الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

غوتيريش يدعو العالم إلى حماية النساء من العنف أثناء الحجر المنزلي

غوتيريش يدعو العالم إلى حماية النساء من العنف أثناء الحجر المنزلي

أطلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأحد، نداءً عالمياً لحماية النساء والفتيات «في المنازل»، في وقت يتفاقم العنف المنزلي والأسري خلال فترة الحجر الصحي الناجمة عن كوفيد-19.

وقال غوتيريش في بيان ومقطع فيديو بالإنجليزية، مع ترجمة لكلامه إلى اللغات الفرنسية والعربية والإسبانية والصينية والروسية، إن «العنف لا يقتصر على ساحات المعارك»، مذكراً بندائه الأخير إلى وقف إطلاق النار في مختلف أنحاء العالم للمساعدة على الحد من تفشي كوفيد-19.

وأضاف «للأسف، بالنسبة للعديد من النساء والفتيات، إن أكثر مكان يلوح فيه خطر العنف هو المكان الذي يُفترض به أن يكون واحة الأمان لهن. إنه المنزل. ولذا، فإنني أوجه نداءً جديداً، اليوم، من أجل السلام (..) في المنازل في جميع أنحاء العالم».

وتابع غوتيريش «على مدى الأسابيع الماضية، ومع تزايد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية وتنامي المخاوف، شهدنا طفرة عالمية مروعة في العنف المنزلي».

وأردف «إنني أحث جميع الحكومات على جعل منع العنف ضد المرأة وجبر الضرر الواقع من جراء هذا العنف، جزءاً رئيسياً من خططها الوطنية للتصدي لكوفيد-19».

ودعا النظم القضائية إلى مواصلة «مقاضاة المعتدين»، مطالباً بشكل خاص بـ«إنشاء أنظمة إنذار طارئة في الصيدليات ومحلات البقالة» وهي الأماكن الوحيدة التي ما تزال مفتوحة في بلدان كثيرة.

وشدد غوتيريش على ضرورة «تهيئة سبل آمنة للنساء لالتماس الدعم، من دون أن يتنبه المعتدون» إلى ذلك.

وقالت الأمم المتحدة، إنها غير قادرة في هذه المرحلة على تحديد عدد النساء أو الفتيات اللواتي يتعرضن لعنف أسري في العالم، نتيجة الحجر المنزلي، لكنها أشارت إلى أن واحدةً من كل 3 نساء تتعرض للعنف خلال حياتها.

فرنسا وتركيا والهند، وفي ظل الحجر المنزلي الهادف لاحتواء وباء كوفيد-19، تجد العديد من النساء أنفسهن محتجزات في المنزل مع معنفهن، وهذه الظاهرة قد تكون موجودة في كل الدول، كما أشارت الأمم المتحدة.

وفي الولايات المتحدة، أفادت مدن عدة بارتفاع في حالات العنف الأسري والاتصالات التي تتلقاها السلطات بهذا الشأن. أما في الهند، تضاعفت أعداد حالات التعنيف خلال الأسبوع الأول من فرض قيود على التحرك، بحسب اللجنة الوطنية للنساء.

ودعت ناشطات تركيات من جهتهن إلى توفير حماية أفضل للنساء بسبب ارتفاع عدد عمليات القتل التي تستهدفهن منذ توصية السلطات بالعزل المنزلي في 11 مارس.

وتلقت السلطات خلال الأسبوع الأول من الحجر في جنوب أفريقيا، نحو 90 ألف بلاغ بعنف منزلي، في حين ارتفع العنف الأسري في فرنسا بنحو الثلث خلال أسبوع.

وأفادت الحكومة الأسترالية من جهتها، تسجيل ارتفاع بنسبة 75% للأبحاث على الإنترنت لطرق الدعم بمواجهة العنف الأسري.

والأمثلة المذكورة أعلاه نقلتها منظمات أو دول تملك أنظمة خاصة لحماية النساء.

وفي حين يواصل الفيروس تفشيه، قالت الأمم المتحدة: إنها تتوقع انخفاض مستوى المعلومات التي تحصل عليها من دول مؤسساتها ضعيفة ولا تعكس الأرقام فيها إلا جزءاً صغيراً من الواقع.

وتابع غوتيريش «معاً، يمكننا، بل ويجب علينا منع العنف في كل مكان، من مناطق الحرب إلى بيوت الناس، بينما نعمل على دحر كوفيد-19».

ورأت الأمم المتحدة أن العنف ضد النساء قد يأخذ انعطافاً أكثر تعقيداً، عبر تعرضهن لفيروس كورونا المستجد المستخدم كتهديد، وطرد النساء من بيوتهن من دون أن يكون لهن مكان آخر يتوجهن إليه، وأيضاً انشغال قوات الشرطة والسلطات وتغير أولوياتها.

وفي هذا الصدد، حضَّت الأمم المتحدة الحكومات على الاستمرار في توفير الملاجئ للنساء المعنفات وأن يبقى هذا الملف ضمن إطار اهتماماتها الأساسية.