منذ تفشي أزمة الفيروس التاجي في بريطانيا، حصلت عدة أمور لم تكن في الحسبان، فلم يتوقف الفيروس عند إصابة وزيرة الدولة للشؤون الصحية نادين دوريس أو إصابة وزير الصحة البريطاني مات هانكوس.
وكان الإعلان عن إصابة الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا بفيروس كوفيدـ19 المرة الأولى بتاريخ المملكة المتحدة التي يصاب بها أحد أعضاء الأسرة المالكة بوباء.
وكان مفعول وباء كورونا أو كوفيدـ19 في بريطانيا أكبر من ذلك، وأجبر الفيروس المملكة المتحدة للخروج عن المألوف بعدة أمور.
غياب رأس الهرم في الحكومة
بعد تفشي الفيروس التاجي المستجد في بريطانيا شكل جونسون صدمة كبيرة عندما ظهر يخطب أمام الملايين من شعبه طالباً منهم وداع أحبائهم لأن بريطانيا ستفقد الكثير.
أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون حينها عن اعتماد بلاده لاستراتيجية مناعة القطيع التي تعتمد على إصابة أكبر عدد من المواطنين لاكتساب مناعة ضد الفيروس إلا أنه أدرك أنها غير مناسبة، وسرعان ما اعتمد غيرها.
ولكن كانت الصدمة الأكبر هي للحكومة البريطانية عند إصابة جونسون بفيروس كورونا في 27 مارس الماضي.
وأكد جونسون عبر حسابه على تويتر إصابته بالفيروس، قائلاً إنه يعيش حالياً عزلاً ذاتياً، مضيفاً «سأستمر في قيادة الحكومة عبر الفيديو».
وبعد مايقارب 10 أيام من إعلان إصابته كشف مكتب رئيس الوزراء البريطاني أن بوريس جونسون نقل إلى المستشفى لإجراء فحوص مع استمرار ظهور أعراض فيروس كورونا عليه.
وقال بيان «بناء على نصيحة طبيبه، دخل رئيس الوزراء المستشفى الليلة لإجراء فحوص.. هذه خطوة احترازية، إذ لا تزال أعراض فيروس كورونا تظهر على رئيس الوزراء بعد 10 أيام من تشخيص إصابته بالفيروس».
وبعد ساعات من إعلان نقل جونسون إلى المستشفى أعلنت إدارة مكتبه نقله إلى وحدة الرعاية المركزة في المستشفى بعد أن تدهورت أعراض مرض «كوفيد-19» الذي يعاني منه.
وأضاف البيان أن جونسون طلب من وزير الخارجية دومينيك راب أن ينوب عنه.
جونسون بعد تشرشل
منذ عهد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق وينستون تشرشل، لم تحدث أنه حصل بعد ذلك أن يغيب رأس الهرم في الحكومة البريطانية بسبب عجزه عن أداء مهامة.
وغياب جونسون عن منصبه لسبب صحي، هي المرة الأولى منذ عام 1953 التي كانت المرة الأولى، حيث عانى حينها رئيس الوزراء ونستون تشرشل من سكتة دماغيه أثناء توليه منصبه، وظل الأمر سراً حتى أن العديد من الوزراء وأعضاء حكومته لم يعلموا بذلك.
ومن المفارقات أن بوريس جونسون يتخذ وينستون تسرشل قدوة له، حتى أنه ألف عنه كتاب The Churchill Factor، يلخص تفاصيل حياته ويشيد بمسيرته خلال الحرب العالمية الثانية.
نص الدستور البريطاني في هذه الحالات
بحسب وسائل الإعلام البريطانية فإن الدستور البريطاني الحالي لا ينص على خطة بديلة في حال حدوث أمر طارئ في الحكومة.
على عكس الولايات المتحدة التي ينص دستورها على تولي نائب الرئيس في حال عجز الرئيس عن تولي مهامه، لكن في بريطانيا لا يوجد صفة نائب رئيس وزراء في التسلسل الحكومي أو حتى رئيس وزراء مؤقت أو أي مسمى آخر لهذ المسمى.
وبالتالي وضع الوزراء أنفسهم خطة بديلة إذا لم يعد بوريس جونسون قادراً على إتمام مهامه، حيث سينوبه في هذه الحالة وزير الخارجية دومينيك راب بصفة مؤقتة.
وضع جونسون الصحي
قال وزير شؤون مجلس الوزراء البريطاني، مايكل جوف، اليوم الثلاثاء، إنه لا يعلم إن كان الأطباء شخصوا حالة رئيس الوزراء بوريس جونسون على أنها التهاب رئوي.
وأوضح أن جونسون ما يزال في العناية المركزة يعاني من أعراض خطيرة لفيروس كورونا المستجد.
وأشار جوف أن جونسون يخضع للأكسجين حالياً إلا أنه غير موضوع تحت جهاز تنفس اصطناعي.
وقسم العناية الفائقة يعرف عنه أنه هو المكان الذي يتم فيه رعاية المرضى ذوي الحالات المتفاقمة، وأشار جايمس غالاغر محرر الشؤون الصحية والعلمية لشبكة الـ بي بي سي أنه لا يعرف التفاصيل الكاملة لحالة جونسون، لكنه أكد أنه لا يزال في وعيه ولا يحتاج التنفس الاصطناعي.
ومن الممكن أن تتطور أعراض فيروس كورونا ليهاجم الفيروس الرئتين ويمكن أن يتسبب بالتهاب رئوي وصعوبة في التنفس. وفي هذه الحالة، يكافح الجسم من أجل الحصول على ما يكفيه من الأكسجين في الدم والأعضاء الحيوية.
وقال الدكتور إيلي كانون وهو طبيب عام لصحيفة ذا صن أن السبب الذي يستدعي دخول مرضى الفيروس التاجي إلى المستشفى هو ظهور علامات ضيق التنفس.
وأضاف أن استمرار المعاناة من الأعراض بعد 10 أيام هي «علامة حمراء» وأن بعض المرضى الذين فشلوا من التخلص من الأعراض أصيبوا بعدوى بكتيرية.
كما أكد الدكتور كانون أن ضيق التنفس علامة مقلقة بالنسبة للمصابين، ويمكن أن يحدث في أي مرحلة من مراحل المرض.
لا يوجد علاج عقار مثبت لفيروس كوفيد-19، على الرغم من وجود العديد من العقاقير المرشحة للتجارب.
وسيعتمد علاج جونسون على إدخال كمية كافية من الأكسجين إلى جسده ودعم أعضائه الأخرى، بينما يحارب نظامه المناعي الفيروس.
ظهور الملكة
وبسبب أزمة فيروس كورونا قامت الملكة إليزابيث الثانية بتوجيه خطاب متلفز للشعب البريطاني، وهو الخامس لها خلال فترة حكمها الممتدة منذ 68 عاماً.
حيث ظهرت الملكة في 4 خطابات الأول في عام 1991 في بداية الحرب في منطقة الخليج، والثاني في عام 1997 بعد وفاة الأميرة ديانا، والثالث في عام 2002 بعد وفاة والدتها الملكة إليزابيث الأم، والرابع في عام 2012، في ذكرى اليوبيل الماسي لتوليها الحكم ومرور 60 عاماً على اعتلائها العرش.