الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

بولتون للتلغراف: سأصوت لبايدن وترامب لا يمثل قضية الحزب الجمهوري

بولتون للتلغراف: سأصوت لبايدن وترامب لا يمثل قضية الحزب الجمهوري

جون بولتون - رويترز

يعد جون بولتون مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أنصار الحزب الجمهوري، وتولى في مسيرته مناصب رفيعة جداً في الرئاسات التي تولاها رؤساء جمهوريون.

ولهذا السبب لا أحد يفكر في أنه سيدلي بصوته يوماً ما لرئيس من الحزب الديمقراطي، إلا أن هذا ما سيفعله هذه المرة.

صرح بولتون في لقاء حصري للتلغراف بأنه سيدلي بصوته في نوفمبر القادم للمرشح الديمقراطي جو بايدن، وقال: «في عام 2016 قمت بالتصويت لترامب بدلاً من هيلاري كلينتون، والآن بعد أن تعاملت معه عن قرب، لا يمكنني القيام بذلك مرة أخر، فأنا قلق على البلاد، وهو لا يمثل القضية الجمهورية التي أدعمها».

وبحسب التلغراف فإن هذه التصريحات جاءت قبل أن ينشر كتابه الذي يحمل عنوان (من قاعة الحدث: مذكرات من البيت الأبيض) الذي يهاجم فيه الرئيس ترامب، وأكد أنه لا يعتبر التصويت لبايدن خيانة للحزب الجمهوري لأنه لا يعتقد أن ترامب يمثل قضية الحزب.

وأوضح للتلغراف أن الرئيس ترامب ليس لديه أساس أو استراتيجية واضحة في رئاسة البلاد، وأنه لا يعرف الفرق بين المصلحة الوطنية للولايات المتحدة ومصلحته الشخصية وهو ما اعتبره أمراً خطيراً للغاية.

وأعرب العديد من الأشخاص عن قلقهم من الطريقة التي انتقد به بولتن الرئيس الـ45 للولايات المتحدة دونالد ترامب، حيث قال: «ترامب وصل للبيت الأبيض ولديه معرفة قليلة جداً بكيفية عمل الحكومة، ولم يكن لديه أي اهتمام بالتعلم»، وأضاف أنه طوال القرن الماضي لم يكن هناك أي رئيس يتبع هذا النهج.

ويقول بولتون الذي شغل منصب ممثل أمريكا في الأمم المتحدة في عهد الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، إنه شعر بأن من مسؤوليته كتابة كتابه ليعلم الشعب الأمريكي من الذي يحكم بلاده وكيف يديرها.

وأوضح قائلاً: «عندما تكون في منصب رفيع من مسؤوليتك قول الحقيقة»، وأضاف «لقد كنت قلقاً بعد 17 شهراً من منصبي كمستشار للأمن القومي في ظل إدارة ترامب الذي لم تكن لديه الكفاءة المطلوبة ليكون رئيساً والشعب الأمريكي له الحق لمعرفة ذلك».

وتسبب كتاب بولتون الذي تحدث به عن فترة عمله مع الرئيس ترامب وانتقده بشدة بعاصفة من الجدل حيث ذكر الكتاب مقتطفات «صادمة»، يشير في بعضها بولتون إلى ما يصفه بـ «فضيحة سياسات ترامب الصينية» حيث وصف الكتاب كيف طلب ترامب من نظيره الصيني شي جين بينغ شراء بكين لإنتاج المزارعين الأمريكيين من أجل أن يكسب أصواتهم في الانتخابات الأمريكية المقبلة، وفي المقابل عرض ترامب تقليص الرسوم الجمركية على البضائع الصينية.

كما ادعى بولتون في كتابه أن ترامب كان يجهل امتلاك بريطانيا للسلاح النووي، ويعتقد أن فنلندا ليست مستقلة عن روسيا.

وحاول البيت الأبيض وقف نشر الكتاب وسحب النسخ التي تم توزيعها مدعياً أنه يحتوي على معلومات سرية، وقال بولتون إنه تعرض للعديد من المضايقات من قبل إدارة ترامب عند كتابة الكتاب مما أعاق وصوله لحسابه على تويتر والوصول لعدد من الوثائق غير السرية.

وهاجم الرئيس ترامب بولتون ووصفه بالأحمق والممل، كما وصفه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بالخائن.

إلا أن بولتون أكد أنه ليس نادماً على نشره للكتاب، وكانت محكمة واشنطن قد رفضت دعوى إدارة ترامب التي تقضي بمنع نشر الكتاب وسمحت بنشره بعد التأكد من عدم احتوائه على وثائق ومعلومات سرية.

ومن ناحيته أكد بولتون أن الكتاب لا يحتوي على أي وثائق سرية قائلاً: «لدي سنوات من الخبرة في التعامل مع قضايا الأمن القومي الحساسة، ولا أسمح أن يضم الكتاب أي شيء يضر بالمصالح الوطنية الأمريكية»، وأضاف «أردت فقط أن أطرح الحقائق حول السياسة الخارجية الرئيسية والقضايا الداخلية وبعدها سأترك الشعب الأمريكي يقرر بنفسه».

وأشارت التلغراف إلى أنه خلال فترة عمل بولتون كمستشار للأمن القومي لترامب بين أبريل 2018 وسبتمبر 2019، كان له دور رئيسي كبير في المساعدة على صياغة نهج إدارة ترامب تجاه عدد من القضايا السياسية الرئيسية كالملف الكوري الشمالي وإيران والناتو.

وقدم بولتون استقالته بعد خلافه مع الرئيس ترامب بشأن قراره دعوة وفد من قادة طالبان لزيارة كامب ديفيد.

وزعم بولتون أن ترامب يدير الحكومة كأنه يدير شركة مملوكة لعائلته في حين أن القضايا المهمة للغاية بالنسبة للبلاد لا تدار بهذه الطريقة.

وقال بولتون: «هذا يعني أنه لا توجد استراتيجية واضحة، ومن الممكن بسهولة أن يتخذ أي قرار في المستقبل»، وأضاف: «لم تكن لدى ترامب استراتيجية على المدى الطويل بشأن روسيا والصين».

ويرى بولتون أن الرئيس ترامب يعمل جاهداً الآن من أجل انتخابات نوفمبر، في حين أنه كان بإمكانه استدعاء خبراء الأمن القومي المتمرسين لتقديم المشورة له بشأن القضايا الحرجة، إلا أن معظمهم استقال أو أقيل من إدارة ترامب، وأكد بولتون أن ترامب كان يقوم بردة فعل ساخرة ضد أي شخص يقدم له النصيحة.

وما يثير قلق بولتون بشكل خاص هو انتقاده لأن الرئيس يعتقد أن إقامة علاقة جيدة مع قادة العالم الآخرين هو مفتاح النجاح.