يمثل الوضع في البرتغال في ظل تفشي أزمة كورونا لغزاً بالنسبة للكثيرين، حيث ما زال مستوى تفشي الفيروس تحت السيطرة داخل هذا البلد بالتزامن مع انهيار القطاع الصحي في إسبانيا المجاورة ودول أوروبية قريبة أخرى.
وحتى الآن ما زال عدد الوفيات بالبرتغال بسبب كورونا الجديد في حدود 300 حالة في الوقت الذي تجاوز فيه هذا الرقم عتبة 12 ألف حالة في إسبانيا.
وحسب موقع مجلة «كورييه إنترناسيونال» فإن هذا التباين يسلط الضوء على أهمية التدابير الاحترازية التي بادرت البرتغال باتخاذها مبكراً لمجابهة الكارثة الصحية، والتي أثارت إعجاب الكثيرين.
وحسب الصحيفة فإنه من المؤكد أن لشبونة كانت من ضمن دول أوروبية قليلة بادرت إلى وضع استراتيجية واضحة لاحتواء الفيروس، ضمن قائمة قصيرة تشمل أيضاً جمهورية التشيك والنمسا، مقابل بلدان أخرى تساهلت في الاستجابة للتحدي الصحي، ما أدى لمعاناتها أكثر مع الوباء.
ويشير الموقع، نقلاً عن تقرير لوكالة الأنباء البرتغالية، إلى أن لشبونة عمدت منذ الثامن مارس الماضي إلى وضع رئيس البلاد مارسيلو ريبيلو دي سوزا في الحجر الصحي، بعد مخالطته تلاميذ مدرسة اشتبه في تسجيل إصابة بالفيروس داخلها.
كما قامت الحكومة في الـ12 من مارس بإغلاق المدارس وحظر الرحلات الجوية ومنع التجمعات ضمن سلسلة تدابير وقائية.
ولفت الموقع، نقلاً عن مقال لباحثين برتغاليين في جامعة كويمبرا، إلى أن البلد استفاد كذلك من حالة الانسجام في المواقف بين مختلف عناصر الطيف السياسي من الرئيس إلى الحكومة وحتى المعارضة.
كما أشارا في هذا الصدد إلى التوجه البرتغالي لإتاحة النظام الصحي لكافة سكان البلد بما فيهم المهاجرون غير الشرعيين، ما يسمح باحتواء الوباء بشكل أسرع ويؤسس لمزيد من المساواة في الحقوق بين البشر.