الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

كورونا.. قصة وباء أنهك العالم في 3 أشهر

كورونا.. قصة وباء أنهك العالم في 3 أشهر

شخصان يرتديان قناعين واقيين في بارغواي. (أ ف ب)

كان فيروس كورونا المستجد مجهولاً قبل 3 أشهر، واليوم، بات جزءاً من الحياة اليومية لمليارات الأشخاص الذين يتعرفون كل يوم على تفاصيل جديدة لمرض تسبب بعشرات الآلاف من الوفيات المعلنة، وأصبح عدواً يقاتل ضده الأطباء والعاملون في المجال الصحي في العالم كله.

خلصت دراسات عدة نشرت أحدثها في مجلة «ذا لانسيت» البريطانية، في 31 مارس، إلى أن خطر الإصابة بمرض «كوفيد-19» يزداد مع التقدم في السن.

وبحسب هذه الدراسة، تبين أن الخشية من تأثير المرض ترتفع بشكل كبير لدى الذين تجاوزوا الـ60 من العمر، مع نسبة وفيات تبلغ 6.4% (من بين الإصابات المؤكدة).

وتتضاعف النسبة تقريباً (13.4%) لدى من تجاوزوا الـ80 من العمر، وهي مرتفعة إذا ما تمت مقارنتها بنسبة الوفيات في الفئة العمرية ما دون الـ60 عاماً (0.32%)، وذلك استناداً إلى بحوث أجريت في فبراير على مئات المصابين في الصين.

وبينت الدراسة نفسها في «ذا لانسيت»، أن نسبة الأشخاص الذين يحتاجون إلى دخول المستشفى بسبب الإصابة بكورونا، ترتفع أيضاً مع التقدم في السن: من 0.04% لمن هم في العقد الثاني من العمر (10-19 عاماً) إلى 4.3% لمن هم في العقد الخامس (40-49 عاماً) وصولاً إلى 11.8% بالنسبة لمن هم في العقد السابع (60-69 عاماً) و18.4% لمن تجاوزوا الـ80 عاماً.

في الفئة العمرية الأخيرة، تعني هذه النسبة أن مصاباً من أصل 5 سيعاني من عوارض خطرة لدرجة تتطلب إدخاله المستشفى للعلاج.

إضافة إلى السن، يزداد الخطر على المصابين في حال كانوا يعانون من أمراض مزمنة (مشاكل في الجهاز التنفسي، وأمراض القلب، والسرطان، وإصابة سابقة بجلطة دماغية، وغيرها).

وفي تقرير حديث شمل دراسة 10000 وفاة، عدّد المعهد الأعلى للصحة في إيطاليا الأمراض التي كان يعاني منها المتوفون بسبب الفيروس، وقد توزعت كالآتي: ارتفاع ضغط الدم (73.5%)، والسكري (31%)، وأمراض القلب الإقفارية (نقص توريد الأوكسجين إلى عضلة القلب 27%).

وفي تحليل نُشر في مجلة «جاما» الطبية الأمريكية في 24 فبراير الماضي، خلص باحثون صينيون إلى أن المرض الذي يسببه فيروس كورونا «حميد» في 80.9% من الحالات، و«خطر» في 13.8%، و«حرج» في 4.7%.

وتفضي المقارنة بين حالات الإصابة والوفاة، إلى أن «كوفيد-19» يودي بحياة نحو 5% ممن يصابون به، وهي نسبة تختلف بحسب البلدان.

إلى ذلك، تعتمد الدول سياسات مختلفة لإجراء الفحوص للتثبت من الإصابة بالفيروس من عدمها، كما أن بعضها لا يجري الفحوص بشكل دوري للحالات المشكوك بها.

ورأى مدير المعهد الوطني للأمراض المعدية في الولايات المتحدة أنتوني فاوتشي، في تصريحات أمام أعضاء الكونغرس الأمريكي، أنه بحال احتساب حالات الإصابة غير المرصودة «ستكون نسبة الوفيات (بسبب كوفيد-19) نحو 1%، أي 10 أضعاف نسبة الوفيات جراء الإنفلونزا الموسمية.

وبحسب الدراسة المنشورة في «ذا لانسيت»، تبلغ نسبة الوفيات جراء كورونا المستجد 1.38% من الإصابات المثبتة.

لكن قياس خطر أي مرض لا يقتصر على نسبة الوفيات، بل يشمل أيضاً قدرة الفيروس على الانتشار، فحتى في ظل نسبة لا تتجاوز 1%، «يمكن لعدد الوفيات أن يكون كبيراً في حال بلغت نسبة الإصابة بين السكان 30 أو 60%»، بحسب الطبيب سيمون كوشميز من معهد باستور في باريس.

