السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

مقاطعة «وان» التركية.. فساد وإتجار بالبشر ومقبرة للاجئين

تحولت منطقة «وان» شرقي تركيا إلى مقبرة للاجئين الفارين من بلدانهم والحالمين بالعيش في أوروبا بعد سنوات من الانتظار دون جدوى بسبب إهمال القابعين هناك وعدم البت في طلبات لجوئهم.

وقال موقع «أحوال تركية» الناطق بالإنجليزية في تقرير نشره اليوم إن مقاطعة «وان» شرقي البلاد كانت هي المحطة الأولى للاجئين من إيران وأفغانستان لفترة طويلة.

وأضاف الموقع أن بعض هؤلاء اللاجئين ينتظرون في وان منذ سنوات حتى يتم قبول طلب لجوئهم من قبل دولة ثالثة، وهناك أطفال ولدوا وكبروا خلال سنوات الانتظار هذه.

انتظار الموت

واستشهد التقرير بقول لاجئة إيرانية تحدثت في ندوة حول الهجرة الدولية نظمتها الأمم المتحدة قبل 12 عاماً، عندما قالت إنها كانت تنتظر قبول طلب لجوئها من قبل دولة ثالثة لمدة 11 عاماً، وطوال هذه المدة كانت بعيدة من عائلتها.

في ذلك الوقت، كانت المدينة مليئة باللاجئين الذين توقعوا الاستقرار في بلد آخر. لكن كان عليهم أن يبدؤوا حياة جديدة في تركيا لأن عملية اللجوء هي معركة مستمرة.

وقال التقرير إن «وان» أصبحت مقبرة اللاجئين تدريجياً، ففي 27 يونيو الماضي، انقلب قارب يعتقد أنه كان يحمل حوالي 100 مهاجر من أفغانستان وباكستان، في بحيرة وان في طقس عاصف.

وعثرت فرق البحث والإنقاذ على الحطام الأسبوع الماضي. ومنذ ذلك الحين، وصلت جثث القتلى إلى الشاطئ. واكتشف المسؤولون 37 جثة حتى الآن. وتواصل فرق البحث والإنقاذ جهودها.

وقال التقرير إن المهربين يعبرون البحيرة لتجنب نقاط التفتيش التابعة للشرطة والجيش، الواقعة على طول طرق العبور التقليدية المستخدمة في نقل المهاجرين إلى تركيا من إيران، خاصة لتجاوز تلك الموجودة في منطقة ريساديي.

وأضاف التقرير أن اللاجئين يضطرون إلى المشي حوالي 30 كم إلى محطة الحافلات في منطقة تاتفان في مقاطعة بيتليس المجاورة. ومن هناك يذهبون إلى إسطنبول بالحافلة للعثور على عمل.

يتجمد اللاجئون حتى الموت في البرد القارس خلال الشتاء وهم يحاولون عبور الحدود. عندما يذوب الثلج، تظهر أجسادهم. ولا سيما في مقاطعات تشلدران وأوزالب وباسكال، وجدت السلطات جثث اللاجئين الذين مزقتهم الحيوانات البرية.

كيف تحولت وان إلى حفرة موت؟

كان لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مكتب في وان لسنوات عديدة. وكان وجود المكتب أمراً مهماً بالنسبة للاجئين الذين وصلوا إلى وان، حيث يمكنهم الوصول إلى إجراءات اللجوء بسهولة، وكان يتم اتخاذ قرار بشأن وضع اللاجئين سريعاً ولم تكن المقاطعة طريقاً لموت اللاجئين ولكن مركز الحل.

لسوء الحظ، قبل 9 سنوات، أغلقت الأمم المتحدة المكتب وتركت غالبية المهام للدولة التركية. وبالتالي، فإن اللاجئين الذين يصلون إلى «وان» من الحدود الشرقية لتركيا يفتقرون إلى إجراءات لجوء فعالة. بمعنى آخر، فإن مصيرهم الآن مجهول. لهذا السبب، يحاولون الوصول إلى إسطنبول أو الدول الأوروبية بطرق غير منتظمة من خلال المخاطرة بحياتهم.

وعلى الرغم من تشديد الرقابة على الحدود في السنوات الأخيرة، وعمليات التفتيش على الحدود، يمكن لمئات اللاجئين عبور هذه الحدود كل شهر، غالباً بكميات كبيرة.

وقال محمود كاشان، وهو محامٍ من نقابة المحامين الذين عملوا مع هؤلاء اللاجئين منذ سنوات عديدة، إن هذا أمر محير.

فساد واتجار بالبشر

وقال كاكان: من ناحية، هناك زيادة في أمن الحدود مع وجود كاميرات وجنود في كل مكان، لكن العديد من اللاجئين يمكنهم دخول تركيا.

وأضاف: يدخل اللاجئون إلى وان عبر نقطتي، كالديران وباسكال، حتى إن السلطات تعرف القرى الحدودية التي يمكن للاجئين الوصول إليها. هناك مشكلة إذا كان بإمكان العديد من الأشخاص عبور الحدود بحرية. هناك إهمال وتشجيع وإفلات من العقاب. من الواضح أن هناك فساداً على الحدود.

وتساءل أحد سكان «وان» قائلاً: «كيف يمكن للعديد من اللاجئين عبور الحدود على الرغم من العديد من الطائرات بدون طيار والكاميرات؟ هناك شبكة للاتجار بالبشر هنا. نحتاج أن نكشف ذلك».

يموت اللاجئون في «وان» إما بالتجمد حتى الموت أو الغرق في بحيرة المقاطعة، والمسؤولية تقع على عاتق الحكومة التركية والمؤسسات والمنظمات الدولية ذات الصلة في تركيا، وخاصة الأمم المتحدة.