الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

محللون: أردوغان يتذرع بالانقلاب الفاشل للانتقام من معارضيه والسيطرة على «سوشيال ميديا»

يعيش الشارع التركي أجواء من القمع، منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في عام 2016، ويتخذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من هاجس الانقلاب ذريعة للانتقام من المعارضة، ومؤخراً أمر باعتقال 11 مواطناً بتهمة الإساءة إلى ابنته على مواقع التواصل الاجتماعي، ووصل الأمر إلى التهديد بإحكام السيطرة على هذه المواقع، الأمر الذي اعتبره محللون أتراك تحدثوا لـ«الرؤية»، انتهاكاً لحرية الرأي والتعبير.

وقال المحلل السياسي التركي جواد كوك، إن كل صور الإساءة على مواقع التواصل الاجتماعي مرفوضة، وهي أفعال تنافي الأخلاق، لكن هذا لا يعني إغلاقها، لأن هذا الأمر سيكون كارثة على حرية الرأي والتعبير المأزومة من الأساس.

وأضاف كوك لـ«الرؤية»، أن حكم أردوغان إلى زوال، والانتخابات البلدية الماضية كانت تمهيداً لهذا الأمر، واستطلاعات الرأي تقول إن الحزب الحاكم لن يحصل إلا على 28% من أصوات الناخبين، ولهذا فنحن ننتظر صناديق الاقتراع للإطاحة بهم.

وتابع بقوله إن حرية الرأي والتعبير تواجه أزمة غير مسبوقة في البلاد، فالناس خائفون، كما أن الانتقادات للسياسة الخارجية والداخلية لحكومة أردوغان يمكن اعتبارها خيانة للوطن، وهذا أمر يخلق مناخاً من الخوف عند الناس.

وأكد كوك أن على المعارضة تنظيم صفوفها لاستعادة الدولة من هذه الحكومة التي تعادي الحريات، وتنشر الخوف في قلوب المواطنين، وتصوِّر المعارضة الوطنية على أنها تعادي الديمقراطية وتخطط للانقلاب طول الوقت.

واعتبر الكاتب والمحلل السياسي التركي، جودت كامل، أن أردوغان حوَّل تركيا إلى جمهورية خوف، فهو يمتلك جيشاً إلكترونياً للهجوم على المعارضة ولتشويه صورتها عند الناس، فيما يعرف بـ«الذباب الإلكتروني».

وقال كامل لـ«الرؤية»، إن حبس 11 شخصاً بتهمة الإساءة إلى ابنة أردوغان أمر يدعو للضحك، لأن الرئيس التركي نفسه يقول في مؤتمرات تُذاع على الهواء إنه يمتلك تسجيلات ومقاطع فيديو جنسية لبعض المعارضين، ويفصح عن أسمائهم أمام الناس، فكيف يقبل الإساءة لغيره بينما يرفضها إذا تعلَّق الأمر بأسرته.

وتابع بقوله إن مئات الشباب الجامعيين يقبعون في السجون لمجرد رفضهم لاجتياح مدينة عفرين السورية، لافتاً إلى أن المناخ القمعي الذي تعيشه البلاد لم يعد ينقصه سوى غلق مواقع التواصل الاجتماعي، وهذه ستكون ضربة موجعة لحرية الرأي والتعبير.

وأشار إلى أن استطلاعات الرأي خلال الشهرين الماضيين تؤكد تراجع شعبية أردوغان، كما تتوقع أن تكون الانتخابات المقبلة، حال إجرائها بدون تزوير، نهاية حزب العدالة والتنمية الحاكم، وأفول شمس الرئيس الديكتاتور.

بدوره، قال الباحث في الشأن التركي بالمركز العربي للبحوث والدراسات مصطفى صلاح، إن تحجيم دور وسائل التواصل الاجتماعي والسيطرة عليها لن يكون سوى حلقة جديدة في مسلسل القمع الذي يمارسه الرئيس التركي كل يوم.

وأضاف صلاح لـ«الرؤية»، أن أردوغان يخشى قوة سوشيال ميديا، لأنها كانت واحدة من أدوات إسقاط حكم الإخوان في مصر، ولهذا يحاول وضعها تحت السيطرة ليسهّل عملية ملاحقة المعارضين والشباب الناقمين على سياساته.

وأكد أن جائحة كورونا شغلت العالم عن مناصرة الشعوب التواقة للتحرر من الديكتاتورية والفاشية الدينية التي يتخذ الرئيس التركي منها منهجية لممارسة الحكم.