السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

ملائكة الرحمة ضحية نيران الجهل في معركة كورونا

ملائكة الرحمة ضحية نيران الجهل في معركة كورونا

العاملون في المجال الصحي في المكسيك يحتجون لعدم توفير مواد الحماية لهم.(أي بي أيه)

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، «إن العاملين في المجال الصحي في العديد من دول العالم يواجهون اتهامات بأنهم ناقلون للعدوى، ويتم الاعتداء عليهم ويتعرضون لسوء معاملة ونبذ من المجتمع».

واستشهدت الصحيفة بقصة ممرضة ظهرت على شاشة التلفزيون المكسيكي، تناشد نيابة عن زملائها العاملين في مجال الرعاية الصحية، الناس بالتوقف عن الاعتداء عليهم.

اعتداءات وحشية

جاءت صرخة كبيرة الممرضات فابيانا زيبيدا أرياس، بعد أن تعرضت العاملات تحت إشرافها لنحو 21 اعتداءً وحشياً بعد اتهامهن بنشر الفيروس التاجي.

وقالت زيبيدا أرياس، رئيسة برامج التمريض بمعهد الضمان الاجتماعي المكسيكي: «إن العديد منهم لم يعودوا يرتدون زيهم الرسمي أثناء سفرهم إلى أو من العمل خوفاً من التعرض للأذى».

وقالت مخاطبة المهاجمين: «يمكننا إنقاذ حياتك»، «الرجاء مساعدتنا على الاعتناء بك، ولهذا نحتاج منك أن تعتني بنا».

احتفاء واحتفال

في العديد من المدن، تم الاحتفال بالأطباء والممرضين وغيرهم من العاملين في مجال الرعاية الصحية بالتصفيق والهتافات من النوافذ وأسطح المنازل تقديراً لجهودهم في العمل في خط دفاع الخط الأمامي ضد الوباء.

إساءة ونبذ

ولكن في بعض الأماكن، تعرض العاملون في مجال الرعاية الصحية، الموصومون كناقلات عدوى بسبب عملهم، للاعتداء والإساءة والنبذ.

في الفلبين، قام مهاجمون برش ممرضة بمادة الكلور، مما أدى إلى إصابتها بالعمى.

في الهند، تعرضت مجموعة من العاملين الطبيين للمطاردة من قبل حشد بالحجارة.

وفي واقعة أخرى، قالت الطبيبة سانجيباني بانيجراهي، التي تعمل في مستشفى بمدينة سورات الهندية: «إن الجيران حاولوا منعها من دخول المبنى»، قائلين لها إنه يجب «إبعادها عن المنطقة».

وصمة عار

وقالت في مقابلة: «لا أعرف إلى متى يمكنني البقاء هنا»، «هناك الكثير من الذعر والهستيريا الآن.. أصبح الطبيب وصمة عار».

وقدمت طبيبة أخرى في مستشفى حكومي في ولاية أوديشا بالهند، شكوى للشرطة ضد سكان مبنى شقتها، بعد أن اتهموها بنشر الفيروس.

وقالت الطبيبة في شكواها إن «أحد السكان هددها بالاغتصاب إذا لم تخرج».

في باكستان تم طرد ممرضة وأطفالها من شقتهم بأحد المباني بسبب مخاوف من إصابة الآخرين في المبنى بعد أن علموا أنها تعمل في علاج مرضى (كوفيد-19).

عشرات الهجمات

في المكسيك تم الإبلاغ عن عشرات الهجمات على العاملين في مجال الرعاية الصحية، حيث أدى تفشي المرض بين موظفي مستشفى كورونا، وهو المرض الذي يسببه الفيروس التاجي، إلى قلق السكان وأفراد المجتمع الطبي على حد سواء.

وأصيب عشرات الأطباء والممرضات بالمرض في العديد من المستشفيات في جميع أنحاء البلاد، واندلعت مظاهرات واسعة النطاق بين العاملين في مجال الرعاية الصحية يشكون من عدم كفاية معدات الحماية.

وأبلغت الممرضات في ولاية خاليسكو عن منعهن من ركوب وسائل النقل العام، وقالت ممرضة في كولياكان، عاصمة ولاية سينالوا في شمال غرب المكسيك أنها تعرضت للرش بالكلور أثناء سيرها في الشارع.

في ميريدا، وهي مدينة تقع في شبه جزيرة يوكاتان، قالت ممرضة: «إن شخصاً يستقل دراجة قذفها ببيضة أثناء مروره بجانبها».

وقالت السيدة زيبيدا أرياس، التي تحدثت الأسبوع الماضي في مؤتمر صحفي: «إن 21 من ممرضات معهد الضمان الاجتماعي تعرضن للهجوم في الشهر الماضي».

وقالت وهي تغالب دموعها: «إنه لمؤلم أن نتحدث عن هذا.. إن الاعتداء ليس بالشيء الذي يريده أي شخص.. نحن ندعوكم حقاً لاحترامنا».

الجهل والخوف

وقال إديث موخيكا شافيز، رئيس اللجنة الدولية للممرضات في ولاية خاليسكو: «إن الهجمات ضد العاملين في المجال الطبي تبدو متجذرة في الخوف والجهل الذين يغذيهما التضليل».

وتحركت المكسيك بشكل أبطأ من الدول الأخرى في أمريكا اللاتينية لمطالبة مواطنيها بالتباعد الاجتماعي وتشجيع الناس على البقاء في منازلهم، فارتفع عدد حالات الإصابات بالفيروسات التاجية بشكل حاد في الأسابيع الأخيرة، وحتى الأحد بلغت الإصابات 14777 حالة مؤكدة و1351 حالة وفاة.

وقالت السلطات إن الحالات المؤكدة تشمل أكثر من 500 من العاملين في مجال الرعاية الصحية.