الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

جدل في ألمانيا بعد مظاهرات مناهضة لإجراءات كورونا

تعيش ألمانيا منذ أمس السبت، حالة جدل واسعة بعد مظاهرات شهدتها العاصمة برلين ضد إجراءت الوقاية من فيروس كورونا والتي حملت شعار «نهاية الوباء.. يوم الحرية».

وأثار ظهور أعداد كبيرة دون كمامات أو مراعاة للتباعد الاجتماعي، الفزع ليس لدى السياسيين فقط بل بين أطياف مختلفة من الشعب، ووصل الأمر إلى حد التراشق على وسائل التواصل الاجتماعي بين من يرغب في عودة الأمور إلى طبيعتها مكذباً وسائل الإعلام، وبين من يرون في هؤلاء «حمقى».

واستنكر تقرير لموقع «تاغس شاو» من هذه التظاهرات وخاصة بعد أن رفعت الحكومة الألمانية الكثير من القيود، مؤكداً أن المظاهرات لم تجمع فقط مروجي نظرية المؤامرة والراغبين في استعادة ما أسموه قيم الدستور والحرية، بل تشهد أيضاً ظهور أتباع اليمين المتطرف والنازيين الجدد.

وقال الخبير في شؤون الحركات اليمينية أولاف زوندرماير إن هناك خطورة كبيرة ليس فقط من عودة قوية للفيروس ولكن من ترويج أفكار خطيرة على بنية المجتمع.

وأضاف أن هناك بالفعل مواطنين يعتقدون أنه لا يوجد شيء اسمه فيروس كورونا وأنها مجرد مؤامرة وهمية، ولكن هناك من يستغلون ذلك عبر الالتحام مع هذه الحركات الاحتجاجية من اليمين المتطرف وأتباع حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي والنازيين الجدد لتشكيل شبكة تبحث دوماً عن إظهار نفوذها والحصول على مساحات في مثل هذه المظاهرات.

ورصد تقرير لصحيفة «تاغس شبيغل» مطالبات بعض السياسيين بعقوبات وغرامات أكثر صرامة ضد من يعرّضون صحة الآخرين للخطر.

وقال وزير الصحة «ينس شبان» إنه يجب أن تكون المظاهرات ممكنة أيضاً في أوقات كورونا ولكن ليس بهذه الصورة دون مراعاة القواعد الصحية.

كما هاجمت رئيسة الحزب الديمقراطي الاشتراكي ساسكيا إسكين رفع المتظاهرين لافتات بأنهم «الموجة الثانية للفيروس»، وقالت: «هؤلاء يحتفلون بتبجح ودون قناع ومسافات ويسخرون من أنهم الموجة الثانية للفيروس، وهذا من شأنه أن يطيح بكل النجاحات التي حققتها ألمانيا في مواجهة الوباء».

ووصف النائب بالحزب ديليك كاليسي هذه الاحتجاجات بـ«الجنونية». وقال «إن الانتهاك المتعمد لقواعد الوقاية ليس فقط مخالفة إدارية، ولكنه خطر جسيم على صحة وحياة الآخرين».

وطالب النائب كارل لوترباخ بزيادة الغرامات. وقال "أي شخص رأى رجلاً يقاتل من أجل حياته داخل العناية المركزة لا يمكنه قبول مثل هذا السلوك المتهور والقاسي، وإنه دون عقوبات رادعة فستعود البلاد مرة أخرى لآلاف الإصابات يومياً".

وقدَّرت الشرطة في برلين أعداد المتظاهرين بحوالي 20 ألف شخص وأنها اضطرت لفضها مما أصاب عدداً من رجالها بجروح، بينما نشر المنظمون للفعالية ومؤيدوها صوراً وفيديوهات تظهر أن هناك المئات من الآف وربما تجاوزوا المليون، وتتهم وسائل الإعلام بالكذب.

كما امتنع عدد من وسائل الإعلام عن التغطية لتعرضهم لهجمات وشتائم من المتظاهرين.

ووصلت حالة الغليان إلى وسائل التواصل الاجتماعي. وتصدَّر هاشتاغ «الصحافة الكاذبة» موقع تويتر، ومن بعده هاشتاغ «حمقى الكوفيد»، حيث غردت ممرضة بأنهم يبذلون قصاري جهدهم لمحاربة عودة الفيروس وتأتي هذه المظاهرات لتدمر كل ما نصنعه.

وبعدها انهالت عليها التعليقات الناقدة حيث كتب أحدهم «أين هذه الجهود والمستشفيات فارغة وغرف العناية المركزة لا يوجد بها مصابون».

وكتب آخر «أنتم تحصلون على أموال العمل لمدة قصيرة لأنه لا يوجد عمل ولا يوجد مرضى بالفيروس».

فيما قال أحد المؤيدين إن «فيروس الحرية وصل برلين، وإنه أصبح للناس صوت في مواجهة الإعلام الكذاب والنظام القديم المتهالك».