«ترامب كان يجهل امتلاك بريطانيا للسلاح النووي ويعتقد أن فنلندا ليست مستقلة عن روسيا، وطالب بإعدام الصحفيين»، مقتطفات من كتاب جديد هز المشهد السياسي والإعلامي في الولايات المتحدة وينتظر صدوره في الـ23 من الشهر الجاري.
وأثار كتاب المستشار السابق في البيت الأبيض جون بولتون الذي يحمل عنوان (من قاعة الحدث: مذكرات من البيت الأبيض) غضب إدارة الرئيس دونالد ترامب، حيث رفعت عليه، الثلاثاء، دعوى قضائية لمنع نشره.
ورسم الكتاب، حسب كبريات الصحف الأمريكية والعالمية صورة قاتمة لأسلوب ترامب في إدارة الولايات المتحدة وكشف عن «جهل» الرئيس الأمريكي الحالي بكثير من أبجديات السياسة والعلاقات الدولية.
وقالت صحيفة «لوس أنغلوس تايمز» إن بولتون «سمح لنفسه بتوجيه انتقادات ساحقة» لرفيقه السابق، فيما أشارت «بي بي سي» إلى أنها «ليست المرة الأولى التي يروى فيها مستشار أو موظف سابق لدى ترامب قصصاً توضح قلة اهتمام الرئيس بقواعد الحكم والمبادئ الأساسية في السياسة الخارجية.
إلاّ أن الجديد الذي يقدمه بولتون، حسب «بي بي سي» يتجاوز هذه القصص «راسماً صورة لرئيس على أتم الاستعداد لتحريف السياسية الخارجية لبلده من أجل مصالحه الشخصية».
بدورها، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» مقتطفات «صادمة» من الكتاب، يشير في بعضها بولتون إلى ما يصفه بـ «فضيحة سياسات ترامب الصينية» حيث وصف الكتاب كيف طلب ترامب من نظيره الصيني شي جين بينغ شراء بكين لإنتاج المزارعين الأمريكيين من أجل أن يكسب أصواتهم في الانتخابات الأمريكية المقبلة، وفي المقابل عرض ترامب تقليص الرسوم الجمركية على البضائع الصينية.
ووفقاً للصحيفة كتب بولتون أنه وبعد 17 شهراً قضاها في العمل إلى جانب ترامب يجد صعوبة في تحديد قرار واحد ذي أهمية اتخذه الرئيس الأمريكي دون أن يكون مدفوعاً بهاجس تعزيز فرصه في الفوز من جديد بالانتخابات الرئاسية.
وفي تلخيصه لأبرز ما تناولته الصحف العالمية حول الموضوع، يشير موقع «كورييه إنترناسيونال» إلى وصف «واشطن بوست» للكتاب بكونه التحليل الأكثر انتقاداً وشمولية لترامب من قبل عضو سابق في إدارته السابقة عمل لعقود مع رؤساء جمهوريين آخرين.
وحسب «رويترز» نسب بولتون للرئيس الأمريكي قوله خلال اجتماع انعقد في نيوجيرسي في صيف 2019 «إن الصحفيين يجب إيداعهم السجون حتى يكشفوا عن مصادرهم: «هؤلاء يجب إعدامهم. إنهم حثالة».
في المقابل وجهت انتقادات للكتاب حتى من طرف الديموقراطيين، حيث قال عضو الكونغرس الأمريكي عن الحزب الديمقراطي آدم شيف إن «بولتون يمكن أن يكون مؤلفاً لكن ينقصه الحس الوطني».
وفي الجانب الجمهوري، تحدثت قناة «فوكس نيوز» المقربة من ترامب عن حصول بولتون على 2 مليون دولار لنشر الكتاب، في الوقت ذاته رفضت دار النشر «سايمون اند شوستر» الاتهامات الموجهة للكتاب وقالت إنها وزعت بالفعل «مئات الآلاف من النسخ».