السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

كتاب بولتون.. رجل الصاروخ الصغير والثعبان الأمريكي

"الغرفة التي شهدت الأحداث".. كتاب يروي فيه جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق ما دار بين أفراد غرفة الأحداث " المكتب البيضاوي"، وبين الرئيس دونالد ترامب.. حيث يأخذنا المؤلف في رحلة سياسية مشوقة تمزج بين الجد والهزل، فمن روسيا إلى الحرب التجارية مع الصين، ومن الملف النووي وضفادع إيران وتفجيرات مضيق هرمز إلى القدس عاصمة لإسرائيل، ومن جدار المكسيك إلى فنزويلا ـ مادورو، ومن إيمانويل ماكرون إلى أنجيلا ميركل، ومن زيارة آبي لإيران إلى الحوثي، ومن أردوغان الصديق إلى العدو الأول.. وقضايا أخرى كثيرة تترجمها" الرؤية" وتعرضها في ست حلقات، وفيما يلي نص الحلقة الخامسة:

في مواصلتنا لقراءة لكتاب جون بولتون نشعر بأننا نعيش الوقائع، ونشهد ما يحدث داخل " الغرفة التي شهدت الأحداث"، وبعيدا عن تعقيدات عالم السياسة ولعب الكبار فيما بينهم، يأخذنا الكاتب لطاولتهم ويجلسنا معهم، ويقوم بنثر مجموعة من الأحاديث الساخرة والطريفة التي دارت بين لاعبي الغرفة وبين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وحتى في رحلاته الدولية، حين كان بولتون مستشاره للأمن القومي.

هنا، يروي بولتون واصفاً العمل تحت قيادة ترامب بأنه لم يكن ليشبه المسرحية التراجيدية الشهيرة للشاعر الإنجليزي "جوزيف أديسون"، التي حملت عنوان «كاتو».. ذلك الشاب المحارب، الذي سعى للدفاع عن روما المتهاوية ضد الإمبراطور غايوس يوليوس قيصر، إنما يشبه أغنية فرقة الصقور الأمريكية للروك التي تقول كلماتها: " فندق كاليفورنيا.. يمكنك القدوم في أي وقت، لكنك لن تغادر أبداً!".


في حضرة" شينزو آبي"


ويتطرق بولتون، إلى سفر الرئيس ترامب في أواخر شهر مايو 2019، إلى اليابان كأول رئيس دولة في عصر الإمبراطور ناروهيتو، فيقول: " لقد كان واضحا أن ترامب اعتبر ذلك شرفاُ عظيما، فيما كان شينزو آبي رئيس الوزراء الياباني مركزاً على أولويات حلفاء اليابان، والذي شرح أهدافه لترامب".

ويضيف بولتون: " لقد اعتقدت أنه سيكون مؤتمراً صحفيا عاديا وهادئاً، ورغم ذلك تركني ترامب في موقف حرج، حينما سأل مراسل تلفزيوني: ما إذا كانت كوريا الشمالية قد انتهكت قرارات مجلس الأمن بإطلاقها صواريخ باليستية باتجاه بحر اليابان في الثالث من مايو 2019؟".

بيع جسر بروكلين

ويتابع بولتون: " لقد كان صحيحاً أن ترامب بدا غبياً لدرجة أنه لم يفهم أن كيم جونغ أون قد باعه جسر بروكلين بتعهده سابقاً بعدم إطلاق الصواريخ الباليستية القصيرة والمتوسطة المدى".

وتنسب قصة بيع جسر بروكلين للمحتال الأمريكي جورج باركر (1860 - 1936)، الذي اشتهر بمحاولاته الناجحة لبيع جسر بروكلين بنيويورك للمهاجرين الجدد، كما حاول بيع تمثال الحرية، ومتحف الفنون المعاصرة وكثير من الأماكن العامة.

ويواصل بولتون أن ترامب غرد معلقا على إطلاق كوريا الشمالية الصواريخ وكتب على تويتر: "أطلقت كوريا الشمالية بعض الصواريخ الصغيرة، التي أزعجت بعضا من شعبي، ولكن لم تقلقني، ونحن واثقون من أن الرئيس الكوري الشمالي كيم سيفي بوعده لي".

رجل المستنقع

ويضيف بولتون حينها أن ترامب أطلق على جو بايدن اسم" رجل المستنقع"، ووصفه بأنه شخصية منخفضة الذكاء، في محاولة منه لإرسال إشارة لمستشاره للأمن القومي، وهنا يقول بولتون: " يمكن أن أقول بالفعل وقتها أنها ستكون رحلة ممتعة".

من جهة أخرى، أورد بولتون بين جنبات كتابه أن إدارة ترامب وسّعت وأضفت الطابع المؤسسي لسياسات الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، كما شبّه عملية صنع القرار من داخل إدارة البيت الأبيض، ومن داخل الغرفة التي شهدت الأحداث بالمكتب الكئيب، لكن ما كان مفاجئا في إدارة دونالد ترامب حسب بولتون هو الدور الكبير والبارز، الذي لعبته وزارة الخزانة في قرار العقوبات على إيران، عوض التركيز على دور أصحاب الاختصاص.

يحدثنا بولتون من داخل محادثات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، في قمتهما في هانوي، فبراير 2019، بعد فشلهما في التوصل لاتفاق حول تفكيك السلاح النووي لكوريا الشمالية.

.. إنه الفوضى

ويروي بولتون عن القمة التي أتت بعد شهور من الشجار والسباب، بأن ترامب حينها كان يطلق اسم " رجل الصاروخ الصغير" على كيم جون أون، فيما وصف كيم بأن ترامب "ثعبان أمريكي مختل عقليًا" ردا على ذلك.

ويتابع بولتون من محادثات ترامب ـ كيم أن ترامب قال: " لقد كان جون بولتون من الصقور سابقاً لكنه الآن مجرد حمامة"، وهنا يرد بولتون: " ضحك الجميع لحسن الحظ على دعابة ترامب، فأجبت أنه تم انتخابه رئيساً لأنه مختلف عن الجميع.. إنه الفوضى بحد ذاتها"، ويضيف بولتون موجها كلامه لكيم:" إنني أتطلع لزيارة بيونغ يانغ، والتي بالتأكيد ستكون مثيرة للاهتمام"، ليجيبه كيم: " ستكون كذلك، لكن هل تعتقد أنك تستطيع أن تثق بي؟".