أنها صادرت الأقنعة في إطار عملية ضد مهربين.

وصادرت الشرطة التشيكية في 17 مارس الحالي 680 ألف قناع واقٍ وأجهزة تنفس في مستودع شركة خاصة في مدينة لوفوسيتشي بشمال براغ، ووصفت العملية بأنها نجاح كبير في مكافحة تهريب هذه السلعة.

ووجهت صحف إيطالية العديد من الاتهامات التي تشير إلى أن ما فعلته التشيك كان متعمداً، ونشرت صحيفة لاريبوبليكا الإيطالية معلومات عن باحث تشيكي يدعى لوكاس ليف سيرفيكا والذي أكد أن السلطات التشيكية، وتحت غطاء عملية ضد مهربين احتفظت بالأقنعة التي صادرتها ثم وزعتها على المستشفيات التشيكية.

تركيا وإسبانيا





استولت السلطات التركية في ظل أزمة كورونا على طائرة معدات طبية مرسلة من الصين لإسبانيا، إلا أنها عادت وأفرجت عنها لاحقاً بعد ضجة كبيرة أثيرت حول الواقعة.

واتهمت الخارجية الإسبانية السبت تركيا بالاستيلاء على الشحنات التي كانت تحمل أجهزة التنفس ومعدات أخرى دفعت ثمنها لعلاج مصابي فيروس كورونا.

وذكرت وزيرة الخارجية جونزاليس لايا، أن أنقرة تحتجز الطائرة، واستولت على المعدات الموجودة بها، موضحة أن الحكومة في تركيا يبدو أنها قررت الإبقاء عليها لعلاج مرضاها، لكنها عادت يوم الأحد لتؤكد أن أنقرة أفرجت عنها وقدمت الشكر لها.

وكانت تركيا فرضت قيودًا على صادرات المنتجات الصحية، بدافع رئيسي وهو اهتمامها بأن تكون قادرة على تزويد نظامها الصحي الخاص بعد تزايد عدد الإصابات والوفيات التي تخطت الـ500.

وكانت الشحنة تحتوي على 162 جهاز تنفس لعلاج مرضى فيروس كورونا الخاصة بوحدات العناية المركزة، وفق وسائل إعلام إسبانية.



أمريكا وفرنسا





ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن الولايات المتحدة قامت باختطاف شحنة أقنعة مخصصة لفرنسا، وأوضحت الصحيفة أن أمريكيين قاموا بشراء الشحنة بثلاثة أضعاف ثمن الأقنعة نقداً عندما كانت على متن طائرة في مطار شنغهاي جاهزة للإقلاع إلى فرنسا.

وأعلن جان روتنر رئيس منطقة غراند ايست الفرنسية، أن الأقنعة كانت مخصصة لمنطقته التي تعتبر أكثر تأثراً بالفيروس التاجي في البلاد.

ورغم ذلك، نفى مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، قيام واشنطن بشراء أي أقنعة كانت معدة للتسليم من الصين إلى فرنسا.



قرصنة أمريكية





وجهت ألمانيا اتهامات للولايات المتحدة الأمريكية بالقرصنة الحديثة، وذلك بعد تحويل مسار شحنة من الأقنعة الموجهة للشرطة الألمانية ولوازم طبية أخرى، وأكدت ألمانيا أنها قامت بدفع مبالغ كبيرة مقابل تلك المعدات لقطع الطريق على دول أخرى في السوق العالمية، وفقاً للغارديان.

وتضم الشحنة ما يقارب 200 ألف قناع، وكانت متجهة من تايلاند، وكان وزير داخلية الولاية اندرياس جايزل، أعلن أمس الجمعة أن شحنة الكمامات التي كانت مخصصة لشرطة برلين، صودرت في بانكوك بناء على تحريض أمريكي، واتهم الوزير واشنطن بارتكاب «عمل من أعمال القرصنة العصرية».

ومن جانبها، رفضت شركة «ثري إم» الأمريكية ما تردد عن قيام مسؤولين أمريكيين بمصادرة 200 ألف من أقنعة الوجه الطبية «الكمامات» كانت العاصمة الألمانية برلين تعاقدت عليها.

وقالت «ثري إم» لوكالة الأنباء الألمانية إنها لم تجد ما يشير إلى مصادرة الكمامات، كما أن الشركة ليس لديها أوراق تفيد بوجود شحنة أقنعة متجهة إلى برلين.

من جهته، وصف أندرياس جيزيل، وزير داخلية ولاية برلين، تحويل مسار الشحنة بأنه «عمل من أعمال القرصنة الحديثة»، وناشد الحكومة الألمانية مطالبة واشنطن بالامتثال لقواعد التجارة الدولية قائلا: «هذه ليست طريقة للتعامل مع شركاء عبر الأطلسي».

يشار إلى أن واشنطن ألزمت «ثري إم»، بشكل قانوني، بتزويد الولايات المتحدة بأكبر كمية ممكنة من الكمامات المستخدمة في المستشفيات، وتقوم الشركة الأمريكية بعمليات إنتاج في الصين.

كينيا وألمانيا



وفي 24 مارس الماضي، اختفت 6 ملايين كمامة من أحد مطارات كينيا، كانت في طريقها إلى ألمانيا.

وقالت متحدثة بِاسم وزارة الدفاع الألمانية، إنه يجري التحقيق في الواقعة، مشيرة إلى أن الأمر يدور حول جزء من إجمالي شحنة، ولم تصرح حول طريقة اختفاء الشحنة، ولكنها أكدت أنه لا توجد خسارة مالية.

وذكرت وسائل إعلام ألمانية أن الشحنة من المحتمل أنها سرقت من قبل لصوص في المطار، وتباع الآن في السوق بكينيا، وخصوصًا أن الطلب على كمامات الحماية من الفيروسات قد ارتفع بعد انتشار فيروس كورونا المستجد.





لا وقت للنزاعات والأولوية للوباء



بالسؤال عن: إلى أين ستتجه هذه الصراعات؟ وهل من الممكن أن تتحول لأزمات بين الدول؟ صرَّح الباحث والمحلل السياسي الكويتي مشعل النامي، للرؤية، بأنه يتوقع أن تصل هذه الدول إلى أزمات دبلوماسية، ولكن يستبعد حدوث أي نزاعات بين الدول في الوقت الحالي، لأن الأولوية الآن هي السيطرة على الوباء ومحاولة تقليل أضراره.



ويرى أنه من الممكن أن تتم المحاسبة وقطع العلاقات في وقت لاحق وليس الآن، خاصةً الدول التي لا تمتلك القدرة على السيطرة على الوباء ولم تتبع الخطة التي أجرتها منطقة دول الخليج، والتي مكنتها من السيطرة على الوباء، كالإغلاق والتكفل بالجانب الاقتصادي، بل جعلت الأولوية لعدم انهيار اقتصاد بلادهم، ما يضعهم أمام عاصفة من الغضب الشعبي.