الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

حملة ترامب تستدرج أوباما من راحة التقاعد السياسي

بعد مرور أكثر من 3 سنوات على خروجه من البيت الأبيض، وجد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما نفسه وسط معركة سياسية تدور رحاها بين نائبه السابق جو بايدن، وخصمهما المشترك، الرئيس الحالي، دونالد ترامب، الذي يتوق إلى محو اسم أوباما.

وتقول صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن المخاطر كبيرة بالنسبة لأوباما، الرئيس الـ44 للولايات المتحدة، الذي يحاول حماية إرثه، في حين يقاوم الانجرار إلى معركة قد تنال من شعبيته ومكانه في التاريخ.

ولكن هذه الحسابات تغيرت في أعقاب مقتل الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد على يدي ضابط شرطة أبيض في مينيابوليس.

وبصفته أول رئيس أمريكي من أصحاب البشرة السوداء، فإن أوباما يرى في الصحوة الاجتماعية والعرقية الحالية فرصة للارتقاء بانتخابات عام 2020 من «الخوض في الوحل» على طريقة ترامب، إلى شيء أكثر جدوى، بتوجيه حركة شابة جديدة نحو هدف سياسي، كما فعل في عام 2008.

ويفعل أوباما ذلك بحرص، فهو عازم على الحفاظ على هدوئه وسمعته ورصيده السياسي.

وقال دان فايفر كبير مستشاري أوباما سابقاً: «لا أعتقد أنه متردد، إنه استراتيجي». وأضاف أنه «كان دوماً استراتيجياً فيما يتعلق باستخدام صوته؛ فهو سلعته الأكثر قيمة».

لكن الكثير من مؤيديه يضغطون عليه ليكون أكثر عدوانية. وكتب الصحفي درو ماغاري في أبريل الماضي «أين أوباما؟». وقال: «سيكون لطيفاً، أن يخرج أوباما من كهفه، من باب التغيير، وأن يرسم طريقاً للمضي قُدماً».

وفي المقابل يرى البعض أنه «قد أدى عمله ويستحق أن يُترَك وشأنه».

ويبدو أن أوباما ما زال يحاول السير في المنتصف وسط ترقب مذكراته التي طال انتظارها.

والخميس الماضي، عبَّر عن غضبه من استخدام ترامب كلمات مثل «الفيروس الصيني» في الإشارة إلى فيروس كورونا. وقال «لا أريد دولة يحاول فيها رئيس الولايات المتحدة الترويج بدأب للمشاعر المعادية لآسيا، ويعتقد أن هذا شيء مضحك. لا أريد ذلك. لا يزال هذا يصدمني ويثير غثياني».

وفي الوقت نفسه، يتحدث أوباما بشكل متكرر مع بايدن وكبار مساعديه ويقدم لهم الاقتراحات والنصائح.

ومنذ اللحظة التي انتُخب فيها ترامب رئيساً، تبنى أوباما نهجاً دقيقاً بانتقاد السياسات وليس الرجل نفسه، متبعاً الكياسة التي التزم بها أسلافه، وخاصة جورج بوش الابن.

ولكن ترامب أوضح منذ البداية أنه أراد محو أي أثر لوجود أوباما من الجناح الغربي بالبيت الأبيض، بدءاً من ذوقه الشخصي، وصولاً إلى ما يتعلق بالسياسة.

وقالت المساعدة السياسية السابقة لترامب، أوماروزا مانيغو نيومان، والتي كانت من المسؤولين السود القلائل في الجناح الغربي من البيت الأبيض الذي يضم مكتب الرئيس: «هذا أمر شخصي بالنسبة لترامب، إن الأمر برمته يدور حول أوباما وهدم إرثه، إنه هوسه». وأضافت: «لن يتمكن أوباما من الراحة ما دام ترامب يتنفس».

ولم يواجه ترامب أي مشكلة في توجيه اللوم لأحد. وفي مارس 2017، اتهم أوباما زوراً بإصدار أمر شخصي بمراقبة مقر حملته الانتخابية.

ومن جانبه، يتحدث أوباما عن ترامب باعتباره وباء أصاب الكيان السياسي أكثر مما يتحدث عنه كشخص.

لكنه يعتبر أن الأمر لم يبدأ مع ترامب وأنه مجرد عَرَض أكثر من كونه سبباً، وذلك حسبما قال في كلمة في جامعة إيلينوي في سبتمبر 2018.

وفي تلك الكلمة، قال أوباما إن النظام السياسي الأمريكي لم يكن «سليماً» بدرجة كافية لإنتاج «الأجسام المضادة» لمكافحة عدوى «القومية العنصرية».