الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

انفجار في إصابات كورونا.. لوس أنجلوس بين قلق انتشار الوباء ومخاوف إعادة الإغلاق وانتشار البطالة

انفجار في إصابات كورونا.. لوس أنجلوس بين قلق انتشار الوباء ومخاوف إعادة الإغلاق وانتشار البطالة

مخاوف من إعادة فرض قيود الإغلاق - أ ف ب

بعد الزيادة الكبيرة في معدل إصابات فيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة، تواجه مدينة لوس أنجلوس أيضاً زيادة مثيرة للقلق بحالات عدوى «كوفيد-19».

ووفقاً لصحيفة «الغارديان» فقد سجلت المدينة الواقعة في ولاية كاليفورنيا، أرقاماً قياسية في الأيام الأخيرة مع استمرار تفشي فيروس كورونا المستجد وارتفاع معدلات الوفيات التي تثير القلق، مسجلة أكثر من 2100 إصابة جديدة في 3 أيام متتالية مؤخراً.



وإبان ذلك يشعر المسؤولون عن القطاع الصحي بالقلق من تفاقم الأزمة، في حين تم فرض حظر على تناول الطعام في الأماكن المغلقة في المطاعم، وإغلاق جزئي للشواطئ، وإغلاق المتاحف، واعتماد الأقنعة القماشية في النوادي الرياضية.

وكانت لوس أنجلوس قد فرضت قيود الإغلاق في نهاية مارس الماضي، حيث كانت طرقها السريعة خالية من الرواد وهو أمر نادر الحدوث، وممراتها وشواطئها مهجورة، إضافة إلى تعليق صناعة الأفلام التي تشتهر بها المدينة الأمريكية.

وفي مايو الماضي احتشد سكان المدينة في الشوارع للمشاركة في الاحتجاجات التي نددت بمقتل المواطن الأمريكي ذي الأصول الأفريقية جورج فلويد على يد الشرطة الأمريكية.



وفي الفترة التي بدأ فيها تعافي الاقتصاد في المنطقة مع إعادة افتتاح الشركات وعودة الحياة لطبيعتها، أثار تزايد الأعداد الكبير مخاوف من إعادة فرض قيود الإغلاق مرة أخرى في الوقت الذي ترتفع فبه حالات الإصابات وزيادة حالات الشفاء بنسبة 56% في غصون أسبوعين فقط.

قلق من ارتفاع الأعداد

وأعرب الخبراء في لوس أنجلوس عن قلقهم بشكل خاص من ارتفاع الأعداد في المستشفيات محذرين من أن ذلك قد يؤدي إلى نفاد أسرة المستشفيات ووحدة العناية المركز في غضون أسابيع.

وشهدت لوس أنجلوس تأخيراً كبيراً في مواعيد إجراء فحوصات الكشف عن «كوفيد-19»، على الرغم من القفزة المتزايدة في الحالات.

وفي الوقت نفسه تحذر مجموعات حقوق الإنسان والعمال من ازدياد أزمة البطالة الحادة في لوس أنجلوس التي ترتفع حدتها في ظل خطط إعادة الافتتاح الجزئي، خاصة فئة العمال من ذوي الأجور المنخفضة والذين لا يحملون وثائق، في ظل تراجع المساعدات الحكومية.

وفي هذا السياق قال أندرو نويمر أستاذ الصحة العامة في جامعة كاليفورينا للصحيفة البريطانية: «الانفجار الذي يحصل الآن هو الذي حذرنا منه في وقت سابق».

وأضاف: «هناك الكثير من التحرك في الاتجاه الخاطئ».

ولا يوجد تفسير واضح وراء ازدياد الحالات في لوس أنجلوس والذي وصل لأكثر من 100 ألف حالة إصابة و3000 وفاة والتي تمثل أكثر من نصف حالات ولاية كاليفورنيا.



