الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

هلْ زرعَ ترامبْ بذرةَ كرهِ الصحفيينَ والاعتداءِ عليهم؟

هلْ زرعَ ترامبْ بذرةَ كرهِ الصحفيينَ والاعتداءِ عليهم؟

تخريب مبنى ال CNN في اتلانتا - رويترز

نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية مقالاً لرئيسة تحرير بافلو نيوز مارغريت سوليفان تتحدث فيه عن العواقب السلبية التي تسببت بها تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن وسائل الإعلام.

ووصفت الكاتبة تصريحات ترامب بأنها متطرفة في بعض الأحيان، فاستخفاف ترامب لا ينتهي لوسائل الإعلام الإخبارية، ولطالما وصفها بأنها تبث أخباراً زائفة، ويتجادل مع الصحفيين باستمرار ويقوم بإهانتهم.

وأشارت مارغريت سوليفان إلى أن هجوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهد الطريق أمام اعتداءات الشرطة والشعب على الصحفيين.

وهذا ما حصل يوم الجمعة الماضي بعد اعتقال طاقم قناة CNN في مينابولس، أثناء أداء مهامهم وقيامهم بتغطية الاحتجاجات التي أثارتها وفاة جورج فلويد الأمريكي ذي الأصول الأفريقية، وفي نهاية أمس تم الهجوم على مبنى الـCNN في أتلانتا.

وفي جميع أنحاء البلاد تعرض الصحفيون لمختلف المضايقات سواء من الشرطة أو المتظاهرين.

ومن ناحيتها علقت مارغريت أنها لم ترَ من قبل مشهد اعتقال صحفي من شبكة الـCNN مباشرة على شاشات التلفاز.

وفي لويزفيل قام ضابط شرطة بإطلاق حبيبات الفلفل على مراسل التلفزيون المحلي كايتلين روست، وخارج البيت الأبيض قام المتظاهرون بمطاردة مراسلين قناة فوكس نيوز وطردهم خارج ميدان لافاييت.

وفي دنفر أطلقت الشرطة كرات الطلاء والغاز المسيل للدموع وأصابت مصور أخبار وحطمت كاميرته.

وترى مارغريت أن بذور هذه الاعتداءات ضد الصحفيين قد زرعت منذ سنوات، فلعقود متتالية قام السياسيون بمهاجمة الصحفيون واستهانوا بهم كلما وجدوا أن الأمر يخدم مصالهم، ولم يكن ترامب من بدأ ذلك، بل سبيرو أغنيو نائب الرئيس الأسبق ريتشارد نيكلسون، إلا أن ترامب جعل الأمر أسوء بشكل لا يقاس.

ومن ناحيتها قالت سوزان نوسيل رئيسة مجلس إدارة منظمة PEN America المهتمة بحرية الصحافة: «من خلال تشويه سمعة الصحفيين في كثير من الأحيان، نقلل من احترامهم، ونتجاهل ما يقوم به الصحفيون والدور الحاسم الذي يلعبونه في الديمقراطية».

وأكدت نوسيل أن مهاجمات ترامب «كانت السبب في هذا الشعور الفاضح بأن الصحفيين هم ضدنا وليس معنا».

وهاجم الرئيس الأمريكي شبكة الـCNN لمرات عديدة خلال حملته الانتخابية وفي خضم جائحة فيروس كورونا وفي الإحاطات الإعلامية.

ومن ناحيتها ترى مراسلة شبكة ال سي بي إس أن هدف ترامب من مهاجمة الصحافة هو فقدانها لمصداقيتها وهو ما قاله في انتخابات 2016 أنه يفعل ذلك ليشوه سمعة الصحافة ويهينها ولتفقد مصداقيتها عندما تنشر المواضيع السلبية.

وشجع هجوم السياسيين على وسائل الإعلام الجميع على مهاجمتها واتهامها بنشر الشائعات والأخبار المزيفة.

ونتيجة لفقدان ثقة العامة في وسائل الإعلام الإخبارية، تراجع تصنيف الولايات المتحدة الدولي لحقوق الصحافة.

ومن ناحيته قال جويل سيمون المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين إن ترامب استغل العداء الذي كان موجوداً بالفعل وقام بمفاقمته.

نشأ هذا العداء، جزئياً على الأقل، من الشعور بأن الصحافة مجرد مؤسسة نخبوية أخرى يعتقد العديد من الأمريكيين أنها لا تمثل مصالحهم أو تشاركهم قيمهم.

وزرع ترامب كراهية الصحافة في المجتمع وعلى ما يبدو استجاب الكثيرون له وأصبحوا ينوبون عنه.

وقال سيمون: «كان بوسع الرئيس أن يدافع عن الصحافة بتذكير الناس بأن الصحفيين ضروريون لديمقراطيتنا ويستحقون السماح لهم بأداء عملهم».

وبدلاً من ذلك قام ترامب إعادة تغريد سخرية حول تخريب مقر CNN في أتلانتا.