الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

كان خاملاً.. كورونا يعيش في العالم باستمرار وينتظر الظروف الملائمة

كان خاملاً.. كورونا يعيش في العالم باستمرار وينتظر الظروف الملائمة

منذ بداية أزمة فيروس كورونا المستجد الذي انتشر في الصين ومن ثم في العالم، تضاربت العديد من الروايات حول مصدر الفيروس ومكان ظهوره الأولي. وقال باحثون في إيطاليا وإسبانيا والبرازيل إنهم وجدوا آثاراً للفيروس في تواريخ مسبقة على موعد ظهوره في الصين أواخر العام الماضي.

ويعتقد أحد خبراء جامعة أكسفورد أن فيروس كورونا المستجد ربما كان خاملاً في جميع أنحاء العالم وظهر عندما كانت الظروف مناسبة لازدهاره ولم يبدأ في الصين فقط وفقاً لصحيفة التلغراف البريطانية.

ويقول الدكتور توم جيفرسون وهو أستاذ مساعد في مركز الطب القائم على الأدلة في أكسفورد إن هناك العديد من الأدلة المتزايدة على أن الفيروس كان في مكان آخر قبل ظهوره في آسيا.

وفي الأسبوع الماضي، أعلن علماء فيروسات إسبان أنهم وجدوا آثاراً للمرض في عينات من مياه الصرف الصحي كانت قد جمعت منذ مارس 2019، أي قبل 9 أشهر من ظهور المرض في الصين.

كما وجد علماء إيطاليون أيضاً أدلة على وجود الفيروس التاجي في مياه الصرف الصحي في ميلانو وتورينو في إيطاليا في منتصف ديسمبر، أي قبل عدة أسابيع من اكتشاف الحالة الأولى في الصين، بينما وجد خبراء في البرازيل آثاراً للفيروس في نوفمبر.

حالات كوفيد-19 حول العالم

يعتقد الدكتور جيفرسون أن العديد من الفيروسات تبقى خاملة في جميع أنحاء العالم وتظهر عندما تكون الظروف مواتية، وبالتالي أيضاً يمكن أن تختفي بالسرعة ذاتها التي ظهرت بها.

وقال الدكتور جيفرسون متسائلاً: «أين اختفى فيروس السارس؟ يجب علينا أن نفكر في هذه الأشياء، نحتاج إلى البدء في البحث في بيئة الفيروس وفهم كيفية نشأته وتحوله».

وأضاف: «أعتقد أن الفيروس كان موجوداً معنا بالفعل، وربما نشهد فيروساً خاملاً تم تنشيطه بسبب الظروف البيئية».

وأضاف أيضاً: «كانت هناك حالة إصابة في جزر فوكلاند في أوائل فبراير، من أين جاءت هذه الحالة؟ وأيضاً سفينة سياحية كانت قادمة من جزيرة جورجيا الجنوبية الواقعة في المحيط الأطلسي قبالة الطرف الجنوبي لأمريكا اللاتينية إلى بوينس آيرس، وتم فحص الركاب في اليوم الثامن، وعندما بدؤوا في الإبحار جنوباً نحو بحر ويدل تم تشخيص الحالة الأولى حينها». وتساءل الدكتور جيفرسون «هل كان موجوداً في الطعام المجمد وأصبح نشطاً عندما تم تذويبه؟».

كما استرجع الدكتور جيفرسون ما حدث خلال وباء الإنفلونزا الإسبانية والتي تسببت في وفاة العديد من السكان الذين لم يكن لهم أي اتصال بالعالم الخارجي وقال: «حدثت أشياء غريبة كالتي نعاصرها اليوم في زمن الإنفلونزا الإسبانية» وأضاف: «في عام 1918 توفي حوالي 30% من سكان ساموا الغربية بسبب الإنفلونزا الإسبانية ولم يكن لديهم أي اتصال بالعالم الخارجي».

ويعتقد الدكتور جيفرسون أن هذه الفيروسات ربما تعيش معنا باستمرار إلا أنها تنتظر البيئة المناسبة للظهور.

وقال: «التفسير لهذا الأمر هو أن هذه الفيروسات التاجية لا تأتي وتذهب إنما تعيش معنا باستمرار، وهي تنتظر البيئة المناسبة للظهور وربما تكون الكثافة البشرية أو الظروف البيئية وهذا ما يجب أن نبحث عنه».

كما يعتقد الدكتور جيفرسون أيضاً أن الفيروس قد ينتقل عن طريق نظام الصرف الصحي أو دورات المياه العامة، وليس فقط من خلال الحديث والسعال والعطاس.

ودعا الدكتور جيفرسون والبروفيسور كارل هينيغان مدير مركز الطب القائم على الأدلة في تحقيق التلغراف، إلى إجراء تحقيق متعمق مماثل للتحقيق الذي أجراه الدكتور جون سنو في عام 1854، والذي أثبت أن الكوليرا انتشرت في لندن من بئر ملوثة في سوهو.

ويعتقدون أن معرفة السبب في حدوث الكثير من حالات التفشي في مصانع الأغذية وتعبئة اللحوم، يمكن أن يكشف عن طرق انتقال جديدة رئيسية، ومن وجهة نظرهم أن دورات المياه العامة إلى جانب الطقس البارد تسمح للفيروس بالازدهار.

وقال الدكتور جيفرسون أيضاً: «نجري مراجعة حية ونستخلص الظروف البيئية، وبيئة هذه الفيروسات».

وأضاف: «هناك الكثير من الأدلة على أن كميات كبيرة من الفيروس متواجدة في مياه الصرف الصحي في كل مكان، وكمية متزايدة من الأدلة تشير إلى إمكانية انتقاله بالبراز، ويتركز الفيروس في الصرف الصحي بشكل عالٍ حيث إن الحرارة تبلغ 4 درجات وهي الدرجة المثالية له، لذلك يتمركز ويتفاعل، وفي الغالب فإن مصانع تعبئة اللحوم لديها درجة الحرارة ذاتها أيضاً».

ويرى الدكتور جيفرسون أن العدوى في أماكن تعبئة اللحوم من غير المرجح أن تكون نقلت من شخص مصاب، إنما هي بسبب أشخاص لم يقوموا بغسل أيديهم بالشكل الصحيح.

كما ينصح الدكتور جيفرسون بالتحقيق في هذه الفاشيات بالشكل الصحيح مع الناس على الأرض واحداً تلو الآخر كما فعل جون سنو عندما سأل الناس بشكل مباشر، وأكد أنه حينها يمكننا بناء الفرضيات التي تناسب الحقائق وليس العكس.