الأربعاء - 17 أبريل 2024
الأربعاء - 17 أبريل 2024

«بذخ أردوغان».. حديث ممنوع على الأتراك ويزج بالصحفيين إلى السجن

«بذخ أردوغان».. حديث ممنوع على الأتراك ويزج بالصحفيين إلى السجن

قصر أردوغان الفخم. (المصدر)

يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قمع الحريات في بلاده بملاحقة الصحفيين ووسائل إعلام انتقدت حالة الترف والبذخ التي يعيشها مع أسرته، في وقت يعاني فيه الشعب ظروفاً اقتصادية صعبة بسبب فيروس كورونا.

وذكر تقرير لصحيفة «أوغسبرغر ألغماينه تسيتونغ» الألمانية أن هناك خطراً كبيراً يحيط بالصحفيين إذا تحدثوا عن الثراء ونمط الحياة المترفة التي يعيشها أردوغان وعائلته، فهو يريد أن تتحول هذه الموضوعات إلى محظورات وخاصة أن الرئيس يركز دوماً على تصوير نفسه على أنه «رجل الشعب البسيط».

وأشار إلى الصحفي التركي «أندير إيمرك» الذي وقف أمام المحكمة في مدينة إسطنبول هذا الأسبوع، يواجه تهم الإساءة لسمعة الرئيس وعائلته لأنه تحدث في مقال بصحيفة معارضة عن إنفاق أسرته مئات الآلاف على الملابس والإكسسوار والحقائب في دولة يعاني شعبها من مشكلات اقتصادية جمة ويصل متوسط دخل العامل فيها إلى ما يعادل 400 يورو شهرياً فقط.

وفتح مقاله نقاشات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى إثر ذلك قامت السلطات في تركيا بحجب الموقع الذي نشر المقال وإغلاق خدمة التعليقات عليه.

ونوه التقرير بأن إدمان عائلة الرئيس التركي للشراء والتسوق تحدثت عنه من قبل صحف عالمية منها صحف بلجيكية في زيارتهم الأخيرة هناك، حيث كتبت عن إغلاق متاجر بالكامل من أجل تسوق عائلة أردوغان.

وأشار إلى أن محاولات أردوغان إظهار نفسه على أنه من أصول بسيطة وأنه مثله مثل باقي الشعب يقوم مع عائلته بنفسه بتخزين مشترياتهم من التفاح والليمون حتى لا يتم هدرها في القصر الفخم، على أنها ساذجة ولم يعد يصدقها الأتراك بعد أن شاهدوا القصر الرئاسي الضخم الذي بناه لنفسه في العاصمة أنقرة والذي يضم ألف غرفة نوم وتكلف ما يقرب من نصف مليار يورو.

وأن هناك تقارير إعلامية لصحف المعارضة تحدثت عن أن أردوغان وعائلته يفضلون شرب الشاي الأبيض الذي يأتي خصيصاً من ساحل البحر الأسود، المنطقة الرئيسية لعائلته. ويبلغ سعر الكيلو الواحد منه ما يقرب من 500 يورو.

واستشهد التقرير بتصريحات «تيزكان كاندان» رئيس غرفة أنقرة للمهندسين المعماريين والذي عمل بالقصر، بأنه يتم تقديم أكواب ذات حواف ذهبية في حفلات الاستقبال داخله تصل كلفة الواحدة منها أكثر مما يحصل عليه العامل في الشهر.

وأشار التقرير الألماني إلى أن الصحفي «إيمرك» دافع عن نفسه أمام المحكمة وتحدث عن إنفاق عائلة الرئيس في وقت ينتحر فيه آباء لعدم قدرتهم على شراء حقائب مدرسية لأبنائهم، وهناك من يبحثون عن طعامهم في سلال المهملات، مؤكداً أن القضية ستنظر مرة أخرى في الخريف المقبل.

وتحدث التقرير عن العديد من الإعلاميين رهن الاحتجاز في تركيا وأن الصحفي «إيمرك» أبلغ جمعية حقوق الصحفيين في منظمة «مراسلون بلا حدود» أن النيابة التركية تقبل شكاوى من المدعين الحكوميين حول مزاعم إهانة الرئيس وعائلته وتقدمهم إلى المحكمة، وأن السجون قربت على الانفجار لأنه يقبع بها الكثيرون من الصحفيين والمثقفين وحتى الناس العاديون الذين سُجنوا بتهمة إهانة الرئيس، مؤكداً أن ذلك لن يرهبه وأنه سيواصل الكتابة.