الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الصمت الأوروبي والأمريكي يغذي أطماع تركيا لتنفيذ مخطط «بلو هاموند»

الصمت الأوروبي والأمريكي يغذي أطماع تركيا لتنفيذ مخطط «بلو هاموند»

الاطماع التركية تشعل المنطقة وتهدد الاستقرار.(إي بي أيه)

تواصل تركيا دفع الأمور نحو التصعيد في المنطقة بطموحاتها الإقليمية واستغلالها أزمة اللاجئين وعبر محاولات عدوانية غير قانونية للتنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في شرق المتوسط، والتدخل في ليبيا وتركيا، وسط عجز أمريكي أوروبي عن التحرك بجدية لردعها.

ففي الأسبوع الماضي، بعد أن رجح وزير الدفاع اليوناني نيكوس باناجيوتوبولوس احتمالية نشوب مواجهة مسلحة، استخف نظيره التركي هولوسي أكار في مقابلة تلفزيونية بالتصريحات اليونانية قائلاً: «لا أعتقد أن اليونان تريد خوض حرب مع تركيا».

التصرفات التركية التي أغضبت اليونان خلال الفترة الماضية تراوحت ما بين إرسال أنقرة آلاف اللاجئين إلى الحدود اليونانية في وقت سابق من هذا العام، إلى مواجهات منتظمة في بحر إيجة وانتهاكات الطائرات الحربية التركية للمجال الجوي اليوناني.

هذا بالإضافة إلى قيام تركيا بإرسال عدة سفن للتنقيب في المياه التي تطالب بها قبرص وتعتبرها ضمن نطاق مياهها الإقليمية، وتوقيع اتفاقية الحدود البحرية مع حكومة السراج الليبية، ومقرها طرابلس والتي تمسح جزيرة كريت اليونانية من على الخريطة.

وقال ريان جينجيراس، الأستاذ في كلية الدراسات البحرية الأمريكية، لموقع «أحوال تركية» في إشارة إلى صفقة الحدود البحرية: «هذه بالتأكيد ضربة أكثر عدوانية بكثير من أي شيء رأيناه في السنوات الأخيرة».

وقال جينجيراس إن العلاقات اليونانية التركية ربما لم تكن متوترة بهذا الشكل منذ أواخر التسعينات، عندما كانت هناك تلميحات بالحرب على جزر بحر إيجة المتنازع عليها.

وقال جينجيراس الوضع سيئ جداً والسؤال الآن هو ما وراء هذه الحرب الكلامية.. ما الذي يمكن لليونان فعله لوقف هذا؟.

وأضاف: «من الواضح أن تركيا واثقة تماماً من أنها يمكن أن تكون بهذا العدوانية دون أن تدفع تكلفة مباشرة، وحتى الآن تبين أن أنقرة تلعب على ذلك».

في الأسبوع الماضي، أجرت القوات البحرية التركية تدريبات قبالة الساحل الليبي، مؤكدةً خطتها لتنفيذ اتفاق الحدود البحرية وبدء الحفر قبالة سواحل ليبيا في الأشهر القليلة المقبلة، التي تعتبرها أثينا استفزازاً جديداً.

قال جينجيراس: «من الواضح أن أنقرة تستخدم هذا الاتفاق باعتباره محاولة لإثبات مزاعمها في النزاع القانوني المنتظر، ربما لم يحصلوا على كل ما يزعمونه لكنه محاولة لتحقيق مكاسب على الأرض تعزز موقفهم التفاوضي، وهو ما سيظل يعتبر فوزاً في رأيهم».

ويرى جينجيراس أن العدوانية المتزايدة لتركيا في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​تتماشى مع نهج السياسة الخارجية التركي الجديد المسمى «بلو هوماند»، الذي يؤسس للهيمنة التركية على بحر إيجة وشرق البحر الأبيض المتوسط ​​والبحر الأسود. وهي السياسة التي وضعها الضابط البحري المتقاعد جيم غوردنيز.

ويتضمن هذا النهج أيضاً فكرة أن الغرب، والولايات المتحدة على وجه الخصوص، تقف إلى جانب اليونان في سعيها للحد من طموحات تركيا في المنطقة.

والمثير للدهشة، أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لم يفعلوا شيئاً يذكر لمواجهة تحركات تركيا في بحر إيجة أو شرق البحر الأبيض المتوسط، أو تدخلاتها العسكرية في ليبيا أو محافظة إدلب السورية، حيث نزح نحو 2 مليون شخص من النازحين يعيشون في مخيمات مخصصة على طول الحدود التركية.

ومن جهته قال، فيت نوفوتني، خبير الهجرة في مركز ويلفرن مارتنز للدراسات الأوروبية، نأمل في أن يساعد الاتحاد الأوروبي في إنشاء منطقة حظر جوي فوق إدلب وتشكيل منطقة آمنة معتمدة من الأمم المتحدة، ربما مع تواجد أوروبي على الأرض.

وأضاف في حديث لـ«أحوال تركية» أن «أي عمل عسكري، لسوء الحظ، يبدو أنه غير وارد، حتى منطقة حظر الطيران، والتي لن تتطلب تواجداً على الأرض، ببساطة لأن الأوروبيين لديهم نفور من القوة الشديدة».

رأى الاعتداءات التركية ستتواصل في أعالي البحار، وسيتم السماح للمهاجرين بالتدفق نحو أوروبا، في ظل غياب رد أوروبي كبير.

قال نوفوتني: «بدون مشاركة أكثر نشاطاً من الاتحاد الأوروبي في تركيا وسوريا والبحر الأبيض المتوسط ​​والشرق الأوسط، سنشهد استمرار ذلك».