في البداية تم تداول الأمر على سبيل الطرافة والمزاح، إلاّ أنه وبعد أشهر قليلة من تفشي وباء فيروس كوورنا المستجدة بات واقعاً تحتشد الأجهزة الصحية في عدد من الدول للتعامل معه وتسابق أخرى الزمن لتوعية المواطنين بخصوصه.
يتعلق الأمر هنا بما بات يُعرف بـ«طفرة مواليد كورونا» أو «جيل كوفيد» أو الزيادة السكانية الناجمة عن تدابير الإغلاق والحد من الحركة، تفادياً لتفشي الفيروس في مختلف دول العالم، وما أدت إليه من زيادة عدد ساعات البقاء في المنازل، وتقييد الوصول إلى خدمات تنظيم الأسرة.
وسلطت مواقع وصحف عالمية الضوء على الظاهرة الجديدة وسبل تعامل الحكومات معها حتى الآن، حيث أشارت بعضها إلى مبادرة دول معينة بالتحرك لـ«احتواء الموقف» عبر طرق مختلفة شملت التحذير والتوعية وتوفير وسائل تحديد النسل للسكان مباشرة.
توزيع «الحبوب» في الشوارع
وحسب موقع «هافينغتون بوست»، أطلقت السلطات الصحية في إندونيسيا حملة واسعة النطاق لتوعية الأزواج وتوزيع حبوب منع الحمل على المواطنين في شوارع عدد من المدن الإندونيسية.
ووفقاً للموقع تستهدف الحملة توفير هذه الحبوب لنحو مليون شخص في الفترة الحالية، في الوقت الذي تتوقع السلطات أن تسفر تدابير الإغلاق عن تسجيل عشرات آلاف حالات الولادة الإضافية زيادة على العدد المتوقع من طرف منظمة الأمم المتحدة للطفولة والذي يتجاوز 4 ملايين طفل «إندونيسي» بحلول نهاية العام.
وأدت إجراءات مكافحة الوباء إلى حرمان أعداد كبيرة من السكان من الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية بما فيها التخطيط العائلي وتنظيم الأسرة ووسائل تحديد النسل.
هدية نويل
وفي الفلبين تتوقع السلطات الصحية أن يزيد عدد سكان البلاد بنحو 214 ألف مولود جديد بحلول شهر ديسمبر المقبل.
ووصفت صحف محلية الأمر بكونه أشبه بـ«هدية نويل» غير مخطط لها، مشيرة نقلاً عن خبراء في مجال الديموغرافيا إلى أن الأمر يعكس تأثير الإغلاق وتدابير احتواء كورونا على العائلات التي وجدت نفسها أمام إجراءات صارمة للحد من الحركة خارج المنازل.
وقالت صحيفة «ديلي انكوايري» الفلبينية إن الإغلاق الذي بدأت إجراءاته في مارس الماضي، أدى لحرمان الكثير من الأسر من الحصول على وسائل منع الحمل لتفادى حالات الولادة غير المرغوبة.
ويعتبر معدل الخصوبة في الفلبين مرتفعاً نسبياً (2.53 ولادة لكل امرأة في عام 2019)، فيما يقدر عدد النساء اللواتي حرمن من الوصول إلى خدمات تنظيم الأسرة بسبب الحجر المنزلي بنحو 600 ألف امرأة.
طفرة اختبارات الحمل
وفي فرنسا، تشير صحيفة «لو باريزيان» إلى أن موضوع «طفرة مواليد كورونا» شغل حيزاً مهما من النقاش العام منذ بدء تطبيق تدابير الإغلاق، موضحة أن المتخوفين من هاجس الاكتظاظ السكاني في البلد الأوروبي، تلقوا دعماً من بيانات طبية أشارت إلى زيادة مبيعات اختبارات الحمل بنسبة 37% بعد أسابيع قليلة من دخول قرار الحجز المنزلي في فرنسا حيز التنفيذ.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» أشارت في يونيو الماضي، إلى زيادة كبيرة متوقعة في عدد المواليد حول العالم خلال الأشهر التسعة المقبلة، واعتبرت أن الهند ستكون الأعلى بواقع 20 مليون طفل، تليها الصين بـ 13.5 مليون، ونيجريا بـ 6.4 مليون.