الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

لماذا يُثير قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية غضب ألمانيا؟

لماذا يُثير قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية غضب ألمانيا؟

يبلغ عدد الجنود الأمريكيين في ألمانيا 52 ألف جندي. (د ب أ)

أجج قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب نحو 10 آلاف جندي أمريكي من ألمانيا، غضب طيف واسع من النخبة السياسية الألمانية، فيما رأى فيه محللون وكتاب في صحف أوروبية فرصة «ذهبية» لتركيز أوروبا أكثر على إصلاح وتطوير منظومتها الدفاعية.

ونقل موقع «كورييه إنترناسيونال» الفرنسي عن كتاب ألمان قولهم إن خبر سحب 9500 جندي أمريكي من البلاد بحلول الشهر المقبل «ينسجم مع خطوات ترامب غير المتوقعة والمفاجئة دائماً»، موضحين أن الجانب الأمريكي لم يتشاور مع شركائه في الناتو ولا الحكومة الألمانية بخصوص هذا القرار.

وأوضح الموقع نقلاً عن صحيفة «زود دويتشه تسايتونغ» الألمانية واسعة الانتشار أنه وحتى هيئة الأركان الأمريكية بدت وكأنها «أخذت علماً بالخبر عن طريق الصحافة».

ويرى محللون أن ترامب عمد إلى اتخاذ هذا القرار للضغط على ألمانيا لتدفع مساهمات أكثر في تكاليف حلف الناتو، حيث يتهم برلين التي يرابط فيها، حسبه، نحو 52 ألف جندي أمريكي، بـ«استغلال واشنطن».

في المقابل يرى سياسيون ألمان أن الأمر يحمل في طياته مخاطر أمنية لبلادهم وعموم أوروبا خصوصاً في ظل تصاعد التوتر بين حلف شمال الأطلسي وروسيا بقيادة الرئيس فلادمير بوتين.

ووصفت الصحيفة الألمانية التصرف بكونه سلوكاً «ترامبياً» مألوفاً: «كلما اقترب موعد الحملة الانتخابية في أمريكا كلما كان أكثر استعداداً لإلقاء اللوم على الخصوم».

ولفتت إلى أن القرار يضع على المحك ترابط وانسجام حلف الناتو في المستقبل، حيث باتت الولايات المتحدة تتحرك بعيداً عن المبادئ المؤسسة للحلف، موضحة أن ترامب يرفض فكرة نظام عالمي قائم على تحالفات متعددة الأطراف.

ويرى محللون أوروبيون أن ترامب يمثل جزءاً من الطيف السياسي الأمريكي الذي يعتقد أنه من غير الضروري انخراط أمريكا في التزامات «خارج الحدود عبر الأطلسي» في ظل غياب مصالح أمريكية واضحة.

وبالنظر إلى الصراع الأمني في المنطقة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، تشير الصحيفة الألمانية إلى أن المشهد تغير مع دخول عوامل وأدوات جديدة في الصراع العسكري تجعل ألمانيا أقل عرضة للتهديد من ذي قبل، مثل الحروب السيبرانية، والاختراق الاقتصادي وغيرها.

وداخل ألمانيا، تدير واشنطن قواعد جوية كبيرة مكنتها من التدخل في الشرق الأوسط وأفغانستان والعراق وأفريقيا، وتضم القواعد مواقع لتدريبات الناتو، ومستشفيات عسكرية ضخمة، ومراكز لأسراب الطائرات.

ووفقاً لموقع «دويتشه فيله» الألماني فإن المسألة التجارية في الملف تعد جزئية مهمة لدى «الملياردير الرئيس»، إذ لا يُخفي ترامب بأن سعيه لتقليص عدد الجنود الأمريكيين إلى مستوى 25 ألف جندي فقط، يتعلق بعقوبة سياسية، متهماً ألمانيا بأنها «تحايلت طوال عقود على بلاده في ملف التجارة وفائض صادراتها واستيراد الغاز الطبيعي من روسيا».

في المقابل رأى نواب ألمان أن المسار الأمريكي الحالي يمثل فرصة تاريخية أمام «خصوم الناتو» لتعزيز قدراتهم وتوسيع دوائر نفوذهم، وهو ما أشار إليه النائب يوهان واديفول من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ الذي تتزعمه المستشارة أنغيلا ميركل، من أن الخطوة تصب في صالح الصين وروسيا.