السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

ميلانيا ترامب.. بعد 4 أعوام في البيت الأبيض ما زالت السيدة الأولى لغزاً غامضاً

ميلانيا ترامب.. بعد 4 أعوام في البيت الأبيض ما زالت السيدة الأولى لغزاً غامضاً

السيدة الغامضة. ( أب )

هل سنفك يوماً شيفرة ميلانيا ترامب؟

تساؤلٌ طرحه مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية اليوم الأربعاء.

قالت كارين تومالتي، كاتبة المقال، إنه في خطاب مثير للإعجاب، أمس الثلاثاء، ألقته من الحديقة الوردية للبيت الأبيض، التي رممتها مؤخراً، تحدثت السيدة الأولى للولايات المتحدة الأمريكية عن أمور لم يتطرق إليها أحد قبلها على مدار اليومين الماضيين منذ بدء المؤتمر العام للحزب الجمهوري.

ميلانيا ترامب، التي لم تُفصح عن نفسها الكثير خلال الـ3 أعوام ونصف الماضية منذ تولى زوجها سدة الحكم، أعربت عن تضامنها مع أولئك الذين عانوا من جائحة «كوفيد-19». كما امتنعت بشكل لافت عن انتقاد معارضي زوجها، قائلة إنها لا ترغب في تعميق انقسامات البلاد.

يضاف إلى ذلك ما يمكن تفسيره بأنه توبيخ لترامب الذي انتقد المتظاهرين ودافع عن تماثيل الحقبة الكونفيدرالية، إذا أقرت قرينة الرئيس بأن الوقت حان لتصفية حساب العنصرية في هذا البلد.

«مثلكم جميعاً، تأملت الاضطرابات العنصرية التي وقعت في بلادنا. إنها حقيقة مرة أننا لا نفتخر بجزء من تاريخنا»، هذا ما جاء على لسان ميلانيا ترامب التي دعت المواطنين إلى «التوقف برهة والنظر إلى الأمور من مختلف زواياها. أحث الناس على التقارب بشكل مدني ومتحضر لنستطيع أن نعيش ونطبق معاً قيمنا الأمريكية العليا».

كان ذلك بمثابة تداركٍ للحرج الشديد الذي تعرضت له ترامب بعد خطابها عام 2016 أمام المؤتمر العام للحزب الجمهوري في كليفلاند، والذي تبين لاحقاً أنه مستقطع من خطاب قديم لميشيل أوباما زوجة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، خلال كلمتها أمام مؤتمر الحزب الديمقراطي في دينفر.

وتقول كاتبة المقال إن «السيدة الأولى» منصبٌ يأتي بلا «مسمىً وظيفي» وإن كل سيدة تولت هذا المنصب صبغته بطريقتها الخاصة. بعضهن كافحن أكثر من أخريات.

ميلانيا ترامب لم تكن متلهفة جداً لدورها الجديد في واشنطن، بحسب ما كتبت ماري جوردان، في كتاب السيرة الذاتية: «القصة غير المحكية لميلانيا ترامب». فقد أجلت قرينة الرئيس انتقالها إلى العاصمة لأشهر بعد مراسم تنصيب ترامب في 2017.

استطلاعات الرأي العام التي أجريت حول السيدة الأولى على مدار السنوات الماضية كانت نادرة. والبيانات المتاحة تفيد بأنها لا تتمتع بشعبية كتلك التي كانت تتمتع بها سابقاتها لورا بوش وميشيل أوباما. أفضل نسبة حصلت عليها ترامب في استطلاع رأي أجرته شبكة «فوكس نيوز» في يناير الماضي كانت 47 %، في حين حصلت بوش، في استطلاع رأي مماثل أثناء رئاسة زوجها، على 68 %، بينما حصلت أوباما على 60 %.

لكن من ناحية أخرى، تكشف استطلاعات الرأي بشكل عام أن من يحبونها أكثر ممن يمتعضون منها، وهو ما يعني أنها أكثر تقديراً بين العامة من زوجها.

من حين لآخر، تعكس مواقف ميلانيا ترامب عدم انسجامها مع مواقف زوجها. ففي بداية الجائحة، غردت عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» داعية الناس إلى ارتداء الكمامات الواقية، وأرفقت التغريدة بصورة لها وهي ترتدي واحدة، وذلك في وقت كان فيه الرئيس يرفض تماماً - آنذاك – ارتداء الكمامات بشكل ملحوظ.

من السهل دائماً التعبير عن تلك النزعات الشخصية الاستقلالية، لكن في الوقت نفسه، لا يجب أن ننسى انضمامها إلى موقف زوجها المشكك في مدى شرعية تولي باراك أوباما الرئاسة، من خلال الترويج لأكذوبة عنصرية بأنه لم يولد في الولايات المتحدة.

كذلك لم تبرهن السيدة الأولى على مصداقيتها عندما ادعت خلال مقابلة عام 2018 مع شبكة «إي بي سي نيوز» قائلة: «إنني أكثر شخص تعرض للتنمر في العالم».

لذا، فمن هي حقاً هذه السيدة؟ الانطباعات التي تمررها لنا عابرة ومتناقضة، وهو ما يجعلنا نقف عند نتيجة واحدة: «ميلانيا ترامب لغز لا تريدنا هي أن نفك شيفرته».