الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

غضب عالمي متنامٍ بسبب الاحتجاجات في أمريكا مع تجذر العنصرية

ثارت كثير من مدن العالم غضباً بعد مقتل جورج فلويد، من أصحاب البشرة السوداء، على يد ضابط شرطة أبيض أثناء اعتقاله في مينيابوليس، أكبر مدينة في ولاية مينيسوتا الواقعة في شمال الولايات المتحدة.

وزاد الغضب العالمي بسبب الوحشية التي قُتل بها فلويد، وسلط الضوء من جديد على تنامي العنصرية والتمييز في الولايات المتحدة التي ترى في نفسها المدافعة عن حقوق الإنسان حول العالم.

في شوارع لندن وتورونتو، وفي أروقة السلطة في أديس أبابا وبكين، اندلعت مجموعة واسعة من الانتقادات إلى جانب الاضطرابات في الولايات المتحدة بشأن وفاة فلويد، الذي قُتل الأسبوع الماضي بعد أن قيّده ضابط شرطة أبيض وثبّته على الأرض.

ففي فانكوفر بكندا خرج الآلاف من المتظاهرين في الشوارع يحملون لافتات كُتب عليها «حياة السود مهمة». وفي برلين نشرت الصحف صوراً لديريك تشوفين ضابط الشرطة السابق المتهم بقتل فلويد والتي وصفته بـ«الشرطي القاتل الذي أحرق أمريكا». أما في لبنان غمر الناشطون مواقع التواصل الاجتماعي برسائل دعم للمحتجين في الولايات المتحدة.

ويواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالفعل انتقادات في مختلف أنحاء العالم لطريقة استجابته لوباء فيروس كورونا، الذي دفع الولايات المتحدة إلى التخلي عن دورها الذي تضطلع فيه منذ وقت طويل كقائد عالمي في أوقات الأزمات. وحتى أن بعض أقرب حلفاء أمريكا أظهروا معارضة متزايدة لأجندته.

وقد أدت وفاة فلويد إلى احتجاجات في 140 مدينة أمريكية على الأقل، الأمر الذي أدى إلى تحويل العديد منها إلى ساحات معارك مملوءة بالغاز المسيل للدموع.

وانتشرت صور ضباط الشرطة والمحتجين المشاركين في حروب شوارع ساخنة بسرعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مختلف أنحاء العالم، الأمر الذي أثار تعليقات غاضبة ودعوات لاتخاذ إجراءات.

كما أعطت التوترات المنافسين الأمريكيين الفرصة لتحويل الانتباه عن مشاكلهم الخاصة.

وفي الصين، نشرت وسائل الإعلام التي تديرها الدولة تقارير بشكل مكثف عن وفاة فلويد، وصوّرت الاحتجاجات وكأنها علامة أخرى على انحدار أمريكا.

وعندما هاجم مسؤول أمريكي، يوم السبت، الحزب الشيوعي الحاكم على «تويتر» بسبب تحركه لفرض تشريع للأمن القومي لقمع المعارضة في هونغ كونغ، وأشارت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشونينغ إلى الاضطرابات العرقية الأمريكية بتغريده «لا أستطيع التنفس»، وهو ما قاله فلويد قبل وفاته.

وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، في بيان يوم الجمعة، إن وفاة فلويد جريمة قتل. وأكد «رفض الاتحاد للممارسات التمييزية المستمرة ضد المواطنين من أصول أفريقية في الولايات المتحدة الأمريكية».

فبعد عطلة نهاية أسبوع من الاحتجاجات في لندن والقدس المحتلة وأماكن أخرى، تعهّد نشطاء في جميع أنحاء العالم بمواصلة تنظيم مسيرات والتحدث عن وفاة فلويد في الأيام المقبلة.

وفي العديد من الأماكن، يستهدف المتظاهرون بشكل مباشر ترامب وسياساته. كما يثيرون المخاوف بشأن وحشية الشرطة في مجتمعاتهم.

وتجمع المتظاهرون في الدنمارك أمام سفارة الولايات المتحدة يوم الأحد. وحمل المشاركون لافتات تحمل رسائل مثل «أوقفوا قتل السود».

وتجمّع الآلاف في وسط لندن يوم الأحد، لدعم المتظاهرين الأمريكيين. وهم يرددون «لا عدالة! لا سلام!» ولوّحوا بلافتات في ساحة الطرف الأغر، حيث تجاهل المتظاهرون تدابير التباعد الاجتماعي لكبح تفشي وباء كورونا.

وفي إيطاليا، كتب ماسيمو غاغي، مراسل صحيفة كورييري ديلا سيرا في الولايات المتحدة، أن رد الفعل على مقتل فلويد كان «مختلفاً» عن الحالات السابقة التي قُتل فيها أمريكيون سود على أيدي الشرطة واستمرار العنف.

وكتب غاغي: «هناك حركات سوداء غاضبة لم تعد تقنع بالمقاومة السلمية»، مشيراً إلى تحذير حاكم ولاية مينيسوتا من أن «الجماعات الفوضوية والجماعات التي تنادي بسيادة البيض تحاول تأجيج الفوضى».

وفي إيران، التي قمعت المظاهرات في جميع أنحاء البلاد بقتل المئات واعتقال الآلاف وتعطيل الوصول إلى الإنترنت في العالم الخارجي، بث التلفزيون الحكومي مراراً صور الاضطرابات الأمريكية. وأسهب أحد مذيعي التلفزيون في وصف «مشهد مروع من نيويورك، حيث هاجمت الشرطة المتظاهرين». واتهم تقرير تلفزيوني حكومي آخر الشرطة الأمريكية في واشنطن «بإشعال النار في السيارات ومهاجمة المتظاهرين»، دون تقديم أي دليل.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: «هذا الحادث ليس غريباً عن الحادثة الأولى في سلسلة من السلوك غير القانوني والعنف غير المبرر من سلطات تطبيق القانون الأمريكية». وأضافت: «الشرطة الأمريكية ترتكب مثل هذه الجرائم الكبيرة في كثير من الأحيان».

كما كانت هناك تعابير تضامن مع المتظاهرين.

فخلال عطلة نهاية الأسبوع، أغرق المتظاهرون اللبنانيون المناهضون للحكومة وسائل التواصل الاجتماعي بتغريدات متعاطفة مع المحتجين الأمريكيين، باستخدام هاشتاغ «ثورات أمريكا»، في تصرف لشعار حركة الاحتجاج في لبنان -ثورات لبنان- التي اندلعت في 17 أكتوبر من العام الماضي. في غضون 24 ساعة، أصبح هاشتاغ ثورات أمريكا رقم 1 في لبنان.