السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

تقرير ألماني: أردوغان يخشى من محاولة انقلاب تنتهي بإعدامه

تقرير ألماني: أردوغان يخشى من محاولة انقلاب تنتهي بإعدامه

عدنان مندريس. (أرشيفية)

يعيش الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مخاوف كبيرة، وخاصة مع قرب حلول ذكرى أول انقلاب حدث في التاريخ التركي الحديث في 27 مايو 1960، حيث انقلب الجيش على رئيس الوزراء آنذاك «عدنان مندريس» وقام بإعدامه بعد محاكمة علنية، وفق تقرير للموقع الألماني «دويتشلاند فونك».

وكشف التقرير الذي يحمل عنوان «بعد 60 عاماً.. أسباب أردوغان للخوف من انقلاب جديد» أن تصريحات الرئيس التركي تشير دائماً إلى ذعره من حدوث محاولة انقلاب عليه على غرار ما حدث بالبلاد منذ 60 عاماً.

وأشار التقرير إلى أن أردوغان الذي يتولى السلطة منذ 18 عاماً، أصبح الحاكم الوحيد للبلاد بعدما سيطر على مؤسسات الدولة الكبرى مثل الجيش والقضاء وتحكّم في البرلمان ليخلق نظاماً رئاسياً يكون فيه صاحب القرار الوحيد.

وأكد أنه برغم ذلك لا يزال أردوغان يشعر بالتهديد ويضع نفسه دائماً في موقف الدفاع، ودلل التقرير على ذلك بتغريدة نشرها الرئيس التركي على حسابه في تويتر منذ بضعة أيام قال فيها «لقد علمنا أن هذا الطريق طويل ولكن نأخذه بعون الله ودعم شعبنا. لقد اتبعنا هذا الطريق ولن نتركه مهما حدث سواء أرادوا منعنا من البرلمان كما حدث في نوفمبر 2002 أو حظر حزبنا كما حاولوا في عام 2008 أو بنزولهم إلى الشوارع كما في صيف 2013 لإثارة الفوضى أو بمحاولة الانقلاب في 2016... مهما فعلوا، لن نبتعد عن طريقنا».

وأكد التقرير أن أردوغان لا يخشى فقط هذه المرة من أن يخسر السلطة ولكنه يخشى أيضاً أن يفقد حياته على حبل المشنقة مثلما حدث مع «عدنان مندريس» الذي تم شنقه بعد محاكمة علنية عام 1961 على جزيرة «ياسيادا» قبالة مدينة إسطنبول.

ونوّه بأن أردوغان يظهر مقتنعاً للغاية بأن النخب الموالية للغرب في البلاد والمعارضين له يخططون له نفس المصير، كما أنه يقول هذا مراراً وتكراراً في خطاباته ومنها منذ عامين عندما قال «نواجه اليوم الأشخاص أنفسهم مرة أخرى ولكن هذه المرة بتحالف أوسع. إذا استطاعوا لربطوني إلى المشنقة مثل (مندريس) لكن لحسن الحظ، لا يسمح لهم شعبي بذلك».

وقال جونتر سيوفرت رئيس مركز الدراسات التركية بمؤسسة العلوم والسياسة في برلين إن أردوغان لديه مخاوف أكثر حالياً في ظل تراجع شعبيته، ولكنه أيضاً يستغل دائماً ما حدث لمندريس لتوجيه تحذيرات في حساباته السياسية مع المعارضة.

وأضاف أنه يستغل إعدام رئيس الوزراء التركي منذ 60 عاماً ليُصوّر نفسه على أنه المهدد الضعيف الذي يواجه أعداء أقوياء بالداخل، ما يساعده على صرف الانتباه في أن يتخذ إجراءات سياسية حقيقية بالبلاد.

وأشار التقرير إلى أن مخاوف أردوغان حقيقية لأن الظروف الحالية تتشابه مع ظروف مندريس بقوة، لأنه أضعف الجميع وتحوّل لرجل السلطة الأوحد، وتحدى النخبة العلمانية وكسر المحرمات السياسية، وكان يوجّه الناخبين دائماً إلى فكرة إعادة الخلافة على غرار أفعال أردوغان الحالية.

وأكد أن الأحداث متشابهة بين الشخصين، حيث إنه في عام 1960 عندما انتخب مندريس اجتاحت البلاد موجة من التفاؤل لأنها كانت أول انتخابات ديمقراطية، لكن الثقة تبخرت في غضون بضع سنوات، حيث إن حكومة مندريس كانت تشعر مثل حكومة أردوغان بأنها مهددة دائماً وأصبحت قمعية بشكل متزايد، فاعتقلت الصحفيين المعارضين وحظرت صحفهم وقامت باعتداءات جسدية على السياسيين المعارضين.

كما أن الأحوال الاقتصادية تدهورت على غرار مشابه للانهيار الاقتصادي الحالي في تركيا، ما جعل قطاعات كبيرة من السكان ترحب بالانقلاب وقتها وتعتبره ثورة، وخاصة لأن بعدها قدّم الجيش دستوراً أكثر ليبرالية وضمن حريات أكبر.

وأكد التقرير أن حالة الاستياء الكبيرة بين الشعب التركي حالياً جراء سياسات أردوغان وفشله بقوة في مواجهة فيروس كورونا، وارتفاع معدلات البطالة والفقر تجعله يرتعد من أن يواجه المصير ذاته، ولكنه في نفس الوقت يقوم باستغلال ذلك كأداة لاضطهاد النقاد وإسكات المعارضة.

وتناول التقرير تصريحات كانان أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري في إسطنبول مؤخراً بأنه سيكون هناك تغيير في السلطة أو حتى تغيير في النظام في المستقبل المنظور، الأمر الذي اعتبره أردوغان نداء للإطاحة به.

كما بدأ مكتب المدعي العام تحقيقاً ضد الكاتب الصحفي التركي رجب زراكولو، الذي يعيش في المهجر وكتب عن أردوغان ومندريس تحت عنوان «لا مفر من المصير».

وتساءل التقرير حول مدى خطورة هذه المخاوف؟ وهل يجب على أردوغان أن يخشى حقاً من انقلاب جديد من قِبَل القوات المسلحة في أي لحظة؟ خاصة أنه تم إخماد محاولة الانقلاب الأخيرة قبل 4 سنوات.

من جهته، يرى جونتر سيوفرت أن سيناريو الانقلاب على أردوغان غير مقنع بصورة كافية لأنه يملك الآن بشكل أو بآخر كلاً من الجيش والشرطة وكذلك أجزاء كبيرة من السلطة القضائية، لذلك من الصعب تخيل أي جزء من جهاز الدولة يمكن أن يشكل خطراً عليه.