الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

دراسة تعيد الهيدروكسي كلوروكين إلى الواجهة.. وترامب يضع الغذاء والدواء تحت الضغط

دراسة تعيد الهيدروكسي كلوروكين إلى الواجهة.. وترامب يضع الغذاء والدواء تحت الضغط

مصداقية الغذاء والدواء على المحك بسبب الدواء - جيتي

كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن المستشار التجاري للبيت الأبيض بيتر نافارو يقود جهود إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ويطالب إدارة الغذاء والدواء بالتراجع ومنح تصريح طارئ آخر لدواء الهيدروكسي كلوروكين المضاد للملاريا لعلاج مصابي كوفيد-19.

واتخذ نافارو حجة قوية لتحقيق مطلبه معتمداً نتائج دراسة جديدة خلصت نتائجها إلى فعالية الدواء ضد المرض الذي يسببه وباء فيروس كورونا.



وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي لطالما وصف الدواء بأنه «مغير للعبة» وصرح بأنه استخدمه بنفسه كإجراء وقائي محتمل، قد أشاد بالدراسة على حسابه في تويتر، وحث إدارة الأغذية والعقاقير على العمل بها.

ومن ناحية أخرى أشارت واشنطن بوست إلى أن نافارو هو خبير اقتصادي معروف بنهجه العدواني في التعامل مع القضايا التجارية وسياسة الصين أكثر من مؤهلاته في الشؤون الطبية.

انتقادات العلماء

انتقد العلماء على نطاق واسع الدراسة الجديدة التي أجراها نظام هنري فورد الصحي في ديترويت، ووصفوها بأنها معيبة.

وكانت إدارة الأغذية والعقاقير قد ألغت قبل أسابيع تفويضها لاستخدام عقار الهيدروكسي كلوروكين في حالات الطوارئ، وذلك بعد أن خلصت دراسة رئيسية إلى أن الدواء لم يكن فعالاً بالنسبة لمرضى كوفيد-19.

ويأتي الإحياء غير المتوقع لهذا القضية المشحونة سياسياً في الوقت الذي يحاول فيه مفوض إدارة الغذاء والدواء ستيفن هان التخلص من الانتقادات التي تقول إن المنظمة تحترم تصريحات ترامب بشكل مفرط.

ومن ناحيته قال ستيفن جوفي اختصاصي الأخلاقيات الطبية في جامعة بنسلفانيا، إنه في حال تم التراجع عن قرار هيدروكسي كلوروكين وإصدار ترخيص له مرة أخرى، سيعتبر ذلك رضوخاً كبيراً للبيت الأبيض، ومن ناحية أخرى أكد أن ذلك سيكون ضربة كبيرة لمصداقية الدكتور هان.

وأشارت واشنطن بوست إلى أنه ستتم مراقبة استجابة إدارة الأغذية والعقاقير لهذا الضغط عن كثب، وذلك ليس فقط للانتقادات التي وجهت للبيت الأبيض بسبب محاولتها التأثير على المبادئ التوجيهية لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، ولكن لأنها ستكون المسؤولة في الدرجة الأولى عن الموافقة على لقاح ضد الفيروس التاجي وهو قرار يمكن أن يؤثر على حياة الملايين.

ويرى خبراء الصحة أنه من المهم للوكالة، التي تعرضت لانتقادات بسبب قرارها الأولي الذي نص على الموافقة على الهيدروكسي كلوروكين في مارس الماضي، حماية مصداقيتها في اتخاذ هذه القرارات الجمهورية في ظل تشكيك البعض في بعض الأحيان من اللقاحات.

كما يرى الكثيرون بأن الحرب على الهيدروكسي كلوروكين تعتبر اختباراً لستيفن هان، وتعاطف بعض الخبراء الصحيين مع موقفه الصعب، ويرى البعض أنه يرغب بشدة في بعض الأحيان في إرضاء الرئيس ترامب.



ويوم الأحد الماضي رفض هان التعليق على تصريح الرئيس ترامب بأن 99% من حالات كوفيد-19 غير مؤذية، وقال عبر شبكة الـ(سي إن إن) الأمريكية إنه لا يريد الدخول في هذه التفاصيل.

وقال مسؤول في الإدارة الأمريكية طلب عدم الكشف عن هويته إن هان لم يرغب في الدخول في نقاش مشتت حول بيان الرئيس.