العامل الآخر الذي قد يزيد من نسبة الوفيات المرتبطة بالمرض الجديد، هو اكتظاظ المستشفيات بالمصابين، ما يعقّد ليس فقط القدرة على معالجة أولئك الذين يعانون من أشكال حادة من «كوفيد-19»، لكن كل المصابين.

وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن العوارض الأكثر رواجاً تشمل مشاكل تنفسية، وارتفاع درجة الحرارة، والسعال، وضيق التنفس وصعوبته، ويمكن لكل من هذه العوارض أن يظهر بشكل أو بآخر بحسب الحالات، وتطورها قابل للتغير تزايداً أو نقصاناً.

العارض الآخر المتداول هو فقدان حاسة الشم والقدرة على التذوق.

وبحسب دراسة بلجيكية أجريت على 417 مريضاً ثبتت إصابتهم غير الخطرة بالفيروس، ظهرت لدى 86% منهم مشاكل في حاسة الشم (غالبيتهم فقدوها بالكامل)، و88% مشاكل في التذوق.

وتستمر العوارض عموماً لفترة أسبوعين، وقد تمتد أحياناً لأكثر من ذلك، أو تنتهي قبل انقضاء المدة المذكورة.

وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أنه «في الحالات الأكثر حدة، قد تسبب الإصابة التهاباً رئوياً، أو متلازمة جهاز تنفسي حادة، وفشلاً كلوياً، وحتى الوفاة».

ولم يتم حتى الآن اكتشاف لقاء أو علاج، وتقتصر المعالجة على التعامل مع العوارض، لكن بعض المرضى يعالَجون بمضادات الفيروسات أو علاجات اختبارية، علماً بأن فائدة ذلك لا تزال قيد التقييم.

وينتقل الفيروس بشكل أساسي عبر التنفس أو التلامس الجسدي.

الانتقال عبر التنفس يحصل من خلال جزيئات اللعاب التي تصدر عن مصاب بالفيروس، على سبيل المثال في حال السعال.

ويرى العلماء أن تفادي التقاط العدوى بهذه الطريقة يمكن تحقيقه من خلال الإبقاء على مسافة فاصلة (نحو متر).

ولتفادي التقاط العدوى، تشدد السلطات الصحية على أهمية اعتماد إجراءات مانعة، مثل تفادي المصافحة باليد أو التقبيل، وغسل اليدين بشكل دوري، وتغطية الوجه بالمرفق أو بمنديل في حالة السعال أو العطس، وارتداء كمامة واقية في حالة الإصابة.

يمكن للعدوى أن تنتقل أيضاً في حال الاحتكاك مع غرض ملوث بالفيروس، ثم وضع اليد على الوجه (العينان، الأنف، الفم...).

وأظهرت دراسة نشرت منتصف مارس، في مجلة «نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين» الطبية الأمريكية، أن فيروس كورونا يبقى لمدة تصل من يومين إلى 3 أيام على الأسطح البلاستيكية أو الفولاذ المقاوم للصدأ، وما يصل إلى 24 ساعة على الورق المقوى.

لكن هذه الفترات القصوى لا تزال نظرية، إذ إنها سجلت فقط في ظروف اختبارية.

وتوضح السلطات الصحية الفرنسية عبر الموقع الإلكتروني الرسمي للحكومة، أن «مجرد قدرة فيروس (على البقاء على هذه الأسطح) لا تكفي لنقل العدوى لمن يلمسها. في الواقع، وبعد مرور بضع ساعات، يفنى الجزء الأكبر من الفيروس، ويرجح أنه لا يعود معدياً».

ولا يزال النقاش قائماً حول طريقة انتقال أخرى للفيروس، عبر تنفس مصاب بالقرب من آخرين، لكنها لم تثبت بعد من خلال مقاربة علمية.

ويوضح مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، أنه "في حال تبين أن الشخص (المصاب) يكتسب مناعة لفترة طويلة، على سبيل المثال بين 12 و24 شهراً، يمكنه إذاً العودة إلى الأماكن العامة باطمئنان تام حتى في حال كان الفيروس لا يزال متفشياً".

في المقابل، وبحال كانت فترة المناعة قصيرة جداً، يمكن لشخص سبقت إصابته، أن يلتقط العدوى مجدداً بشكل سريع بعد شفائه.