وفي هذا السياق، قال نويمر إنه من المحتمل أن انتشار الوباء في ولاية كاليفورنيا كان بجدول زمني متأخر عن نيويورك التي عانت ومازالت تعاني حتى الآن من أسوأ تفشٍّ في الولايات المتحدة.

ويرى نويمر أن كاليفورنيا ولوس أنغلوس بدأتا برفع القيود على مراحل في نهاية مايو في الوقت الذي تزامن مع انتشار الفيروس بسرعة في الولاية.

ولا يتوقع أن يعود المسؤولون في الولاية لفرض قيود الإغلاق الكامل كما كان في السابق واصفاً ذلك بأنه لن يكون محبذاً.

وتواصل السلطات في ولاية كاليفورنيا إيقاف خطط إعادة الفتح مؤقتاً أو التراجع عنها، مع دراسة الأوضاع المتغيرة للفيروس وبناء عليه تغيير اللوائح والإجراءات، وهو ما يتسبب في تحديات متواصلة لصناعة الضيافة الضخمة في لوس أنجلوس .

وقالت بريتني فاليس وهي شريك إداري لأحد المطاعم في لوس أنجلوس إنها أنفقت ما يقارب 40 ألف دولار على إجراءات السلامة الجديدة ومعدات الحماية والتنظيف والبناء وإعادة التصميم من الداخل، وبالرغم من ذلك لم يفتتح المطعم سوى 5 ساعات كل يوم أربعاء فقط لاستقبال العملاء.

وفي السياق ذاته قالت لينا ماكنايت صاحبة ستييليست لي هير ستوديو، إن الأعمال التجارية أصبحت أبطأ مما كانت تتوقع عندما عادت للعمل الشهر الماضي، حيث قالت إن الزبائن باتوا يتخذون احتياطات إضافية ولا يشعرون بالراحة عند مغادرة منازلهم التي يفضلون البقاء بها.



وكانت تأمل بعد رفع القيود أن تتمكن من دفع ديونها والرسوم المستحقة لبطاقاتها الائتمانية، مشيرة إلى أنه إذا لم يأتِ العملاء إليها فلن تتمكن من إنهاء الديون.

وقالت جانيبل بييلي من مركز العمال من أصول أفريقية في لوس أنجلوس إن المرحلة الحالية من الاقتصاد الذي أعيد بشكل جزئي صعبة حيث ليس من الواضح ما إذا كان العمال لايزالون محميين، وأكدت أن إعادة فرض القيود تضاعف من التحديات التي تواجه السكان الأكثر ضعفاً في المنطقة.



وقالت ترينيداد رويز من منظمة اتحاد المستأجرين في لوس أنجلوس ، إنه من المتوقع أن تشهد المنطقة تسونامي بعمليات إخلاء الوحدات السكنية، وأوضحت أنه على الرغم من إصدار التسهيلات إلا أن الملاك لا يزالون يسعون لإيجاد طريقة لإخلاء المستأجرين الذين لا يستطيعون الدفع.

ومن ناحية أخرى ألقى المسؤولون المحليون باللوم على التجمعات العائلية الخاصة، والنشاطات الترفيهية الليلية، وقالوا أيضاً إن الاحتجاجات الكبيرة التي ضربت المنطقة ربما ساهمت في الانتشار، على الرغم من أن علماء الأدوية أكدوا أن انتقال العدوى في الهواء الطلق أكثر ندرة ولم يتم رصد زيادات واضحة مرتبطة بالاحتجاجات.

المتشردون قلق آخر

ومن ناحية أخرى أعرب العاملون بالقطاع الصحي عن قلقهم بشأن أكثر من 66 ألف شخص في الشوارع والملاجئ، وقال إي جارو محلل سياسة التشرد لدى منظمة التشرد، إن مقاطعة أورانج المجاورة شهدت زيادة في وفيات الأشخاص الذين لا يمتلكون مأوى بسبب الوباء.

وعلى الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كانت معدلات الوفيات المرتفعة ناتجة عن الإصابة بالفيروس أو تتعلق بفقدان الخدمات والدعم أثناء عمليات الإغلاق.