الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«موجة واحدة كبيرة».. لماذا قد لا تحدث موجة ثانية من كورونا؟

«موجة واحدة كبيرة».. لماذا قد لا تحدث موجة ثانية من كورونا؟

لماذا قد لا تحدث موجة ثانية من كورونا؟. (إي بي أيه)

حذَّرت منظمة الصحة العالمية من أن فيروس كورونا ينتشر حالياً في موجة واحدة كبيرة، مشيرة إلى عدم وجود دليل على أن تبدُّل المواسم يؤثر على انتقال الوباء، بحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.

ووسط مناقشات مستمرة حول ما إذا كانت ستحدث موجة ثانية، أكدت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس، على أن هذه المناقشات ليست طريقة مفيدة لفهم انتشار الفيروس.

وأضافت: «ما نحتاج إلى أن ندركه جميعاً هو أن هذا فيروس جديد، إنه يعمل بشكل مختلف».

وكانت مسألة الموجات الثانية لفيروس كورونا مثار جدل، وتحدث عنها الساسة كثيراً، بما في ذلك رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، ووسائل الإعلام ولكنها كثيراً ما تكون غير محددة بدقة.

تقول أستاذة الصحة العامة بجامعة إدنبره ليندا بولد إن مصطلح «الموجة الثانية» لا نستخدمه في علم الأوبئة في الوقت الحالي، نظراً لأن الفيروس لم يختفِ، فقد انتشر في 188 دولة حتى الآن.

وترى منظمة الصحة العالمية أن الوباء يبدو وكأنه تفشٍّ واحد كبير ولا يزال متسارعاً، حيث تضاعفت أعداد الحالات في مختلف أنحاء العالم في الأسابيع الستة الماضية.

وما يبدو كموجة ثانية ربما يرجع إلى اختلاف درجة الوباء بين منطقة وأخرى من نفس الدولة، مثلما حدث في الولايات المتحدة حيث اجتاحت موجة أولى قوية البلاد لكن بدرجة متفاوتة من منطقة لأخرى.

وقال أستاذ علم الأوبئة والأمراض المعدية في جامعة نوتنغهام كيث نيل إن «الموجة الثانية» تحولت إلى «مصطلح إعلامي»، مثلما هو مصطلح علمي.

وأضاف أن «ما نشهده الآن هو ارتفاعات حادة بالحالات في العديد من البلدان، وفي ليستر (في المملكة المتحدة) وأماكن أخرى قد يطلق بعض الناس على هذه موجات، ولكن إذا ما فعلوا ذلك فإننا ننظر إلى عشرات الموجات».

ويشير مركز الطب القائم على الأدلة في جامعة أكسفورد، والذي فحص 10 أوبئة لأمراض الجهاز التنفسي من عام 1889، إلى أن أغلب تفكيرنا في نظرية الموجة الثانية ينبع من الإنفلونزا الإسبانية (1918-1920) التي أصابت 500 مليون شخص في مختلف أنحاء العالم، وقتلت ما يقدر بنحو 20 إلى 50 مليون شخص.

ولا يظهر الفيروس احتراماً يذكر للحدود البرية، حتى عندما حاولت السلطات إغلاق هذه الحدود، ولعل الدولة الوحيدة التي يبدو أنها نجحت تماماً في القضاء على الفيروس هي نيوزيلندا، الدولة الجزيرة التي أوقفت دخول كل المسافرين تقريباً القادمين من الخارج.