السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

تطبيق كورونا في ألمانيا يفوق التوقعات.. ومشكلات كبار السن والفقراء «قيد الحل»

فاق التطبيق الإلكتروني الجديد «تحذير كورونا» في ألمانيا كل التوقعات حيث قام بتحميله على الهواتف المحمولة أكثر من 7 ملايين شخص في يومين فقط، منذ إطلاقه ظهر يوم الثلاثاء الماضي، رغم الصعوبات التي تواجه بعض كبار السن والفقراء في البلاد.

وأكدت رئيسة جمعية الأطباء في العاصمة برلين أوته تايشرت لموقع «دير شبيغل» أن الخطوط الساخنة الخاصة بتحاليل فيروس كورونا في مكاتب الصحة المنتشرة بالمدن الألمانية استقبلت مئات الاتصالات الهاتفية في الساعات القليلة الماضية لاستفسارات تتعلق بالتطبيق الجديد.

وأشارت تايشرت إلى أن هناك مشكلة تكمن في أن كبار السن والفقراء الذين يحصلون على معونات حكومية لديهم هواتف محمولة قديمة نسبياً لا تتيح لهم تحميل التطبيق الجديد الذي يتطلب هواتف ذكية حديثة، وذلك على الرغم من أنهم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس.

وقال معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية في بيان إنه سيحاول مع الحكومة وشركتي «أبل، وغوغل» إيجاد حل لمشكلة الهواتف ذات النظم القديمة.

ويعمل التطبيق الجديد على تعقب سلاسل الإصابات عبر خاصية «بلوتوث» بطريقة أكثر سهولة وفعالية، فعندما تكون نتيجة الشخص إيجابية لكورونا، يحصل على رقم رمزي من المختبر ليضعه في الهاتف إذا أراد، ومن ثم يرسل التطبيق تحذيرات احتمالية الإصابة لأشخاص آخرين مسجلين بالتطبيق كانوا على مقربة منه أقل من مترين في الأسبوعين الأخيرين ولمدة 15 دقيقة أو أكثر، وذلك بصورة سرية دون ذكر أسماء أو أي معلومات على الأماكن والأوقات.

ويكفي على من يستقبل هذا التحذير عبر التطبيق أن يذهب لإجراء اختبار فيروس كورونا حتى وإن لم تظهر عليه أي أعراض، ويتحمل التأمين الصحي تكلفة الفحص بشكل كامل، ولا يعني التحذير الدخول بصورة آلية في حجر صحي، بل ينبه بضرورة أن يعزل الشخص نفسه قدر الإمكان عن الآخرين حتى تظهر نتيجة فحصه.

وعبّر وزير الصحة الألماني ينس شبان في المحطة التلفزيونية الألمانية «أر تي إل» أمس الأربعاء، عن دهشته الكبرى من الملايين التي حمّلت التطبيق في ساعات قليلة، مؤكداً أن هؤلاء يساهمون في إعطاء فرص قليلة لفيروس كورونا في المستقبل، وأن هذه البداية القوية لا بد أن تشجّع مواطنين آخرين على تحميله من أجل الانتصار في مواصلة طريق ألمانيا في احتواء الفيروس ومنع ظهور موجة ثانية.

ووصف شبان التطبيق بأنه مثل لعبة جماعية على الإنترنت يشارك فيها الجميع في معركة ضد كورونا.

وأكد معهد روبرت كوخ بالتعاون مع الحكومة الألمانية التي موّلت التطبيق الذي سيصل تكلفته حتى عام 2021 إلى 85 مليون يورو، أنه غير إجباري وأنه لا يصح للشركات والمؤسسات أن تجبر موظفيها على تحميله، وخاصة بعد الجدل الكبير قبل ظهور التطبيق بأنه يحد من الحريات ويراقب الأشخاص.

وأرجع المعهد تأخر ظهور التطبيق في ألمانيا عكس دول أوروبية أخرى إلى أن النسخة الألمانية أخذت وقتها بالكامل في التطوير وحماية البيانات وفقاً للقوانين.

وأكد الخبراء أنه لا بد أن يشارك 60% على الأقل من الألمان في تحميل التطبيق حتى يبدأ جني الحصاد ومحاصرة أكثر قوة لظهور جديد للفيروس.

وحاورت محطات تلفزيونية ألمانية عدداً ممن قاموا بتحميل التطبيق، ووجدوا رضاً كبيراً عن سهولة استخدامه، إضافة إلى رغبتهم في أن يكونوا جزءاً من حل المشكلة، كما أن معظمهم لا يثق بالجدل الدائر حول أن التطبيق يقيّد الحريات وأنه ربما يخترق البيانات الشخصية.

بينما أكد آخرون أنهم ينتمون للفكر التقليدي القديم ولا يحملون هواتفهم في أي مكان يذهبون إليه، كما أنهم لا يقومون بتحميل أي تطبيقات إلكترونية.