الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

رئيس منظمة الصحة في مرمى النيران.. تستُّر على الصين وماضٍ مرتبط بجماعة إرهابية

رئيس منظمة الصحة في مرمى النيران.. تستُّر على الصين وماضٍ مرتبط بجماعة إرهابية

الرئيس الصيني ومدير منظمة الصحة العالمية

يواجه رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس وابلاً من الانتقادات واتهامات بالتستر على إخفاء الصين لحقيقة وجود فيروس كورونا المستجد، وإخفاء المعلومات عنه، مما أدى إلى انتشار الوباء عالمياً.

وكان تيدروس قد أشاد بشفافية الصين على الرغم من أنها نفت تفشي المرض في مراحل مبكرة، وأسكتت عدداً من الأطباء الذين حاولوا تحذير العالم من تفشي الفيروس.

كما حذر تيدروس الدول الأخرى من إجراءات الإغلاق وحظر السفر، بحجة أن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الصين في إغلاق ووهان، البؤرة الأولى للفيروس، تكفي.



ودعت عضو مجلس الشيوخ الأمريكي مارثا ماكسالي إلى استقالته، بعد تقارير توصلت إليها وكالة المخابرات المركزية تفيد بتغطية الصحة العالمية على حقيقة تفشي المرض في الصين.

وفي وقت سابق هذا الشهر، قال نائب رئيس لوزراء الياباني إنه يقترح إعادة تسمية منظمة الصحة العالمية لتصبح «منظمة الصحة الصينية» بسبب دعمها لأسلوب الصين في تعاملها مع أزمة الفيروس.

كما اتهم تيدروس بالتستر مع الصين عن العدد الحقيقي للإصابات والوفيات في البلاد، حيث أبلغت الصين عن نحو 82 ألف إصابة و3300 حالة وفاة، وهو عدد أقل بكثير بالنسبة لإيطاليا وإسبانيا وأمريكا والولايات المتحدة.

أثارت جرار رماد جثث وفيات كورونا، والعائلات التي تحضر المراسم الجنائزية في ووهان التساؤلات حول العدد الحقيقي لضحايا الفيروس التاجي في مركز تفشي المرض، وعززت نظرية تكتم السلطات الصينية على حقائق ضحايا وإصابات فيروس كورونا بحسب وكالة بلومبيرغ.

ووفقاً لوسائل إعلام صينية، تم شحن ما يقارب 5 آلاف جرة لإحدى الجنائز على مدى يومين متتاليين.

وبحسب لاري جوستين، أستاذ الصحة العامة الذي يدير معهد أبحاث تابعاً لمنظمة الصحة العالمية، حيث قال في تصريح لصحيفة ديلي تلغراف، إن الصين تأخرت لمدة تتراوح بين 3 إلى 4 أسابيع في إبلاغ منظمة الصحة العالمية عن فيروس كورونا، وكلف هذا التأخير مئات الآلاف من الأرواح حول العالم.

وأشار حلفاء الدكتور تيدروس إلى أن صمته بقضية الفيروس التاجي هو إجراء دبلوماسي، للتأكد من أن الصين تواصل تبادل المعلومات المهمة.

الولايات المتحدة تهدد





هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتعليق بلاده لدفع المساهمات المالية لصالح المنظمة، وندد بطريقة إدارة المنظمة للوباء.

وقال ترامب، خلال مؤتمره الصحفي في البيت الأبيض، الثلاثاء: «سنعلق دفع الأموال المخصّصة لمنظمة الصحة العالمية»، لكنه استدرك موضحاً أنه لم يقرّر تعليق الدفع، بل يعتزم فقط درس هذه الإمكانية.

ماذا سيحصل إذا أوقفت الولايات المتحدة دعمها لمنظمة الصحة؟



ستخسر المنظمة ما يقارب 22% من ميزانيتها في حال توقفت واشنطن عن تقديم المساهمات المالية.

وتعتبر الولايات المتحدة أكبر ممول لمنظمة الصحة العالمية وللمبادرات الصحية العالمية بشكل عام.

في عام 2017 قدمت الولايات المتحدة أكثر من 500 مليون دولار للمنظمة، كان أكثر من 400 مليون منها طوعياً.

في نهاية عام 2019، ساهمت بمبلغ 240 مليون دولار، وقدمت مبلغ 656 مليون دولار في التمويل الطوعي.

كيف تعاملت منظمة الصحة مع الأوبئة السابقة؟



عندما تفشى وباء السارس في عام 2003، تعاملت منظمة الصحة العالمية معه بشكل مختلف تماماً، وحينها أصدرت إنذاراً عالمياً تحذر به من الفيروس الذي انتشر بالصين في 12 مارس 2003.

وكان حينها مدير المنظمة هو الكوري الجنوبي لي جونغ-ووك، وبحلول 24 مارس، كان لدى مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها 39 حالة مشتبهاً بإصابتها بالفيروس.



وفي 2 أبريل 2003، أصدرت منظمة الصحة العالمية أول تحذير سفر لها منذ 55 عاماً، حيث طلبت من الناس عدم السفر إلى مقاطعة قوانغدونغ، لتجنب الفيروس.

وبعد أيام قليلة، انتقدت منظمة الصحة العالمية الصين بسبب التستر على وجود الفيروس منذ نوفمبر 2002، مما تسبب في المزيد من الوفيات وانتشار أوسع للسارس.

وبحسب موقع بوليتيكاليت الإخباري البريطاني الذي يصل عدد رواده إلى نحو نصف مليون زائر شهرياً، يلاحق تاريخ طويل تيدروس رئيس منظمة الصحة العالمية، فهو مواطن أثيوبي، لديه ماض متقلب، وكان جزءاً من مجموعة عنيفة في أثيوبيا تعرف باسم جيش تحرير شعب تيغراي، وهي مصنفة على أنها منظمة إرهابية في الولايات المتحدة منذ التسعينات.



وأشار الموقع إلى أن تيدروس يواجه اتهامات بالتمييز المنهجي وانتهاكات حقوق الإنسان بسبب رفضه تقديم الرعاية الصحة الطارئة لجماعة أمهرة العرقية عندما كان مسؤولاً عن وزارة الصحة في أثيوبيا.

وانخفضت حينها معدلات المواليد لدى الجماعة العرقية، واختفى نحو مليوني فرد منهم، ووصف البعض ذلك بأنه تطهير عرقي.

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن تيدروس متهم بالتستر على 3 حالات تفش لوباء الكوليرا في بلاده عندما كان وزيراً للصحة.

وقعت الحالات الثلاث في الأعوام 2006 و2009 و2011، وبحسب التايمز فإن مسؤولي الصحة العالمية اشتكوا حينها من تكتم أثيوبيا على الأوبئة.

وتولى تيدروس منصب وزير الخارجية في بلاده من عام 2012 إلى 2016، وتسبب حينها بأزمة دبلوماسية مع المملكة المتحدة بعد سجن مواطن بريطاني وتعذيبه في السجن وسوء معاملته قبل الإفراج عنه في 2018.