الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

«انتكاسات كورونا».. الصين وأمريكا في مربع واحد

«انتكاسات كورونا».. الصين وأمريكا في مربع واحد

فحص عدد من المواطنين في بكين بعد ظهور بؤرة جديدة.(رويترز)

أظهرت التطورات الأخيرة المتعلقة بفيروس كورونا المستجد حدوث انتكاسات جديدة في كلا من الولايات المتحدة والصين، بعد وقت قصير من انتعاش الآمال بقرب السيطرة على الوباء الذي تبادلت حوله الدولتان الاتهامات والتهديدات.

تطورات فيروس كوفيد-19 الجديدة وضعت الدولتين في مربع واحد من جديد، فبعد أن سيطرت الصين على انتشار الوباء في أبريل الماضي، وبدأت الولايات المتحدة مؤخرا في فتح بعض الولايات واتخاذ خطوات لعودة الحياة، صدرت التحذيرات في الدولتين من خطورة الانتكاسة.

في نيويورك وتكساس، كان هناك شعور بالإحباط لأن الناس ينتهكون القيود المتعلقة بالفيروس، والذي يقول الخبراء إنه لن يرحل سريعا، وعاودت الإصابات في الارتفاع. بينما قررت الحكومة الصينية إغلاق جزء من العاصمة في محاولة لاحتواء تفشي جديد للمرض.


وقالت صحيفة نيويورك تايمز، إن خبراء الأمراض المعدية يحذرون من أن الفيروس لن يذهب إلى أي مكان، وقد تشهد بعض الأماكن في الولايات المتحدة المزيد من عمليات الإغلاق. كما حذروا من أن الفيروس التاجي سيجعل الحياة صعبة في المستقبل المنظور.


ومع تراجع التباعد الاجتماعي الصارم، يهدد بعض القادة في نيويورك وتكساس بإعادة عمليات الإغلاق في محاولة لجعل الناس يأخذون التهديد المستمر للفيروس على محمل الجد.

وقال الدكتور مايكل أوسترهولم، مدير مركز أبحاث وسياسات الأمراض المعدية في جامعة مينيسوتا في لقاء مع «فوكس نيوز صنداي»: «هذا الفيروس لن يستريح» حتى يصيب حوالي 60 إلى 70% من السكان.

وقدّر الخبراء أنه بدون لقاح، سيحتاج حوالي 70% من السكان إلى الإصابة بالعدوى وتطوير مناعة من أجل وقف انتشار الفيروس، وهو مفهوم يسمى مناعة القطيع. ويبلغ العدد الحالي للحالات المؤكدة في الولايات المتحدة أكثر من 2 مليون، أي أقل من 1% من سكان الولايات المتحدة، وفقاً لقاعدة بيانات نيويورك تايمز.

وقال أوسترهولم إن البيانات الأخيرة تظهر أن معدل الإصابة كان مستقراً في 8 ولايات، وزاد في 22 ولاية وتناقص في بقية الولايات. وقال الخبراء إن الزيادة ليست فقط بسبب الاختبارات المتاحة على نطاق أوسع، مشيرين إلى أن نسبة الاحتياج إلى رعاية في مستشفيات كوفيد-19 في ارتفاع بعدة ولايات.

وقالت الدكتورة ناهد بهاديليا، المديرة الطبية لوحدة مسببات الأمراض الخاصة في كلية الطب بجامعة بوسطن، لشبكة إن بي سي: «إن الارتفاع في الحالات في بعض الولايات في الجنوب والغرب يشير إلى أننا فتحنا مبكراً جداً في تلك الولايات».

وقالت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، مؤخراً إنه بحلول 4 يوليو المقبل، من المرجح أن تقفز وفيات الفيروسات التاجية في الولايات المتحدة من المستوى الحالي البالغ حوالي 116 ألفاً إلى ما بين 124 و140 ألفاً.

وتأتي التحذيرات في الولايات المتحدة مع ظهور إصابات جديدة في الصين تعد الأعلى منذ شهر أبريل الماضي، وتم إغلاق قسم من بكين اليوم الاثنين، حيث سارعت الحكومة لاحتواء تفشٍ جديد لعدوى الفيروسات التاجية، بعد أن ظنت أنها أصبحت محصنة ضد الوباء.

وقال مسؤولو المدينة إنهم تعقبوا 79 إصابة في بكين خلال الأيام الأربعة السابقة، بما في ذلك 36 إصابة يوم الأحد فقط، وكل شيء تم تتبعه حتى الوصول إلى سوق طعام في شينفادي في جنوب بكين.

وفي حين أن بضع عشرات من الحالات الجديدة تبدو طفيفة مقارنة بالمئات أو الآلاف من الإصابات التي أبلغت عنها دول أخرى يومياً، إلا أن التفشي الجديد أزعج الصين، التي بدا أنها خنقت الفيروس إلى حد كبير بعد ظهوره أواخر العام الماضي في ووهان.

وقال تشن شياو يان، الذي يملك متجراً بالقرب من السوق، عبر الهاتف: «نشعر بأن هذا أمر خطير». وأضاف أنه ينتظر نتائج الاختبار للتحقق مما إذا كان مصاباً بالفيروس.. «إنه مصدر قلق للجميع. هذا ليس مرضاً عادياً. نحن ننتظر في المنزل ولا يمكننا الخروج».

وقال بعض خبراء مكافحة الأمراض الصينيين إن بكين استجابت على ما يبدو لتفشي المرض بسرعة. ومع ذلك، بدا أن هذا الفشل في دفاعات العاصمة أثار غضب مرؤوسي الرئيس شي جين بينغ. فتم فصل اثنين من المسؤولين المحليين والمدير العام لسوق شينفادي يوم الأحد بسبب ما قالت قيادة المدينة إنه فشل في التحرك بسرعة كافية ضد العدوى.