السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

ترامب وبايدن.. نموذجان للقوتين العسكرية والناعمة في مواجهة الاحتجاجات

ترامب وبايدن.. نموذجان للقوتين العسكرية والناعمة في مواجهة الاحتجاجات

أيهما يفضل الناخب الأمريكي؟ (أ ف ب)

بعدما بقي المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية جو بايدن محتجزاً في منزله لأكثر من شهرين بسبب تفشي وباء كوفيد-19، منحته الاحتجاجات ضد العنصرية وعنف الشرطة ضد الأمريكيين الأفارقة فرصة لاستقطاب الأضواء مجدداً، بأسلوب قيادة مناقض لأسلوب الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، الذي سيواجهه في انتخابات نوفمبر المقبل.

وقالت كابري كافارو، المسؤولة التنفيذية في الجامعة الأمريكية في واشنطن، «هذه قصة نوعين من المهارات القيادية». وأضافت أن «القوة في منظور هذين الرجلين مختلفة تماماً».

وأضافت زعيمة الأقلية الديمقراطية السابقة في مجلس الشيوخ في ولاية أوهايو «يحاول ترامب أن يضع نفسه في موقع يجعل فيه القيادة مرادفة للقوة، والمرادف للقوة في هذه الأجواء هو استخدام القوة العسكرية».

وقالت كافارو إنه بالنسبة لبايدن، «القيادة والقوة هما مرادفان أقرب (للقوة الناعمة).. التعاون والإصغاء والمشاركة».

وأوضح الأستاذ المساعد للعلوم السياسية في جامعة «ستانفورد»، حكيم جيفرسون، أنّ قضايا العرق والعدالة ستكون بارزة دائماً في الحملة حتى بدون الاحتجاجات التي أثارها موت الأمريكي الأفريقي جورج فلويد، الذي قتل بيد شرطي في ولاية مينيسوتا، وبدون القمع الذي أمر به ترامب بعد ذلك.

وقال جيفرسون إنّ «هذه نتيجة وجود الرئيس الحالي دونالد ترامب الذي جاء إلى السلطة لإذكاء المخاوف العرقية والتحريض والتساهل مع العنف العرقي».

ووصف بايدن، في أول خطاب علني كبير له منذ بدء إجراءات الإغلاق في مارس بسبب تفشي الفيروس، وفاة فلويد بأنها «دعوة إلى أمتنا لتستيقظ». واتهم ترامب بتحويل الولايات المتحدة إلى «ساحة معركة تقسّمها مشاعر الحقد القديمة، ومشاعر الخوف الحديثة».

وتعهد بايدن البالغ 77 عاماً والذي عمل نائباً لمدة 8 سنوات للرئيس السابق باراك أوباما، أول رئيس أمريكي من ذوي البشرة السمراء، بمعالجة «العنصرية المؤسساتية» إذا وصل للبيت الأبيض.

وقال إنّ «البلاد تصرخ من أجل القيادة.. التي توحدنا. القيادة التي يمكن أن تجمعنا».

وبتغريدة عدائية، سارع قطب العقارات الثري ترامب بالرد على تصريحات بايدن. وقال الرئيس الجمهوري إنّ «الضعف لن يهزم أبداً الفوضويين والسارقين وقطّاع الطرق، وجو كان ضعيفاً سياسياً طوال حياته».

وأشار إلى ضرورة تطبيق «القانون والنظام».

وقالت كافارو إنّ الاحتجاجات قد يكون لها تأثير على الانتخابات أكبر من تأثير الوباء، إذ إنها توفر لبايدن فرصة لإظهار «التباين الصارخ بينه شخصياً وتجربته وقيادته وتعاطفه مع ذلك الذي رأيناه حتى الآن من دونالد ترامب».

لكنها تابعت أنه من غير المرجح في نهاية المطاف أن تكون للأحداث الأخيرة تأثير كبير على المؤيدين المتشددين على كلا الجانبين. وقالت «القاعدة في اليسار واليمين - قاعدة ترامب والقاعدة الديمقراطية - لا أعتقد أن هناك تغييراً كبيراً».

وقالت «لكن هناك الكثير من المستقلين في كل من يسار الوسط ويمين الوسط الذين يشاهدون ذلك كنقطة محورية في تاريخنا، مع اجتماع جائحة كورونا، وبطالة مرتفعة تاريخياً، واضطرابات عرقية».

وقال جيفرسون من «ستانفورد» إنه كان من المرجح أن يدلي معظم الناخبين ذوي الأصول الأفريقية بأصواتهم لصالح بايدن في نوفمبر، إلا أنهم لا ينظرون إليه على أنه «المخلّص».

وأشار إلى دعم بايدن حين كان سناتوراً لمشروع قانون «صارم ضد الجريمة» في عام 1994 والذي يُنظر إليه على أنه ساهم في موجة من الاعتقال الجماعي للأمريكيين الأفارقة.

من جانبه، اعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة «واين ستيت» في ولاية ميشيغان جيفري غرينافيسكي أنّ الانتخابات من المرجح أن تكون «معركة إقبال» سيحسمها الحزب القادر على حشد مزيد من الناخبين.

وأشار غرينافيسكي إلى أن الأمريكيين من أصل إفريقي صوتوا بأعداد أقل بكثير لهيلاري كلينتون في عام 2016، مقارنة بما فعلوا مع أوباما، والسؤال الحاسم هو ما إذا كانوا سيتوجهون إلى صناديق الاقتراع لدعم بايدن.

وتابع «أميل إلى القول إن خطاب دونالد ترامب خلال الأسبوع الماضي قد يعزز دعم الأمريكيين الأفارقة لبايدن»، رغم أن تاريخه مع مشروع قانون الجريمة ليس في مصلحته.