الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

ذا غارديان: في ظل الأزمات يلعب الغولف ويغرد.. ترامب ليس رئيساً

ذا غارديان: في ظل الأزمات يلعب الغولف ويغرد.. ترامب ليس رئيساً

دونالد ترامب يلعب الجولف قبل أيام وسط تفشي فيروس كورونا - رويترز

شهدت الولايات المتحدة الأمريكية العديد من الأحداث المتكررة بدءاً من وباء كورونا وانهيار الاقتصاد وصولاً إلى حالة من الفوضى والاحتجاجات بعد مقتل جورج فلويد على يد شرطي واشتعال النزاع العنصري.

وفي هذا السياق نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقال رأي لوزير العمل الأمريكي الأسبق، وأستاذ السياسة العامة بجامعة كاليفورنيا روبورت رايش.

واعتبر رايش في مقاله أن دونالد ترامب لم يعد رئيساً للولايات المتحدة وتخلى عن منصبه بعد تغريداته وتصريحاته الهجومية، ومن خلال عدم وجود استجابة بناءة في إدارته لأي من الأزمات التي ضربت الولايات المتحدة.


وأشار إلى أن ترامب لا يحكم بل إن كل ما يفعله هو لعب الغولف ومشاهدة التلفاز ونشر التغريدات على تويتر.


وتساءل رايش في مقاله عن الطريقة التي استجاب بها ترامب للاضطرابات الأخيرة التي عقبت مقتل جورج فلويد في ولاية مينابوليس وهو رجل أمريكي من أصل إفريقي.

وأجاب على تساؤله بأن كل ما فعله ترامب هو وصف المتظاهرين بـ "البلطجية"، وهدد بإطلاق النار عليهم في حال اعتدوا على المحال التجارية ونهبوها.

وأعادت تغريدات ترامب إلى الذاكرة ما حدث في الستينات عندما وجه قائد شرطة ميامي والتر هيدلي صاحب التاريخ الحافل بالتعصب ضد الأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية الكلمات ذاتها في إحدى جلسات المناقشة واعتبر أنهم وراء الجرائم التي تحدث في ميامي.

وحينها تسببت هذه العبارة بموجات من الغضب بين ناشطين مدنيين ضد العنصرية كما أدت إلى أعمال شغب متنقلة وانتفاضات واسعة في أواخر الستينات.

ووصف رايش استجابة ترامب خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة بالمروعة بسبب الوباء الذي ضرب البلاد ووصول أمريكا للمرتبة الأولى بالإصابات والوفيات بسبب تداعيات تصريح ترامب بأن الوباء خدعة ديمقراطية، وتحميل المسؤولية لمنظمة الصحة العالمية واتهامها بالتستر على الصين التي تكتمت على مخاطر الفيروس.

وفي الوقت الذي كان يجب على إدارة ترامب توفير أجهزة التنفس الكافية للمصابين والمعدات الواقية للعاملين الصحيين الذين يفتقرون إليها، كانت تدرس متى ستقرر إعادة فتح الاقتصاد.

وأشار إلى أن ترامب وضع خطة للإلقاء المسؤولية على الصين بدلاً من وضع خطة لإجراء الفحوص وتتابع المخالطين، تعتبر مفتاح لاحتواء الفيروس.

أسوء حالة اقتصادية منذ الكساد الكبير

يعاني في الولايات المتحدة أكثر من 41 مليون أمريكي عاطل عن العمل بسبب تداعيات الوباء، وفي الأسابيع المقبلة من المقرر أن ينتهي وقف الطرد المؤقت في نصف الولايات.

ومن المقرر أن تنتهي استحقاقات البطالة الإضافية في نهاية يوليو القادم، وتواجه الولايات المتحدة أسوء حالة اقتصادية منذ أزمة الكساد الكبير.

ولكن بالمقابل ماذا فعل ترامب؟

كل ما فعله ترامب هو أنه يردد باستمرار أن الاقتصاد سوف يتحسن إلا أنه لا يفعل شيئاً بشأن الصعوبات المتزايدة.

وتبنّى مجلس النوّاب الأمريكي مقترحاً ديمقراطياً في 15 مايو الماضي، يتعلّق بحزمة مساعدات تاريخيّة بقيمة 3 تريليونات دولار، من أجل مواجهة تبعات جائحة كوفيد-19 في الولايات المتحدة، في وقت لا يُتوقّع أن يمرّ في مجلس الشيوخ ذي الغالبيّة الجمهوريّة.

ويعتبر دونالد ترامب والجمهوريّون أنّ هذا النصّ "ولد ميتاً"، في حين أنّ توقيع الرئيس الأميركي ضروري من أجل دخول النصّ حيّز التنفيذ.

ماذا عن القضايا الأخرى؟

قام مجلس النواب بالمصادقة على ما يقارب 400 مشروع قانون بما في ذلك تدابير للحد من تغير المناخ وتعزيز أمن الانتخابات، وفحص طلبات مبيعات الأسلحة، وإعادة تفويض قانون العنف ضد المرأة، وإصلاح تمويل الحملة الانتخابية، إلا أن ترامب لا يبدو أنه على علم بأي منها.

وختم رايش مقاله قائلاً: "لا يعتبر لعب الغولف ومشاهدة التلفاز والتغريد خطأ، ولكن عندما يكون هذا هو كل ما يفعله الرئيس عندما تكون الأمة غارقة في الأزمات، فهو ليس رئيساً".

وعن تغريدات ترامب الهجومية المتكررة قال رايش إن إثارة العنف ضد المتظاهرين الأمريكيين من أصل أفريقي ليست المرة الأولى، فهو يتهم الشخصيات الإعلامية بالقتل، ويتهم هيلاري كلينتون وباراك أوباما بتنظيم المؤامرات ضده.

طالما غرد بتهديدات وهمية ولا يمتلك السلطة لتنفيذها كتجريد كبرى وسائل التواصل الاجتماعي مثل "تويتر" من الحصانة القانونية التي تتمتع بها فيما يتعلق بالمحتوى والنشر.

ترامب.. وازدراء الحكم

وأكد أن الواقع أن ترامب لا يدير حكومة الولايات المتحدة ولا يقوم بتنظيمها أو يشرف على قراءة المذكرات وليس لديه الصبر في الإحاطات الإعلامية وحوّل البيت الأبيض لحالة فوضى دائمة.

وأشار رايش إلى أنه منذ انتقال ترامب إلى المكتب البيضاوي في يناير 2017، لم يبدِ أي اهتمام بالحكم بل إنه مشغول في نفسه فقط.

وكشفت الأزمات الحالية ازدراء ترامب التام لوظيفته وتنحيه التام عن منصبه، فهو في وقت الصدمة الوطنية تخلى عن الواجبات والمسؤوليات الأساسية للرئاسة.