الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

«الحلم الأمريكي» يتحول إلى كابوس حقوقي.. واشنطن تواجه انتقادات العالم

شيئاً فشيئاً بدت الأمور تتكشف حول المنعرج الذي دخلته الولايات المتحدة بعد حادثة وفاة الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد، من اشتداد موجة الغضب الداخلي وتطورات ردود الفعل الرسمي عليها إلى سيل التصريحات المتدفق من الخارج تعليقاً على الحادثة وتداعياتها.

«حادثة فلويد» أثارت من يومها الأول، على واشنطن زوبعة من الانتقادات الصادرة عن منظمات حقوقية دولية، مدينة بشكل صريح عنف الشرطة الأمريكية والتفاوت الاجتماعي والعنصرية في الولايات المتحدة.



«فشل حقوقي ذريع»

وانطلق قطار التنديد بتعامل الشرطة مع «موجة الغضب الأسمر» التي تلت الحادثة، من أروقة منظمات حقوقية دولية، عبر بيانات محملة بتعابير قاسية طالت الشرطة والإدارة وحتى الرئيس الأمريكي الحالي.

وقالت منظمة العفو الدولية في تعليقها على التطورات الحالية إن شرطة الأمريكية فشلت في تنفيذ التزاماتها في إطار القانون الدولي، والخاصة باحترام وتسهيل الحق في التظاهر سلمياً.

وأوضحت مديرة الأبحاث للمنظمة في الولايات المتحدة، رايتشيل وورد: «في مدينة تلو الأخرى نشاهد تصرفات يمكن اعتبارها عنفاً غير ضروري ومفرطاً».

ودعت الشرطة لخفض التصعيد قبل أن تتدهور الأوضاع، واعتبرت أن عوامل العنصرية وهيمنة البيض إضافة إلى رد الشرطة على الاحتجاجات، تغذي مثل أعمال القتل هذه، وأكدت أن على ترامب، إنهاء خطاباته وسياساته «المليئة بالعنف والتمييز».

بدورها، اعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش، في تدوينة على حسابها الرسمي على «فيسبوك»، موت جورج فلويد، انعكاساً لنظام جنائي واجتماعي- اقتصادي «مختل» يعطي أهمية أقل لحياة السود والأقليات العرقية الأخرى.

وحسب المنظمة فقد أطلقت الشرطة الأمريكية النار على 783 شخصاً في 2019، ومثل «الأمريكيون السود» من بين من قُتلوا وعُرف عرقهم، نسبة 20%، رغم أنهم يشكلون 13% فقط من مجموع السكان.



سلسلة عمليات قتل

من جهتها أدانت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليت، مقتل فلويد، ووصفت الحادثة بأنها «الأحدث في سلسلة طويلة من عمليات قتل الأمريكيين الأفارقة العزل على أيدي ضباط الشرطة الأمريكية وأفراد من الجمهور».

ودعت السلطات الأمريكية إلى اتخاذ إجراءات جادة لوقف عمليات القتل هذه، وضمان تحقيق العدالة للضحايا، موضحة أن الدور الذي يلعبه التمييز العنصري الراسخ والمتفشي في مثل هذه الوفيات يجب أن يتم فحصه بشكل كامل والإقرار به والتعامل معه بشكل صحيح.



رفض أفريقي صارم

وفي أفريقيا، شدد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقي محمد، على رفض الأفارقة لـ«الممارسات التمييزية المستمرة ضد المواطنين ذوي الأصول الأفريقية في الولايات المتحدة».

من جهته، طالب البرلمان الأفريقى السلطات الأمريكية بتكثيف جهودها لضمان القضاء التام على جميع أشكال التمييز على أساس اللون أو الأصل العرقي من خلال سن التشريعات التى تضع عقوبات مشددة تضمن عدم تكرار مثل هذه الحوادث الإجرامية.



موقف أوروبي حازم

وفي الاتحاد الأوربي، أكد مفوض السياسة الخارجية في الكتلة جوزيب بوريل أن مقتل جورج فلويد كان نتيجة إساءة استخدام السلطة، معبراً عن صدمة دول الاتحاد الـ27 بسبب الحادث.

وأوضح أن الأوروبيين «يدعمون الحق في الاحتجاج السلمي، مشدداً على أنه يجب على كل المجتمعات «البقاء حذرة في مواجهة الاستخدام المفرط للقوة» وضمان إجراء عمل الشرطة في إطار احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان».



الاعتداء على الصحافة

ومن داخل الأمم المتحدة، شدد الأمين العام انطونيو غوتيريش على وجوب التحقيق في أعمال العنف التي ارتكبتها الشرطة في الولايات المتحدة كما في أي بلد آخر، وأعرب عن قلقه من الهجمات على الصحافيين في أمريكا، موضحاً «لا يمكن لأي نظام ديموقراطي أن يكون فعالاً في غياب حرية الصحافة».

وفي هذا السياق، أعلن مجلس أمناء جائزة بوليتزر، الاثنين، دعمه للصحفيين الذين تعرضوا للمضايقة والاعتداء من جانب الشرطة أثناء تغطية المظاهرات في الولايات المتحدة.

وجاء في تقرير صادر عن لجنة المراسلين لحرية الصحافة أن صحفيين «تعرضوا لرصاص مطاطي أطلق عمداً والغاز المسيل للدموع والرش بالفلفل».

وأدان مجلس أمناء جائزة بوليتزر «الاعتداء على الصحافة الحرة والمستقلة وقمعها، وحث السلطات على التحقيق في تلك الأحداث ومحاسبة المسؤولين عن أي سلوك سيء».



العنصرية تخنقنا



وفي فرنسا نظمت منظمات حقوقية مظاهرات تضامناً مع المحتجين الأمريكيين، وحمل متظاهرون في باريس لافتات تقول «العنصرية تخنقنا» و«العدالة لفلويد» و«لا أستطيع التنفس».

وقال دومينيك سوبو رئيس جمعية مكافحة العنصرية بفرنسا إن «جورج فلويد كان ضحية لجريمة عنصرية في الولايات المتحدة على يد شرطي» حاثاً على تضامن واسع بين الجماعات المناهضة للعنصرية للتنديد بجريمة شائعة «للأسف» في الولايات المتحدة.



مسيرة تذكارية

وفي ألمانيا نظم نشطاء حقوقيون مظاهرات في برلين وميونخ بمشاركة مئات المتعاطفين مع المحتجين الأمريكيين خلال اليومين الماضيين، وحملت إحدى المظاهرات شعار «مسيرة تذكارية للعنف العنصري للشرطة في الولايات المتحدة».