الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

لماذا قد يفشل العالم في الحصول على لقاح لكورونا؟

لماذا قد يفشل العالم في الحصول على لقاح لكورونا؟

تعد عملية تطوير لقاح لفيروس كورونا المستجد عملية ليست بسيطة، لذا يعد من المبالغة أن ينظر إلى الأمر على أنه المسار السريع للعودة للحياة.

إلا أن هناك العديد من الشركات التي وقعت الصفقات وباشرت عمليات التصنيع بالفعل، وتقوم جامعة أكسفورد الآن بتوظيف 10 آلاف متطوع للمرحلة التالية من أبحاثها.

ولكن لماذا قد يفشل اللقاح؟

منذ وقت قصير أعلن نائب رئيس الأطباء في إنجلترا جوناثان فان تام، أنه لا يمكننا التأكد من أننا سنحصل على لقاح.

فاللقاحات بسيطة من حيث المبدأ ولكنها معقدة في الممارسة، يحمي اللقاح المثالي من العدوى ويمنع انتشارها، ولكن لا يمكن تحقيق ذلك بسهولة كما تظهر الجداول الزمنية للقاحات.

بعد أكثر من 30 عاماً من عزل العلماء لفيروس نقص المناعة البشرية وهو الفيروس المسبب لمرض الإيدز، لم يتم التوصل للقاح حتى الآن.

وفي عام 1943 انتشر فيروس حمى الضنك، ولكن تمت الموافقة على اللقاح العام الماضي فقط.

وخلال تاريخ اللقاحات أسرع لقاح تم تطويره على الإطلاق كان للنكاف واستغرق 4 سنوات.

في حين أن عملية فشل تطوير اللقاح صعدت إلى الواجهة بسبب دراسة نشرت الأسبوع الماضي، حيث وجد العلماء في جامعة روكفلر في نيويورك أن معظم الأشخاص الذين تعافوا من كوفيد-19 في منازلهم دون الحاجة للذهاب للمستشفى وهم فعلياً أصحاب الأعراض الخفيفة، لم تكن أجسامهم تحتوي على العديد من الأجسام المضادة القاتلة ضد الفيروس، وفقاً للغارديان.

ومن ناحيته يرى ستانلي بيرلمان وهو باحث مخضرم في الفيروسات التاجية بجامعة آيوا، أن في حال أن العدوى الطبيعية لا تمنح العديد من المناعة إلا عندما تكون شديدة، فماذا سيفعل اللقاح؟

كما أن عملية الاستقرار الجيني للفيروس تعد مهمة جداً، حيث تتحول بعض الفيروسات مثل الإنفلونزا بسرعة كبيرة، ويضطر حينها مطورو اللقاحات إلى إطلاق تركيبات جديدة كل عام.

وكان التطور السريع لفيروس نقص المناعة البشرية سبباً رئيسياً لعدم وجود لقاح للمرض.

وحتى الآن يبدو أن فيروس كورونا مستقر إلى حد ما، ولكن يكتسب طفرات جديدة كما تفعل جميع الفيروسات، وقد تم رصد بعض التغيرات الجينية في طفرات البروتين التي تعد أساساً لمعظم اللقاحات، وإذا حدث تحور كبير في بروتين السنبلة، فإن الأجسام المضادة التي ينتجها اللقاح ستكون قديمة بشكل فعال وقد لا تربط الفيروس بفاعلية كافية لمنع العدوى.

وفي جميع الاحتمالات، لن يكون لقاح الفيروس التاجي واحداً منها.

لا يوجد لقاح فعال بنسبة 100%

ويعتمد العلماء في عملية تطوير اللقاح على 8 مناهج مختلفة وهي الفيروسات الضعيفة ومعطلة التقنيات التي تهرب الشفرة الوراثية إلى خلايا المتلقي، والتي تقوم بعد ذلك بإنتاج بروتينات عالية للجهاز المناعي لصنع الأجسام المضادة ضدها.

وفي الحالة المثالية في حال نجح تطوير اللقاح، سيولد اللقاح مستويات عالية ومستمرة من الأجسام المضادة لتدمير الخلايا المصابة.

ومن ناحيته قال ديفا هيمان الذي قاد استجابة منظمة الصحة العالمية خلال وباء سارس إننا لا نعرف حتى الآن ما إذا كان اللقاح يمكن أن ينتج استجابة مناعية تحمي من الإصابة في المستقبل.



وأفادت شركة Moderna للتكنولوجيا الحيوية الأمريكية عن مستويات الأجسام المضادة أنها مماثلة للمستوى الموجود في دم الطفل.

في حين أنه لم يمنع لقاح آخر من جامعة أكسفورد القرود من الإصابة بالفيروس، ولكن يبدو أنه يمنع الالتهاب الرئوي وهو السبب الرئيسي لوفاة مرضى كورونا.

وفي حال كانت ردة فعل البشر مشابهة للقرود، فسيبقى الأشخاص الذين حصلوا على اللقاح قادرين على نشر الفيروس، ولكن من غير المرجح أن يموتوا به.

ومن الناحية الأخرى قد يشكل اللقاح خطراً على فئة كبار السن وذلك بسبب احتوائه على سلالات ضعيفة من الفيروس، وهي مخصصة للأشخاص الأصغر.

ولكن قد يحصل كبار السن على لقاحات تمنع من الالتهاب الرئوي الذي يعد خطراً على الحياة.

ومن الناحية الأخرى فإن اللقاحات الجزئية تحتوي على مشاكل خاصة، فاللقاح الذي لا يوقف تكرار الفيروس يمكن أن يحفز السلالات المقاومة.

ومؤخراً نصح عالم أمريكي كبير الحكومات ألا تعول على ظهور لقاح ناجح لـ«كوفيد-19» قريباً، حين تتخذ قراراتها بشأن تخفيف القيود المفروضة لمكافحة الجائحة.

وقال وليام هيسلتاين، الباحث الرائد بمجال السرطان والإيدز والجينات البشرية، إن أفضل طريقة الآن للتعامل مع المرض هي السيطرة عليه، من خلال التعقب الدقيق للعدوى، واتباع إجراءات العزل الصارمة، كلما بدأ في الانتشار.

وقال إن لقاحات تم تصنيعها سابقاً لأنواع أخرى من فيروسات كورونا فشلت في حماية الأغشية المخاطية في الأنف حيث يدخل الفيروس للجسم.

وأضاف أنه حتى بدون علاج فعال أو لقاح يمكن السيطرة على الفيروس من خلال تحديد العدوى، والعثور على الأشخاص الذين تعرضوا لها وعزلهم.

وحث الناس على استخدام الكمامات وغسل اليدين وتطهير الأسطح والحفاظ على مسافات فاصلة.