السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

9 أشهر في زنزانة الملالي.. باحث فرنسي يروي يوميات السجن الإيراني

9 أشهر في زنزانة الملالي.. باحث فرنسي يروي يوميات السجن الإيراني
شهادة استثنائية تروي يوميات الألم وأساليب التعذيب النفسي والعزلة الخانقة التي تنتهجها إيران لتدمير السجناء من الأكاديميين، والباحثين المعتقلين في سجونها.

قدم هذه الشهادة، الباحث الفرنسي رولان مارشال، بعد أن عاش التجربة في زنزانة داخل سجن بطهران لمدة 9 أشهر ونصف، قضاها تحت وطأة طرق متعددة للتعذيب النفسي المدمر والحرمان المطلق من أبسط الحقوق.

وبعد 17 يوماً من خروجه من السجن الإيراني، بسبب حملة فرنسية لإطلاق سراحه، تحدث الرجل في مقابلة خاصة مع موقع إذاعة فرنسا الدولية، الثلاثاء، عن تفاصيل السجن الإيراني.


ويتذكر رولان (64 عاماً)، كيف تعرض خلال الأشهر الأولى من احتجازه "لمحنة حقيقية"، وذلك بعد اقتياده فور وصوله إلى مطار طهران إلى سجن إيفين في طهران.


وأشار إلى أنه قضى يومياته في زنزانة مغلقة دون أن يتمكن من رؤية ضوء الشمس، أو يعرف ساعات النهار بالضبط، حيث كان عليه أن يعتمد على التخمين فقط.

النسيان المدمر

وأكد أن السلطات الإيرانية والحرس الثوري الذي كان يشرف على سجنه، منعوه من التواصل مع الخارج، رغم دعوته لمهاتفة عائلته في فرنسا، خصوصاً والده البالغ من العمر 90 عاماً، وهو ما تمكن منه بعد تدخل القنصل الفرنسي في طهران وإضرابه عن الطعام.

ولفت إلى أن أسلوب العزلة الذي تتبعه السجون الإيرانية، أدى به إلى الدخول في نوبات قلق حادة، وفقدان مؤقت للذاكرة، مشيراً على سبيل المثال، إلى أنه عانى لفترة طويلة في سبيل تذكر اسم رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى الحالي، وهي الدولة التي تخصص في شؤونها في السنوات الأخيرة، مؤكداً أن عزلة سجون طهران "ليست مجرد حبس، إنها النسيان المدمر".

كتاب واحد.. 15 مرة

ويحكي رونال كيف تم الاستيلاء على هواتفه وجهاز الكمبيوتر الخاص به يوم اعتقاله، حيث وجهت السلطات الإيرانية له تهماً متعددة من العمل في المخابرات الفرنسية، إلى التجسس لصالح المخابرات الأمريكية، وصولاً إلى التعامل مع لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة.

ويروي الرجل كذلك، كيف مُنع من الكتب داخل السجن، قبل أن يقدم له أحد الحراس كتاباً بطريقة سرية، حول "المسيحية في عهد السلالة الساسانية"، وهو الكتاب الذي يشير إلى أنه أعاد قراءته بسبب العزلة 15 مرة.

وبسبب المعاناة وظروف السجن القاسية، خسر الرجل في أشهر معدودة 24 كلغ من وزنه.

السجينة

وأشار رونال إلى أنه مُنع من التواصل مع زميلته الباحثة الإيرانية ذات الجنسية الفرنسية فربيا عادلخاه، والتي اعتقلتها إيران في السجن ذاته، حيث لم يتمكن من رؤيتها طيلة فترته في السجن سوى 3 مرات.

وأفرجت إيران عن الباحث الفرنسي، يوم 21 مارس الماضي، فيما لا تزال زميلته في مركز الأبحاث الدولية التابع لمعهد العلوم السياسية في باريس، سجينة بتهمة الدعاية ضد النظام الإيراني.