السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

مئات القتلى والجرحى في عنف مسلح بالتزامن مع عيد الاستقلال يعمِّق الجراح الأمريكية

يحذّر مسؤولون أمريكيون من أن تلقي أحداث العنف المسلح في الشوارع خلال عطلة نهاية الأسبوع، بظلالها على الاحتجاجات الضخمة التي خرجت ضد العنصرية ووحشية الشرطة، بحسب صحيفة «الغارديان».

وبحسب الصحيفة البريطانية فإن بحثاً أولياً لجامعة كاليفورنيا وجد أن هناك صلة محتملة بين زيادة أعمال العنف وارتفاع معدلات شراء الأسلحة في الولايات المتحدة في خضم تفشي وباء فيروس كورونا.

وقالت الصحيفة إنه مع تعرُّض أكثر من 500 شخص لإطلاق النار بمختلف أنحاء الولايات المتحدة خلال يومي الجمعة والسبت الماضيين، يرى القادة المحليون أن العنصرية ونقص الاستثمار هما جذور الأزمة.

في فيلادلفيا وشيكاغو وأتلانتا ونيويورك تعرَّض أطفال راوحت أعمارهم بين 6 أعوام و15 عاماً لإطلاق نار. فيما يصرخ المجتمع: «لقد طفح الكيل» من حرية اقتناء السلاح في الولايات المتحدة والتي دائماً ما كانت مثاراً للجدل.

واندلعت أعمال عنف مسلح بأحياء في بعض أكبر المدن الأمريكية، أسفرت عن مقتل نحو 160 شخصاً وإصابة أكثر من 500 آخرين منذ مساء الجمعة وحتى الأحد، بالتزامن مع احتفالات الولايات المتحدة بيوم الاستقلال في الرابع من يوليو الجاري.

وأعلن حاكم ولاية جورجيا الأمريكية براين كيمب حالة الطوارئ، أمس الاثنين، بعد تعرض 31 شخصاً لإطلاق نار ومقتل 5 منهم في عطلة نهاية الأسبوع بأتلانتا. كما فوَّض 1000 من قوات الحرس الوطني بحماية الممتلكات ومراقبة الشوارع.

لكن شيكاغو شهدت أسوأ أعمال عنف في أحد أكثر عطلات نهاية الأسبوع دموية في الذاكرة الحديثة، إذ انتهت بمقتل 17 شخصاً من بينهم فتاة (7 أعوام) وصبي (14 عاماً) وإصابة 63 آخرين، بزيادة 5 حوادث إطلاق نار مقارنة بالأعداد المرتفعة التي شابت عطلة نهاية الأسبوع العام الماضي.

وشهد الجانبان الجنوبي والغربي من المدينة أسوأ عطلات نهاية أسبوع هذا العام، فقُتل طفلان أحدهما في عامه الأول والآخر في عامه الثالث، في حوادث إطلاق نار وقعت مؤخراً.

القس والزعيم الحقوقي، غريغوري ليفينغستون،، الذي انتقل إلى نيويورك الصيف الماضي بعد سنوات عديدة من إدارة منظمة مجتمعية مناهضة للعنف في مسقط رأسه شيكاغو، تحدث عن المدينة قائلاً: «شيكاغو تمر بجنون مطلق».

وحذَّر من أن العنصرية المنهجية على مستوى البلاد التي لا يتم التعامل معها، و«التاريخ العنيف» لأمريكا يقسم الناس ويتسبب في تفكك بعض المجتمعات.

وأضاف: شيكاغو، للأسف، قصة مدينتين، وفي جميع أنحاء تعكس قصة أمريكتين.. إن شيكاغو مدينة منعزلة للغاية، وهذا الإرث هو جزء مما يغذي هذا العنف الرهيب.

ودفع مقتل سيكوريا تورنر (8 سنوات) في أتلانتا عاصمة ولاية جورجيا، عمدة المدينة كيشا بوتومز إلى المطالبة بالعدالة، في حين أشارت إلى أن مثل هذا العنف في الشوارع يلقي بظلاله على الاحتجاجات الضخمة والسلمية إلى حد كبير لحركة «حياة السود مهمة» التي خرجت ضد العنصرية ووحشية الشرطة بعد مقتل الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد.

ووقع إطلاق النار بالقرب من مطعم، حيث قُتل الأمريكي من أصل أفريقي ريتشارد بروكس، على يدي ضابط شرطة أبيض في 12 يونيو الماضي.

وقالت شرطة أتلانتا إن شخصين آخرين قُتلا وأصيب أكثر من 20 في إطلاق نار أثناء عطلة نهاية الأسبوع.

وفي نيويورك، تسببت سلسلة من حوادث إطلاق النار يومي السبت والأحد في مقتل ما لا يقل عن 9 أشخاص وإصابة 41 آخرين في ارتفاع في عدد الحوادث في بعض الأحياء. وأصيب صبي (15 عاماً) في حي ذا برونكس.

وفي فيلادلفيا، مات صبي (6 سنوات) متأثراً بإصابته بطلق ناري وسط 5 حوادث إطلاق نار قاتلة وقعت يوم الأحد، حسبما أفادت الشرطة.

وأفاد «ذا ترايس» وهو موقع إخباري غير ربحي يغطي العنف المسلح في الولايات المتحدة، والذي أحصى عدد ضحايا حوادث إطلاق النار في نهاية الأسبوع، بأن بحثاً أولياً أجرته جامعة كاليفورنيا فرع ديفيز، وجد علاقة محتملة بين ارتفاع أعمال العنف وزيادة معدلات شراء الأسلحة أثناء تفشي كورونا، بأكثر من 2.1 مليون قطعة سلاح، أكثر من المعتاد بين مارس ومايو الماضيين.