الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

هل تنجح دبلوماسية ألمانيا في خلق موقف أوروبي موحد حول ليبيا..؟

هل تنجح دبلوماسية ألمانيا في خلق موقف أوروبي موحد حول ليبيا..؟

أوروبا منقسمة حول التدخل التركي في ليبيا. (أ ف ب)

تساؤلات كثيرة أثيرت على مدى الشهور الماضية حول الدور الأوروبي في القضية الليبية والانقسام الذي يهيمن على مواقف دول مثل فرنسا وإيطاليا وألمانيا، مما يضعف قدرة القارة العجوز على لعب دور فعال في الأزمة التي أثارتها تركيا لتحقيق أطماعها في موارد الدولة العربية وموارد شرق المتوسط.

ووسط هذا الارتباك الأوروبي تتحدث بعض التقارير عن فكرة قيام الجيش الألماني بـ «مهمة» عسكرية في لبيبا، لكن المراقبين اعتبروه أمراً مستبعداً في النهج السياسي الحالي لألمانيا، لكنهم أكدوا أن ألمانيا في الوقت الحالي، حيث ترأس الاتحاد الأوروبي، ربما تكون قادرة على دفع الجهود السياسية والدبلوماسية والسعي لموقف أوروبي موحد يسهم في فرض الحل في الدولة التي مزقتها الحروب منذ سقوط نظام القذافي.

وقالوا إنه في حال تبنت ألمانيا ذلك خلال رئاستها الحالية للاتحاد ووضعت القضية على جدول أعمال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد المقرر عقده منتصف يوليو الجاري، سيكون هناك أمل في مخرج للأزمة، بحسب تقرير لموقع «دويتشلاند فونك» الألماني.

وأكدت خبيرة النزاعات الألمانية «إنيجه تراوتيج» بكلية «كينجس» في لندن أن تدخل ألمانيا بقوة عسكرية دولية مشتركة على الأراضي الليبية مثلما طالب النائب بالحزب المسيحي الديمقراطي «نوربرت روتيجن» يعتبر أمراً يصعب تصوره على الرغم من أنه يتوافق مع معايير القانون الدولي إذا تمت المشاركة بدعوة من البلد المعني أو على أساس قرار من الأمم المتحدة، إلا أن مجلس الأمن منقسم بشدة حول ليبيا.

وأضافت أنه في حال حدث ذلك فمن المتوقع أن تقوم روسيا وفرنسا باستخدام حق النقض لأنهم سيرون أن مهمة ألمانية لن تكون في صالحهم على الأرض هناك.

وأكدت أن الدبلوماسية لا بد أن تلعب دورها أولاً ولكن بصوت موحد قبل أن يتم التطرق لأمور عسكرية تساهم في تعقيد أكبر للوضع في ليبيا.

وأشارت إلى أن ظروف الحرب هناك مختلفة بشدة عن دولة «مالي» التي تشارك ألمانيا بقوات داخلها وتعاني صعوبات كبيرة، لأن ليبيا تعد «سوق للأسلحة الجديدة في العالم» مثلما أطلق عليها بعض المراقبين واقترح أن دخول ألمانيا سيثير مزيداً من الشكوك والتساؤلات.

ونوه التقرير الذي يحمل عنوان «ليبيا قضية مختلفة» إلى أن ألمانيا يمكن أن تساهم بقوة في الأزمة الليبية لأنها تتمتع بمصداقية تميزها عن غيرها، كما أنها ليس لها تاريخ استعماري مثل إيطاليا، وأن أطراف الأزمة الليبية سينصتون إذا وجدوا أوروبا موحدة وغير منقسمة في آرائها.

وأشار التقرير إلى أن تركيا وروسيا ملأوا الفراغ الذي تركته أوروبا في ليبيا، وأن اللاعبين الليبيين في غرب وشرق البلاد اعتمدوا بشكل كلي على الداعمين الأجانب حيث تم نقل آلاف المرتزقة السوريين جواً إلى ليبيا من تركيا وأصبحوا قوة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها في السيطرة على العاصمة الليبية طرابلس، وأنه من الضروري أن يصلح الاتحاد الأوروبي ذلك قبل ضياع مزيد من الوقت.

وأكدت «إنيجه تراوتيج» أن وجود تركيا في ليبيا يتعلق في المقام الأول بالمصالح الاقتصادية، وأن هناك الكثير من الأرباح التي ستؤمن الميزانية في أنقرة للأعوام المقبلة، وأنه على أوروبا أن تعي ذلك ولا تفكر فقط في أزماتها الداخلية.