الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الطب التقليدي.. سلاح الرئيس الصيني لتكريس قوة بكين

الطب التقليدي.. سلاح الرئيس الصيني لتكريس قوة بكين

بذلت بكين جهوداً كبيرة لتطوير الطب التقليدي وتصنيع أدوية من وصفاته لمجابهة كورونا. أ ف ب

في حربها ضد وباء فيروس كورونا المستجد، دفعت الحكومة الصينية بالطب التقليدي العريق في البلاد إلى واجهة السياسة الصحية واعتبرته أحد أخلص «حلفاء الشعب الصيني» في هذا النوع من الأزمات، وذلك برعاية مباشرة من الرئيس شي جين بينغ.

ووفقاً لتقرير لصحيفة «لوموند» الفرنسية من بكين، فإن الحكومة الصينية تبنت مبكراً سياسة دعم لوصفات الطب التقليدي في مواجهة الفيروس، مع تغليظ العقوبات في حق أي أصوات مشككة في فعالية هذه الأدوية.

وحسب الصحيفة تمثل أدوية الطب التقليدي 30% من رقم أعمال صناعة الدواء الصينية، وبلغ حجم مبيعاتها في 2015 أكثر من 100 مليار يورو ويوجد في الصين 4 آلاف مركز صحي خاص بهذا النوع من الطب.

وخصصت الحكومة الصينية صفحات من الكتاب الأبيض الذي أصدرته مؤخراً لإعلان إنجازاتها ضد كورونا، للحديث عن دور الطب التقليدي في مواجهة تفاقم الحالات المرضية لدى المصابين بالفيروس، مؤكدة أن العلاجات التقليدية تمتلك «قوة خاصة».

وأشار الكتاب الأبيض إلى أنه تم تقديم صيغ علاجية تعتمد على الوصفات العشبية الصينية إلى 92% من الحالات المؤكدة داخل البلاد.

ورأت «لوموند» أن الترويج الصيني المتزايد لفعالية الطب التقليدي قد ينبع من محاولة الجهات الرسمية إثبات أن نجاح الصين اعتمد بكامله على عوامل داخلية «دون الحاجة إلى تقنيات الآخرين».

ولفتت إلى عناوين تصدرت الصحافة الرسمية في الصين خلال ذروة الأزمة من قبيل أن الطب التقليدي لم يخذل الصينين أبداً خلال حروبهم ضد الأوبئة السابقة.

ونقلت عن مدونين صينين قولهم إن حكومة الرئيس شي جين بينغ لم تعد ترى في الموضوع مجرد نقاش علمي بل بات من وجهة نظرهاً أمراً سياسياً في المقام الأول.

ووفقاً للصحيفة الغربية، يعد التشكيك العلني في فعالية أدوية هذا النوع من الطب أمراً محفوفاً بالمخاطر داخل البلاد، حيث تشير إلى واقعة عزل نائب مدير مستشفى في مدينة هوانغشي في إقليم هوبي من منصبه وحذف محتوى حساباته على موقع التواصل الاجتماعي الصيني «ويبو»، بعد تشكيكه في فعالة الطريقة العلاجية المتبعة رسمياً وخصوصاً جزئية اعتمادها على الطب الصيني التقليدي.

وفي نهاية شهر مايو المنصرم، أصدرت اللجنة الصحية في مدينة بكين مسودة لوائح تنظيمية خاصة بالطب الصيني نصت في بعض موادها على حماية ونشر هذا «العلم» وأقرت عقوبات في حق أي شخص يتهم بـ«تشويه» أو «نشر معلومات مغلوطة عن هذا الطب».

وفور نشر الموضوع أثارت اللائحة غضب المتابعين الصينيين على مواقع التواصل الاجتماعي حيث تمت مشاهدة «الهاشتاغ» الذي خصص للموضوع من طرف 50 مليون شخص في غضون 3 أيام فقط.

وفي الواقع، قطعت الصين أشواطاً مهمة في سبيل الترويج لعلاجات طبها التقليدي، حيث أدرجته منظمة الصحة العالمية العام الماضي في لائحتها للعلاجات والأمراض وباتت عياداته تنتشر في مختلف قارات العالم، كما أن زراعة الأعشاب الدوائية أصبحت نشاطاً اقتصادياً رائجاً في الريف الصيني ضمن سياسة الحكومة لمكافحة الفقر ورفع القدرة المعيشية للسكان المحليين.