الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

علماء يحثون منظمة الصحة على الاعتراف بانتشار كورونا بالهواء

علماء يحثون منظمة الصحة على الاعتراف بانتشار كورونا بالهواء

دعا أكثر من 200 عالم منظمة الصحة العالمية وآخرين للاعتراف بأن فيروس كورونا قد ينتشر في الهواء، في تغيير قد يؤدي إلى تعديل الإجراءات التي تتخذ حالياً لوقف الجائحة.

في خطاب نشرته هذا الأسبوع دورية الأمراض المعدية السريرية، كتب عالمان من أستراليا والولايات المتحدة أن الدراسات أظهرت «بما لا يدع مجالاً للشك أن الفيروسات تطلق خلال الزفير، والحديث والسعال في ميكروبات صغيرة بما يكفي لتظل عالقة في الهواء». هذا يعني أن الأشخاص الذين يوجدون في ظروف معينة بأماكن مغلقة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالفيروس مما كان يعتقد في البداية.

لطالما أصرت منظمة الصحة العالمية على أن كوفيد-19 ينتشر من خلال قطرات رذاذ الجهاز التنفسي الأكبر، بالأخص عند السعال أو العطس، والتي تسقط بدورها على الأرض. ورفضت احتمال انتشار الفيروس من خلال الهواء، إلا خلال الإجراءات الطبية عالية الخطورة، مثل وضع المريض لأول مرة على أجهزة التنفس.

في بيان اليوم الاثنين، قالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إنها على علم بالمقال وتراجعه مع الخبراء الفنيين.

تعرضت منظمة الصحة العالمية لانتقادات في الأسابيع والشهور الأخيرة بسبب اختلافها على ما يبدو مع المجتمع العلمي. فقد رفضت المنظمة على مدار شهور التوصية بارتداء الكمامات، جزئياً بسبب مخاوف من عدم توافرها واستمرت أيضاً في وصف انتقال كوفيد-19 من الأشخاص الذين لم تظهر عليهم الأعراض بأنه «نادر».

تبنى الخطاب 239 عالماً من مختلف المجالات. وأشار إلى أن قضية انتقال أو عدم انتقال كوفيد-19 عبر الهواء «شديدة الأهمية» إذ إالعديد من الدول رفعت القيود وخففت إجراءات الإغلاق بالفعل.

وأشار المؤلفان إلى دراسات سابقة تشير إلى أن الجراثيم المرتبطة عن كثب بالفيروس الجديد نشرت من خلال الانتقال عبر الهواء. وقالا «هناك أسباب كثيرة لتوقع» سلوك مشابه من فيروس كورونا. وأشارا أيضاً إلى تدريب كورس في ولاية واشنطن وبحث غير منشور عن مطعم سيئ التهوية في غوانغتسو في الصين، وفي الواقعتين أثير احتمال انتقال العدوى من خلال الرذاذ الذي يحمله الهواء.

وكتب العالمان «نحن قلقون من قلة الاعتراف بخطر عدوى كوفيد-19 من خلال الهواء وقلة التوصيات الواضحة بشأن إجراءات السيطرة على الفيروس المنقول عبر الهواء ما سيكون له عواقب وخيمة. ربما يعتقد الناس أنهم محميون بالكامل بالتزامهم بالتوصيات الراهنة، لكن في الحقيقة، هناك حاجة لتدخلات إضافية تتعلق بالهواء».

يعمل العلماء في أنحاء العالم بلا كلل على فهم الفيروس الجديد. وقالت المراكز الأمريكية للتحكم والوقاية من الأمراض إنه يعتقد أنه يقفز بالأساس من شخص إلى آخر عن طريق الاتصال القريب، لكنها أضافت «ما زلنا نتعلم كيف ينتشر الفيروس».

من جانبه، قال مارتن ماكي، أستاذ الصحة العامة الأوروبية في كلية لندن لعلوم الصحة والطب الاستوائي وهو غير مرتبط بالخطاب، إن مناقشات العلماء تبدو «معقولة تماماً».

وأضاف «جزء من المشكلة هو أن الجميع في منظمة الصحة العالمية كانوا يتحركون من خلال نموذج الأنفلونزا، حتى بالرغم من أننا نعرف أن هناك الكثير من الاختلافات بين الأنفلونزا وفيروسات كورونا».

أشار ماكي إلى أنه مع إعادة بريطانيا فتح الحانات والمطاعم والصالونات، قد يعني احتمال انتقال الفيروس عبر الهواء فرض تدخلات أكثر تشدداً في الأماكن المغلقة، والتي تتضمن المزيد من ارتداء الكمامات واستمرار التباعد الاجتماعي.

وقال «نحصل على أدلة متزايدة بشأن حوادث عدوى شديدة الانتشار في المساحات المغلقة، حيث يوجد عدد كبير من الناس في مساحات محدودة. العديد من تلك الحوادث تمت في الحقيقة في أماكن تسعى الحكومات الآن لإعادة فتحها».