الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«ترامب» وحرب الكمامة.. سياسة أم عناد؟

«ترامب» وحرب الكمامة.. سياسة أم عناد؟

علاقة غير ودية تلك التي تربط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأبرز وسائل الوقاية من فيروس كورونا: «الكمامة»، حيث لم يخف الرجل رفضه للظهور مقنعاً أمام الملأ منذ بدء الحرب ضد كوفيد-19.

وفي أحدث إطلالاته خارج أسوار البيت الأبيض عاد الجدل من جديد حول «ترامب والكمامة» إلى الواجهة، حيث بدا الرئيس الأمريكي ومرافقوه بدون أي أقنعة واقية ولا تدابير احترازية خلال زيارته الاثنين لكنيسة سانت جون المجاورة لمقرّ الرئاسة بعد تعرضها للتخريب خلال تظاهرة للاحتجاج على عنف الشرطة.

ولموضوع الكمامة، فيما يبدو، جذور سياسية عميقة لدى الرئيس الأمريكي، حيث أشارت قناة «سي إن إن» في وقت سابق إلى أن ترامب يرفض عمداً قناع الوقاية، وذلك من أجل أن يظهر نفسه بصورة الزعيم الأمريكي الذي يرفض نصائح منظمة الصحة العالمية التي توترت علاقته بها بشكل حاد خلال الأشهر الماضية.

وفي الجانب السياسي كذلك، استخدم ترامب الكمامة «سلاحاً» ضد صورة منافسه الديمقراطي جو بايدن، حيث أعاد نشر تغريدة تظهر بايدن وهو يرتدي كمامة أثناء حضوره مناسبة عامة مصحوبة بتعليق «قد يساعد هذا في تفسير السبب في أن ترامب لا يحب وضع كمامة في الأماكن العامة».

وفوراً التقط بايدن الخيط، وشن هجوماً كلامياً على ترامب قائلاً إنه «أحمق تماماً»، مضيفاً أن ما يقوم به هو «استعراض للعضلات، وتصرفات ذكورية زائفة تكلف الناس حياتهم».

وظهر ترامب مؤخراً في عدة مناسبات بلا كمامة، وكان من «أغربها» زيارته لمصنع لإنتاج الكمامات في ولاية أريزونا، حيث عمد إلى تفقد خط إنتاج المصنع والتقى القائمين عليه دون أن يظهر مرتدياً ولا «كمامة واحدة».

وتداولت وكالات الأنباء «سخرية» ترامب من مراسل تلفزيوني نهاية مايو المنصرم، بسبب ارتدائه كمامة واقية.

وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي للرجل: «هل يمكنك خلع تلك الكمامة حتى أستطيع سماعك»، فرد الصحافي: «سوف أتحدث بصوت عالٍ»، ليجيبه ترامب ساخراً: «لأنك تريد أن تكون سياسياً».

ويرى الكاتب الأمريكي بول والدمان في مقال على «واشنطن بوست» أن ترامب «خلق» حرباً ثقافية حول ارتداء القناع الواقي، ولا يعرف الآن كيف يخرج منها مع الاحتفاظ بماء وجهه بعد تبينه أنه خسر المعركة، موضحاً أن ترامب يرفض أي شيء قد يظهره في موقف ضعف وهو ما حصل بالضبط في موضوع الكمامة.

وتداول مغردون بشكل واسع صور الرئيس الأمريكي بدون كمامة محاطاً بمرافقيه دون احترام لمسافة التباعد الاجتماعي المطلوبة، فيما ألمح بعضهم إلى أن الأمر يعزز نظريات المؤامرة التي تتحدث عن استغلال بعض الشركات والدول لـ«الأزمة» لتحقيق منافع سياسية واقتصادية عبر المبالغة في خطر الوباء.

ومؤخراً أدلى ترامب بتصريح يمكن أن يفهم منه تردده في الموضوع، حيث نقلت وكالات أنباء قوله إنه يضع أحياناً كمامة إذا كانت الظروف تقتضي ذلك، مؤكداً في الوقت ذاته، أنّه لا يرغب في فعل ذلك أمام الصحافيين.