الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

«عين حمراء» أمريكية سبب تراجع تركيا عن خطط التنقيب

«عين حمراء» أمريكية سبب تراجع تركيا عن خطط التنقيب

حاملة الطائرات الأمريكية «دوايت أيزنهاور». (رويترز - أرشيفي)

جاء تعليق تركيا لخطط التنقيب عن الغاز والنفط في منطقة شرق البحر المتوسط بعد تدريبات بحرية مشتركة أجرتها أمريكا واليونان، بمشاركة عناصر من الأسطول السادس الأمريكي، فيما كان بمثابة «عين حمراء» لنظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

يقول موقع «نورديك مونيتور» إنه خلال الفترة من 24 – 28 يوليو الماضي، شاركت المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات الأمريكية «دوايت أيزنهاور» في تدريبات مع القوات البحرية اليونانية في شرق البحر المتوسط.

في يوم 28 يوليو الماضي، حثت وزارة الخارجية الأمريكية أنقرة على وقف عمليات الحفر والتنقيب التي تقوم بها قرب سواحل الجزر اليونانية في منطقة شرق المتوسط، لتجنب تصعيد التوتر في المنطقة.

في اليوم نفسه، أعلنت تركيا تعليق عمليات التنقيب لواحدة من سفنها بالقرب من جزر اليونان. وقال إبراهيم قالن، المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وكبير مستشاريه، في تصريحات لشبكة «سي إن إن» الأمريكية: إن القضايا الثنائية بين تركيا واليونان يجب أن يتم حلها عبر الحوار لا عن طريق التلويح بملف طلب أنقرة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وأضاف أن أردوغان «يرى، رغم ذلك، ضرورة أن نكون إيجابيين مع المفاوضات ونوقف أعمال التنقيب لبضع الوقت.. نحن على استعداد للتفاوض دون شروط».

في أثينا، رحب المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتاس بتراجع تركيا، لكنه أكد في الوقت نفسه «عدم قانونية» أعمال التنقيب التي أجرتها تركيا مؤخراً قبالة سواحلها.

وبينما كان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار يزور القوات التركية مؤخراً في مقاطعة إدرين المجاورة لليونان، أكد أن الحوار التركي- اليوناني، سيزيد في الأيام المقبلة.

ووفقاً لإعلان البحرية الأمريكية، شملت التدريبات العسكرية تشكيلات ومناورات تكتيكية وتبادل معلومات، كما سمحت التدريبات للقوات المشاركة باختبار وتطوير إجراءات إصدار الأوامر والتحكم بين الجانبين.

واعتبر كابتن زوا شينمين، قائد المدمرة «سكوادرون 26»، أن «هذه الفرصة أتاحت لنا القدرة على التموضع مع شركائنا في حلف شمال الأطلسي (ناتو) لنكون جاهزين بقوة معقولة رادعة، تدافع عن مصالحنا في منطقة يتعقد فيها الوضع الأمني بشكل متزايد».

كانت تركيا قد أرسلت يوم 21 يوليو الماضي تحذيراً ملاحياً بشأن اعتزامها التنقيب عن الغاز والنفط جنوب وشرق جزيرة كاستيلوريزو اليونانية أو (ميس حسب التسمية التركية)، الواقعة على بعد كيلومترين من السواحل التركية الجنوبية. بعد ذلك بيوم واحد، أصدرت اليونان تحذيراً ملاحياً كرد على الإشارة التركية.

حينئذ تصاعد التوتر واتخذت الجبهتان وضع الاستعداد بعدما قررت أنقرة إرسال سفن بحث ترافقها زوارق بحرية للتنقيب عن النفط والغاز.

وبينما كان التوتر يتصاعد بين البلدين، تدخلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بإجراء محادثات هاتفية مع الطرفين لمنع مواجهة عسكرية محتملة، بحسب ما أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية.

وتزعم تركيا أن اليونان تحاول إقصاءها من عمليات التنقيب في بحر إيجة وشرق المتوسط. لكن أثينا ترى أن أنقرة تنتهك القانون الدولي، بمحاولاتها إرسال سفن للتنقيب في تلك المنطقة.

التوتر التقليدي بين اليونان وتركيا بسبب النزاعات الحدودية حول مناطق النفط والغاز في شرق المتوسط، فاقمه توقيع أردوغان مذكرة ترسيم حدود مع حكومة فايز السراج في طرابلس في نوفمبر الماضي، بهدف تمكين تركيا من تحقيق أطماعها في توسيع عملياتها للبحث عن النفط والغاز.