الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

للمرة الأولى.. الأمريكيون يحتفلون بعيد الاستقلال منقسمين على أنفسهم

يهتف المتظاهرون المناهضون للعنصرية «حياة السود مهمة»، وهم يسيرون في الجادة المتاخمة للبيت الأبيض، موجهين الشتائم لناشطة تحمل لافتة تظهر دعمها للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في وسط واشنطن، حيث اتسم الاحتفال بعيد الاستقلال هذا العام بالمواجهة والانقسام.

على بعد بضع مئات من الأمتار من حديقة البيت الأبيض، يجد الطرفان نفسيهما وجهاً لوجه فيما لا يبدو أن ثمة مجالاً للتوفيق بينهما في هذا اليوم الذي من المفترض أن يجري فيه الاحتفال باستقلال ووحدة البلاد.

ولتجنب الصدامات، تم أمس نشر قوات ضخمة من الشرطة حول المقر الرئاسي الذي بدى كقلعة محصنة.

وقالت الناشطة الموالية لترامب، كريستي باندورا غريكتشوفسكي، موجهة اللوم إلى المتظاهرين: «يجب أن نحتفل بوحدتنا وتنوعنا وحريتنا، لا أن نعد أنفسنا أعداءً جاهزين لخوض الحرب».

تابع المتظاهرون سيرهم حتى وصلوا إلى «بلاك لايف ماتر بلازا (ساحة حياة السود مهمة)»، وهو جزء من شارع أصبح مركزاً للتظاهرات في العاصمة الأمريكية واشنطن.

وأصبحت الولايات المتحدة، منذ أكثر من شهر وإثر مقتل جورج فلويد، الأمريكي من أصل أفريقي، على يد شرطي أبيض في مدينة مينيابوليس، مسرحاً لحركة غضب تاريخية ضد العنصرية، ومن أجل العدالة والمساواة العرقية.

توالت التظاهرات وأحيت النقاش الشائك حول إرث ماضي الرق في البلاد.

لكن الملياردير الجمهوري، القاطن في البيت الأبيض، اتهم المتظاهرين «الراديكاليين» برغبتهم في «محو» التاريخ الأمريكي.

وعلى الطرف الآخر من الجادة، أعربت جنيفر فريند عن حزنها لوجود هذه المواجهة. وترى السائحة (53 عاماً) القادمة من فلوريدا للاحتفال بالعيد الوطني في ذلك «أنه عدم احترام للرئيس، إنه يتعرض للهجوم من جميع الجهات».

وقالت «حياة كل الناس مهمة» بالإشارة إلى هتاف المتظاهرين المناهضين للعنصرية، «لكن المتظاهرين يختارون ما يريدون الاحتجاج عليه، إنه نفاق».

وأبدى صديقها بيل يونغ قلقه حيال فقدان حرية التعبير أمام هؤلاء المتظاهرين، وقال بأسف «إذا كان لديك رأي مخالف، فأنت عنصري».

واعتبر ذلك أسوء شيء في هذا اليوم المميز للولايات المتحدة. وقال: «إن سبب وجود هذا اليوم يعود إلى أن بريطانيا قالت: افعلوا هذا، ونحن قلنا لا».

وعلى بعد أمتار من «ناشيونال مول» الذي تغطيه أشعة الشمس الحارقة، وقف الموالون والمناهضون لترامب جنباً إلى جنب، وينظرون إلى بعضهم البعض شزراً، وقد يصل بهم الأمر أحياناً إلى تبادل الشتائم.

جاءت كاتيما مكميلان (24 عاماً) من كنتاكي مع مجموعة من الناشطين. ومدوا على العشب عدة أشرطة تمثل الألوان الثلاثة لعموم أفريقيا، الأحمر لإراقة الدماء والأسود الذي يعبر عن شعب وثقافة القارة والأخضر للطبيعة.

وقالت الشابة الأمريكية من أصل أفريقي: «نريد أن يعرف العالم وليس فقط في الولايات المتحدة، أننا لسنا أقل من الآخرين».

وأعربت ماري بيرن (54 عاماً) التي أتت مع ولديها عن قلقها بشأن «العداء» السائد الآن.

وأوضحت «لم نعد نتحدث الآن، أصبحنا نصرخ بوجه بعضنا البعض»، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة يجب أن تجري مراجعة «نزيهة» للضمير حول مدى اتساع رقعة العنصرية في البلاد.

ويرفض آخرون تبديد فرحتهم بالعيد الوطني، ومنهم الزوجان واين ولينز الآتيان من ولاية ماريلاند المجاورة، وهم من بين الضيوف الذين تم اختيارهم بالقرعة لحضور «تكريم أمريكا» الذي سيقوم به الرئيس.

وتقول لينز (56 عاماً) والابتسامة تعلو وجهها: «أنا متحمسة للغاية»، مضيفة «بغض النظر عمن يكون الرئيس، إنه شرف لي أن آتي إلى البيت الأبيض».