فائض من الهيدروكسي كلوروكين

ومن ناحيته يقول نافارو إن هدفه بسيط جداً حيث إنه في الوقت الحالي ووسط تصاعد الإصابات، يوجد 60 مليون جرعة من الهيدروكسي كلوروكين في المخزون الوطني الاستراتيجي ولا يمكن توزيعها مالم تصدر إدارة الأغذية والعقاقير تفويضاً طارئاً، وأكد أن دراسة هنري فورد تظهر أن الدواء يعمل عند استخدامه كعلاج مبكر، وأكد أن إدارة الأغذية والعقاقير يجب أن تتخذ قرارها في غضون أيام وليس أسابيع أو أشهر، حتى يتمكن من توزيع الشحنات.

وبحسب واشنطن بوست فإن ترامب قال لمساعديه إن دراسة ديترويت «تبرئة» لموقفه من الهيدروكسي كلوروكين، ويرغب الآن بإرسال الدواء إلى المستشفيات في جميع أنحاء البلاد، وذلك بحسب ما قاله مسؤول رفيع المستوى في إدارة ترامب طالباً عدم الكشف عن هويته.

ومن ناحية أخرى قام عدد من المساعدين السياسيين لترامب إلى جانب اللجنة الوطنية الجمهورية ومسؤولي الحملة بالترويج لدراسة ديترويت.

وقال نافارو: «إذا كانت بيانات ديترويت مدعومة بدراسات لاحقة، ستكون وسائل الإعلام هي المسؤولة عن ضحايا الوباء بسبب زرعها الشكوك حول الدواء».

وقد اشتبك نافارو بصوت عالٍ مع الخبراء الطبيين ومن ضمنهم أنتوني فوسي، ومدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية بسبب الهيدروكسي كلوروكين، وأصبح مهووساً بالترويج للدواء بحسب ما قاله مستشارون.

وفي الوقت الذي ينظر إليه العديد من زملائه على أنه منمق ومزاجي وفي بعض الأحيان غير مطلع، إلا أنه حافظ على مكانته كمستشار مقرب في البيض الأبيض وترامب من خلال تبني وتعزيز قضايا مثل الهيدروكسي كلوروكين والتعريفات الجمركية.

الهيدروكسي كلوروكين والوباء

قال الباحثون الذين اشتركوا في دراسة هنري فورد، والتي شملت أكثر من 2400 مريض أدخلوا إلى المستشفى بين مارس ومايو، إن الدراسة خلصت إلى أن معدلات الوفيات كانت أقل بنسبة 50% بين المرضى الذين تلقوا علاج الهيدروكسي كلوروكين، وقالوا أيضاً إن العقار لا يمثل أي مشاكل تتعلق بالسلامة.

وقال مسؤولو هنري فورد إن النتائج كانت مختلفة عن نتائج الدراسات الأخرى التي لم تظهر أي نفع للدواء، لأنها عالجت المرضى بعد وقت قصير من دخولهم المستشفى واستخدامهم لجرعات مختلفة.

وأكدوا أنهم طلبوا من إدارة الأغذية والدواء والعقاقير الحصول على إذن طارئ لإتاحة استخدام الهيدروكسي الكلوروكين ضمن قائمة محددة بوضوح من الاستخدامات السريرية بما في ذلك التجارب.

وفي الوقت الذي لم تعلق به إدارة الدواء والغذاء على الأمر، قال نافارو إن الغذاء والدواء بحاجة إلى النظر للأمر بعناية فائقة وبسرعة، وأضاف في الوقت الذي تشهد به الصين ارتفاعاً في حالات كوفيد-19، ويموت الأمريكيون بسببه، يبدو أن الهيدروكسي كلوركين سلاح فعال جداً عند استخدامه كعلاج مبكر، وأكد نافارو أنه تحدث مع أحد الأشخاص في إدارة الغذاء والدواء حول هذه المسألة ولم يذكر هويته.

وتعرضت دراسة هنري فورد لانتقادات حادة من قبل العلماء الذين قالو إنه لا ينبغي استخدامها لتغيير السياسة.

ولاحظ العلماء أن العديد من المرضى الذين أجريت عليهم الدراسة حصلوا على السترويد إلى جانب الهيدروكسي كلوروكين والذي تم إثبات أنه مفيد في علاج مرضى كوفيد-19، معتبرين أنه في هذه الحالة من الصعب معرفة الدواء الذي يفيد المرضى.

وفي ذات الوقت أكد علماء آخرون أن منهجية الدراسة لم تكن واضحة، وأنه من الصعب جداً تصحيح الدراسات بهذه الطريقة.