الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

دراسة: مخاوف من قوة «النسخة الجديدة» من كورونا

دراسة: مخاوف من قوة «النسخة الجديدة» من كورونا

أظهرت دراسة نشرتها مجلة «سيل» أن النسخة الحالية من فيروس كورونا المستجد المنتشرة راهناً تصيب أكثر الخلايا من تلك التي كانت منتشرة في البداية في الصين ما جعلها أكثر تسبباً للعدوى بين البشر مع أن ذلك ما يزال يحتاج إلى إثبات.

وقال أنطوني فاوتشي مدير معهد الأمراض المعدية في الولايات المتحدة لمجلة «جاما»، «لا نعرف حتى الآن ما إذا كان الشخص يتحمل هذه النسخة بشكل أفضل أم لا. لكن يبدو أن الفيروس يتناسخ بشكل أكبر وقد تكون عدواه أقوى إلا أننا ما نزال في طور تأكيد ذلك. وثمة علماء كبار في جينيات الفيروس يعملون على ذلك».

وبعد خروجها من الصين ووصولها إلى أوروبا، أصبحت النسخة الجديدة للفيروس الذي يتحول مثل كل الفيروسات الأخرى، مسيطرة وانتقلت هذه النسخة الأوروبية لاحقاً إلى الولايات المتحدة. وتشمل النسخة المتحولة التي سُميت «دي 614 جي» حرفاً واحداً من الحمض النووي للفيروس في مكان يتحكم بالرأس الذي يلج فيه إلى الخلايا البشرية.

ويتقفى باحثون عبر العالم التحولات الجينية للفيروس ويفككون مجين تلك التي يجدونها ويتشاركونها في قاعدة بيانات دولية باتت تضم أكثر من 30 ألف مجيناً حتى الآن.

وأجرى الدراسة الجديدة باحثون من جامعتَي شيفيلد وديوك والمختبر الوطني في لوس ألاموس. وتبين لهم أن «دي 614 جي» بات مهيمناً وعبّروا عن قلقهم من أن التحول يجعل الفيروس «أكثر قابلية للانتقال».

وقد عرضوا نتائج أعمالهم عبر الإنترنت على موقع مخصص للأبحاث والدراسات العلمية قبل نشرها رسمياً.

إلا أن هذه النتيجة تعرضت للانتقاد، لأن الفريق لم يثبت أن التحول بحد ذاته هو سبب هيمنة هذه النسخة من الفيروس وربما استفاد من عوامل أخرى أو أتى صدفة. لذى أجرى العلماء هؤلاء أعمالاً وتجارب إضافية بطلب من ناشري مجلة «سيل».

وحلل العلماء بداية بيانات 999 مريضاً بريطانياً، أُدخلوا المستشفى لإصابتهم بكوفيد-19 ووجدوا لدى الذين أُصيبوا بالفيروس المتحول عدداً أكبر من الجزئيات الفيروسية من دون أن يؤثر ذلك على خطورة إصابتهم، ما شكل نبأ مشجعاً.

من جهة أخرى أظهرت تجارب في المختبر أن النسخة المتحولة من الفيروس قادرة على إصابة الخلايا البشرية أكثر بـ3 إلى 6 مرات.

وقالت إريكا أولمان سافاير التي أجرت إحدى هذه التجارب في «لا جويا إينستيتوت فور إيميونولودجي»، «يبدو مرجحاً أنه فيروس أكثر قدرة». لكن كل ذلك يبقى «في خانة الترجيح» إذ إن التجربة في الأنبوب لا يمكن أن تحاكي الدينامية الفعلية لجائحة ما.

وكتب نايثن غروبو من جامعة يال وزملاؤه في مقال منفصل أن هذه «النسخة باتت هي الجائحة الآن».

وأضاف أن النسخة الجديدة «لا ينبغي أن تغير، بشيء، إجراءات الحماية أو أن تفاقم الإصابات الفردية».

وأضاف «إننا نشهد على عمل علمي بالوقت الحقيقي، هذا اكتشاف مثير للاهتمام وقد يطال ملايين الأشخاص لكن ما نزال نجهل تأثيره النهائي. لقد اكتشفنا الفيروس قبل 6 أشهر وسنستمر بتعلم الكثير بشأنه في الأشهر الـ6 المقبلة».