الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

كتاب بولتون.. دانفورد و«الحارس» ضفادع تخريبية وعدم يقين

كتاب بولتون.. دانفورد و«الحارس» ضفادع تخريبية وعدم يقين
«الغرفة التي شهدت الأحداث».. كتاب يروي فيه جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق ما دار بين أفراد غرفة الأحداث « المكتب البيضاوي»، وبين الرئيس دونالد ترامب.. حيث يأخذنا المؤلف في رحلة سياسية مشوقة تمزج بين الجد والهزل، فمن روسيا إلى الحرب التجارية مع الصين، ومن الملف النووي وضفادع إيران وتفجيرات مضيق هرمز إلى القدس عاصمة لإسرائيل، ومن جدار المكسيك إلى فنزويلا ـ مادورو، ومن إيمانويل ماكرون إلى أنجيلا ميركل، ومن زيارة آبي لإيران إلى الحوثي، ومن أردوغان الصديق إلى العدو الأول.. وقضايا أخرى كثيرة تعرضها «الرؤية» في 6 حلقات، وفيما يلي نص الحلقة الرابعة:

يروي جون بولتون في كتابه يوم اشتعلت النيران في 4 ناقلات نفط بسبب ضربة تخريبية في خليج عُمان، بالقرب من إمارة الفجيرة وفي المياه الاقتصادية للإمارات، يروي بولتون أنه: «لم تتبين الجهة المتسببة فيها في ذلك الوقت، وأن البيت الأبيض اتصل به باكراً»، فتوجه بولتون إلى الجناح الغربي للبيت الأبيض متسائلاً: «هل تقوم إيران بمحاولة لرصد رد الفعل الأمريكي بضرب أهداف غير أمريكية، ومن ثم رصد تصرف دونالد ترامب حول هذا الأمر؟».

تفجير.. وتضليل


ويضيف بولتون: «علمنا أن السفن التي تم استهدافها كانت راسية في ميناء الفجيرة، بالإمارات العربية المتحدة، لكن كانت المعلومات متناقضة، حتى إن معلومات وردتنا كانت تشير إلى تفجير في إمارة الفجيرة نفسها، وهذا ما نفته السلطات الإماراتية جملة وتفصيلاً، إلى أن ظهر فيما بعد أن المعلومات كانت مغرضة، وظهرت مصداقية السلطات الإماراتية».


وكان المكتب الإعلامي لإمارة الفجيرة قد نفى صحة التقارير الإعلامية، التي تتحدث عن انفجارات قوية هزت ميناء الفجيرة الإماراتي فجر الأحد 12 مايو من العام الماضي، كما أكد حينها أن حركة العمل في الميناء تجري وفق المعتاد، ودعا وسائل الإعلام إلى تحري الدقة والاعتماد على المصادر الرسمية.

ويتابع بولتون روايته حول أزمة ناقلات النفط، بالحديث الذي دار بينه وبين جوزيف دانفورد الذي كان وقتها رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي، والذي قال آنذاك: «نعرف أن إيران تتملقنا وذلك من ضمن استراتيجياتها».

نظريات الاستهداف

يورد بولتون أن أقرب نظرية لاستهداف ناقلات النفط في مضيق هرمز، كانت نظرية الضفادع البشرية العسكرية بزرع متفجرات تحت جسم الهدف البحري، لكنه يشير إلى أن نظرية أخرى كانت تراوح المكتب البيضاوي والتي تدور حول إطلاق صواريخ قصيرة المدى من زوارق بحرية صغيرة، لكن بولتون يرى أن نظرية الضفادع البشرية أقرب إلى الحقيقة من غيرها من النظريات، وهذا ما تأكد فيما بعد من خلال فرقة تحرٍ وتحقيق أمريكية خاصة.

ويضيف بولتون في ذلك الوقت: «لقد حان وقت إطلاع الرئيس ترامب على المستجدات، إذ أخبرته أن يستعد لهجمات محتملة في الأيام المقبلة». ويتابع بولتون أن ترامب اعتقد أن مستشاريه على علم بكل شيء، حيث أنه تساءل: «لماذا لم نعلم بالهجوم قبل ذلك؟»، رغم أن بولتون أخبره عدة مرات بأنهم لا يعلمون كل شيء.

اتصل بولتون حينها بالسفارات الأمريكية في كل من الإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية، وفي النرويج، لمعرفة ما حصلت عليه من معلومات من الأطراف المتضررة من التهديد الإيراني وتفجيرات ناقلات النفط، حيث في هذه الأثناء كانت العمليات الإعلامية التضليلية الإيرانية تجري على قدم وساق لإبعاد كل شبهة من طهران.

دعوة إماراتية

ولحلحلة الأزمة يعود بولتون بالتاريخ إلى قبل عقد من الزمن حين قامت إيران بزرع متفجرات وهمية في مقدمة مدمرة الصواريخ الموجهة «غريس هوبر»، وهنا يضيف بولتون بحديثه مع جوزيف دانفورد أن إيران كانت تسعى لنفوذ أكبر في منطقة الشرق الأوسط، ولدفع أسعار النفط نحو التصاعد بجرجرة المنطقة والولايات المتحدة الأمريكية إلى صراع جديد.

يقول بولتون: قلقنا وقتها من هجمات أخرى محتملة على سفاراتنا وقنصلياتنا، لكن ترامب حينها لم يكن يصدق بأن الهجوم على الناقلات قد حدث فعلاً!

ويضيف بولتون مسترسلاً في تفصيل وقائع الهجوم على الناقلات: «لقد كانت المعلومات المتوفرة بمرور الوقت جد شحيحة، لذا فإن دعوة الإمارات العربية المتحدة لنا للمشاركة في التحقيق حول التفجيرات كانت مناسبة جداً للوقوف على حجم الأضرار، ومعرفة الأسباب الحقيقية للحادث والمتسبب فيه».

وعندما بدأت التحقيقات وبدأت المعلومات بالظهور يضيف بولتون أن: «ترامب كل ما كان يقلقه هو: من يوقف ويصد الإيرانيين عن توجيه الكلام إليه».

في تلك الأثناء طورت الولايات المتحدة الأمريكية برنامجاً لمرافقة السفن التجارية بمشاركة الإمارات العربية المتحدة، السعودية وكذا البريطانيين والأوروبيين، وأطلق على البرنامج اسم عملية «الحارس»، وكان الهدف من عملية الحارس هو تقويض نفوذ إيران وزعزعتها للمنطقة ولأسواق وإمدادات النفط العالمية.

لقد كانت عملية الحارس غير أكيدة كما يقول بولتون، لأن دولاً عديدة رفضت الانضمام إلى العملية، وحسب بولتون فإن السبب الرئيسي وراء ذلك كان عدم اليقين من مستقبل الولايات المتحدة الأمريكية، وهل ستبقى قوية لتحافظ على وعودها وقيادتها في عهدة ترامب وتصرفاته الغريبة على حد تعبيره.