الجزائر .. خلافات السياسة تمشي في «الجنازات»

أحدث نبأ السماح، لرئيس الوزراء الجزائري الأسبق أحمد أويحيى، بحضور جنازة شقيقه جدلاً كبيراً بين الجزائريين انعكس صداها على مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أنه كيل بمكيالين بعد رفض القضاء الإذن لمعتقلي الرأي بحضور جنازات أقربائهم.

وتوفي المحامي، لعيفة أويحيى، الأحد، إثر أزمة قلبية تعرض لها أثناء محاكمة شقيقه أحمد أويحيى، الذي يحاكم في قضايا فساد خلال توليه منصبه في عهد الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة.

ورفع القاضي جلسة المحاكمة على أن يتم استئنافها غداً الثلاثاء مع تمكين أحمد أويحيى من حضور جنازة أخيه.

وقد اكتفت الصحافة المحلية بإعلان خبر السماح لأحمد أويحيى القابع في سجن الحراش منذ يونيو 2019، إثر الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها الجزائر منذ 22 فبراير للمطالبة بالإطاحة بالرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة، والسماح له بالمشاركة في جنازة أخيه.

وانتقد الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي ذلك ووصفوه بالتمييز بين المحبوسين، حيث سبق أن رفضت العدالة الجزائرية السماح لمعتقلي الرأي بحضور جنائز أقربائهم.

ومن بين الحالات الماثلة أمام الرأي العام، كانت لمعتقل الرأي محمد عباس من ولاية غرداية 700 كلم جنوب الجزائر، وقد رفضت المحكمة السماح له بدفن بناته الثلاث وتوديعهن بعد وفاتهن في 3 يناير الماضي في حادث اختناق بالغاز في البيت.

كما يذكر الناشطون رفض السماح للناشط السياسي كريم طابو المعتقل منذ سبتمبر الماضي بحضور جنازة جدته المتوفاة أواخر يناير.

وعلق الناشط بن زياني فؤاد في تغريدة على تويتر «حلال على أويحيي حرام على نشطاء الحراك».

وجاء في تغريدة للناشط أكرم حشاش «المعتقل بوزينة يوسف بالشلف ماتت والدته في 19 /11/ 2019 وهو قيد الاعتقال ولم يسمح له بحضور جنازتها».

وأوضح المحلل السياسي والخبير القانوني فاتح قرد، لــ«الرؤية»، أن الترخيص لأويحيى بحضور جنازة أخيه هو من اختصاص وكيل الجمهورية بصفة أويحيى المتهم، ومن اختصاص قاضي تنفيذ العقوبات بصفة أويحيى المدان، وليس من اختصاص قاضي الجلسة كما ذهبت إليه وسائل الإعلام المحلية.

وقال قرد إن حدث وتم السماح له «فيعتبر معاملة تمييزية بين السجناء، ويصنف في خانة المساس بأخلاقيات القضاء».

وأوضح أن لوكيل الجمهورية أو قاضي العقوبات السلطة التقديرية لمنح الموقوفين التراخيص، ولكن لو حدث أن منحت لأحد الناشطين ولم تمنح لآخر لكان الأمر أهون من أن يحرم منها ناشطون وتمنح لأويحيى.

وشيع جثمان لعيفة أويحيى ظهر الاثنين بمقبرة قاريدي بالعاصمة، وقد حضر شقيقه أحمد محاطاً بعناصر الدرك الوطني ومقيد اليدين.